حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19942

داعش واقتصاد الإرهاب

داعش واقتصاد الإرهاب

داعش واقتصاد الإرهاب

17-09-2014 10:02 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - أصبحنا جميعنا الآن على دراية بالجماعة المتشددة التي تدعى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة باسم (داعش)، والإرهاب الذي خلقته في العالم في أشهر قليلة.
لا يمكن للمرء أن يبدأ بتفسير الأعمال الوحشية التي تمارسها الجماعة على الأفراد (بصورة رئيسية في سورية والعراق).
وحتى تنظيم القاعدة، الذي كان على الأرجح أكبر منظمة إرهابية (حسناً، حتى حضرت "داعش" وسرقت منه الأضواء)، وجد أن ممارسات جماعة داعش "متطرفة جداً" حتى بالنسبة إليه هو شخصياً.
يؤمن العديد من المحامين والسياسيين والمحليين العالميين الآن بأنه نظراً لآخر إنجازات "داعش" على الصعيد الحربي، التي أمدتهم بالعديد من التابعين الجهاديين من جميع أنحاء العالم، استطاعت الجماعة الإسلامية أن تطغى على القاعدة بأن أصبحت "العلامة التجارية الإرهابية" رقم واحد في العالم.
يملك فرع الجماعة المتشدد من تنظيم القاعدة "داعش" هدفاً واضحاً، وهو إقامة دولة إسلامية في قلب الشرق الأوسط، ما سيؤثر بشكل مباشرٍ على استقرار الخليج العربي وعلى الأنشطة السياسية والاقتصادية، وخاصة تلك ذات العلاقة منها بإنتاج النفط وتكراره.
ومثل هذه التسوية من شأنها أن تزود بـ"الملاذ الآمن" لتوسيع حدود الدولة الإسلامية وإجراء الأنشطة الإرهابية المستقبلية التي تخشاها معظم الدول.
في الوقت الراهن، يُدار العالم على أساس التجارة والاقتصادات؛ حيث يتوجه كل نشاط يمارسه الفرد مباشرةً نحو المال، كما وليس هناك من أدنى شك بأن العالم اليوم يرتبط بشكل رهيبٍ ببعضه البعض، والفضل يعود للعولمة. لذلك، وفي ضوء أن أصغر الأحداث قد تؤثر في النشاط اليومي للاقتصاد العالمي، لا يستطيع المرء أن يتخيل الثورة الاقتصادية التي قد تجلبها "داعش" إلى العالم.
بدأت "الدولة الإسلامية في العراق والشام" رحلتها نحو "دولة إسلامية بحتة" عبر الاستيلاء على المدينة الرابعة الأكبر في سورية (حلب)، ومن ثم تقدمت عبر الحدود من سورية إلى العراق لتسيطر على المناطق الرئيسية للموصل وتكريت وبيجي، بل وحاربت أيضاً من أجل الاستيلاء على العاصمة بغداد. إلا أن آفاق داعش أصبحت قاتمة لدى وصولها الموصل.
ولكن كيف يعتبر هذا الاحتلال الإرهابي أمراً مهماً بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي؟
تعتبر الموصل إحدى أهم مدن النفط في العالم، نظراً لكونها تنتج وحدها قرابة الـ200 ألف برميل يومياً. والعراق بشكل عام هي ثاني أكبر منتج للنفط بعد المملكة العربية السعودية.
وتتمتع مصفاة بيجي، أكبر مصفاة في العراق، بقدرة إنتاج 310 ألف برميل نفط يومياً. وفي هذا الإطار، فإن استيلاء داعش على الموصل كان لمن المتوقع أن يؤثر على أمن إمدادات الطاقة، والذي غالباً ما يدفع أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع.
كانت تركيا الأكثر تأثراً بين الدول، حيث أوقفت "داعش" تدفق النفط عبر الحدود إليها. ووضحت آثار سيطرة "داعش" على مواقع النفط أيضاً في الدول المجاورة، بينما ستشاهد واضحةً قريباً أيضاً في دول العالم أجمع.
وسط جميع الاضطرابات الاقتصادية والجيو-سياسية في العراق، يمكننا أن نخمن من سيصبح الخاسر الأكبر. يجعل الوضع الحالي للعراق الولايات المتحدة الأميركية تبدو ضعيفةً جداً.
ففي العام 2011، سحبت حكومة أوباما جميع القوات الأميركية من العراق لتنهي قرابة العقد من الحرب، واضعة ثقتها في حكومة نوري المالكي لتدير العراق بسلاسة لعدة سنوات.
كانت هذه الخطوة خطأ كبيراً؛ حيث خسرت أربع وحدات من الجيش العراقي حربها ضد "داعش" في الأشهر الماضية. ووفقاً للبنتاغون، أنفقت الولايات المتحدة الأميركية عدة تريليونات من الدولارات في العراق، وقدمت عشرات المليارات من الدولارات للحكومة العراقية كمساعدات أيضاً. ولكن أهمية الخسائر المادية تتلاشى تقريباً أمام الخسائر البشرية خلال حرب العراق، حيث قتل 4.424 أميركيا أثناء الحرب، بينما يعاني 32 ألف أميركي من إعاقات جسدية مزمنة.
النفط، كما نعلم، هو أحد أكثر المصادر الأساسية غير المتجددة المتواجدة في الطبيعية. وكان الركود في الماضي يرتبط بشكل مباشر أو غير مباشرٍ بالسياسات التي خلقها إنتاج النفط.
لذلك، فإنه لابد من تقديم رؤية واضحة عن حقيقة أنه إذا ما استمرت مثل هذه الصدمة ستتأثر الولايات المتحدة الأميركية قريباً على الرغم من واقع أنها تنتج نفطها الخاص.
إن انحلال الهيكلية السياسية التي ثبتتها أميركا في العراق، أمر قد ينبئُ بالعودة إلى شح النفط، وبالتالي ارتفاع أسعاره، مع جميع التأثيرات السلبية لذلك على الاقتصاد العالمي.
بعد مضي 100 عام على الحرب العالمية الأولى، يقول الكثيرون أن العالم لديه رغبة أكبر بالسلام اليوم من أي وقت مضى، في ضوء وجود صراعات وحروبٍ أقل. ولكن المرء يمكن أن يسأل عن ذلك أحد سكان سورية أو العراق؛ حيث البيئة السياسية والعسكرية هشة جداً إلى درجة أن حياة هؤلاء الأفراد مضطربة إلى حد كبير لاسيما وأن الموت يلوح بهم يومياً.

*-"ميديل جوفورنانس، ريديما شارما"


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19942

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم