حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 34343

الحباشنة : الدولة الناجحة تتماثل بها أهداف الحكومة ومتطلبات المواطنين

الحباشنة : الدولة الناجحة تتماثل بها أهداف الحكومة ومتطلبات المواطنين

الحباشنة : الدولة الناجحة تتماثل بها أهداف الحكومة ومتطلبات المواطنين

16-09-2014 08:40 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - القى وزير الداخلية الاسبق المهندس سمير الحباشنة محاضرة في كلية الدفاع الوطني بعنوان «المطلب، المصالح، الأهداف.... الوطنية الأردنية».
وتالياً نص المحاضرة : 

قال تعالى " لإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ " ، صدق الله العظيم

سورة كريمة لخّصت أهداف بني البشر على مر العصور، وبرغم من اختلاف المسمّيات فالجوهر ذاته، اشاعة "أمن ورفاه" . وطموح الانسان ينحصر دائمًا بهذه الثنائية، أمن واستقرار ودرء للجوع، وتحقيق للرفاه.
وبالتالي فانّ الدولة ،"مطلق دولة "، يقوم سعيها الدائم الى تحقيق الأمن والرفاه لشعبها، وبخط موازٍ فانها تسعى الى منع تحقيق اهداف أخرى من شأنها ، وان تحققت، أن تعبث بالأمن المنشود بل وتأتي بالجوع. وعلى أي حال فان تلك الأهداف والاهداف المضاده انما شكّلت على الدوام اساس الصراع بين بني البشر، فغزو قبيلة لأخرى لا يختلف اطلاقا من حيث الواقع والمضمون عن غزو دولة لأخرى.
في ذات السياق الذي يحدده عنوان هذه المحاضرة، فانّ الدولة الناجحة هي تلك التي تتمكن من ايجاد حالة تماثل وانصهار بين الأهداف والمطالب، باعتبار أنّ الأهداف هي في العادة نتاج البناء الفوقي للدولة (الحكومة ومؤسساتها)، امّا المطالب فهي الطموحات التي يسعى المواطنون لأن يروها حقائق تغني حياتهم، وتشبع رغباتهم المعنوية والمادية . وعلى العكس فانّ الدولة الفاشلة هي الحالة التي تبتعد بها الأهداف عن المطالب، فتحل اجندات المصالح الضيقة.كأولوية على حساب الأجندات الوطنيه ،وتكون تلك نقطة التحول في منحنى الدوله الذي يأخذ بالانحدار ، وهذا ماحدث في دول الربيع العربي وسقوط انظمة كما هي حجارة (الدومينو )..
في ذات السياق فانّ للأمن معنيان، معنى ضيق وهو الأمن المجرد والمباشر الذي ينحصر بمدى قوة الدولة" مطلق دولة" واجهزتها العسكرية والأمنية واقتدارها على التصدي لأي محاولات استهداف أو عبث من قوى خارجة عن القانون سواء كانت بدوافع سياسية او جنائية على حد سواء. اما المعنى الأوسع للأمن فهو الأمن غير المباشر ،الذي يتضمّن الأمن ببعديه الاجتماعي والاقتصادي ومخرجاته الثقافية والمسلكية للمواطنين، وهو الأمن الذي يصل مداه الى التأثير بتشكّل الهوية، وبالولاء للدولة، والانحياز لمشروعها الفكري والسياسي. وأنّ مفهوم هيبة الدولة يكمن في قدرتها على انفاذ القانون على الجميع بلا استثناء..
 
أمننا الوطني
 
وبالولوج الى الحالة الأردنية، وبالاستناد لما ذكرنا أعلاه، فانّ من نافلة القول أن نبيّن بأنّ أمن الدولة الاردنية، بمعناه المجرد والمباشر، هو أمن بلا ريب متحقق عبر عقود ماضية وحتى الآن، ويعود ذلك الى تمكن الأردن من بناء قوات مسلحة تتسم باقتدار وبانضباط وبحرفية وبجاهزية عالية، أصبحت جزءًا من تقاليدها، فالقوات المسّلحة الأردنية/ الجيش العربي، تربّت منذ بدايات تشكل الدولة الاردنيه على خطاب متماسك ، بمرجعية وطنية وعروبية واسلامية، ، حتى انها حملت منذ تأسيسها اسم "الجيش العربي"، اضافة الى أنها لم تكن يوما طرفا في عمليات الشد السياسي داخل البلاد "باستثناء فترة قصيره" ، وبقيت على الدوام منزّهه وفوق التناقضات، وشكّلت بالفعل الجدار الواقي لحماية الدولة ومشروعها ومواطنيها من أي ايذاء محتمل ... وأنّ أجهزتنا الأمنية كذلك اتّسمت بذات السمات باعتبارها اجهزه لأمن الوطن، غير منحازه لأي طرف في حياتنا السياسية ضد طرف آخر، وكانت بحق مؤسسة وطنية تمكّنت من حماية الأمن الداخلي من كافة التهديدات بشتى اشكالها ومسمياتها ...
اذا فالأمن بمعناه التقليدي اردنيا هو بأيدي أمينه ، فلا خوف على الأردن من قوى غاشمه عابره للحدود، أو من أية عمليات ذات صبغة تخريبية يمكن أن تقوم بها قوى الظلام والتّشدد. الا أن الأمر الذي يجب أن يؤخذ بجدية وان يتم العمل عليه، هو في الخطورة من تمدّد الفكر الارهابي الظلاميّ المتشدّد، الذي يجب ان نُقر بأنه يسعى الى احتلال مساحات من افكار شبابنا و مواطنينا. ذلك ان المشاريع العروبية والمشاريع اليسارية ومشاريع الاسلام المعتدل، وبرغم ما حملت من أفكار جليله ،الا انها تعرضت وعبر عقود الى اخفاقات وارتدادات على امتدادات وطننا العربي وبالذات في الاقطار التي حكمتها، عبر تطبيقات خاطئة حالت دون تحويل تلك الافكار الى حقائق يتلمسها المواطن العربي، بالاضافة الى الاصطراعات التي لم تتوقف فيما بينها وحتى داخل المشروع الواحد ..
لقد أدّى ذلك فيما أدّى اليه الى حالة من الفراغ الفكري، وخصوصا في اوساط الشباب، الذين لم يجدوا عبر تلك الافكار وتطبيقاتها الملاذ الآمن الذي يُؤمّن لهم كأفراد وكمجاميع حياة آمنه بل ولم يحقق الطموحات الكبرى للامة في الانعتاق والتحرر والرفاه . ولأنّ الحياة لا تحتمل الفراغ، فان التهديد الأكبر هو أن يكون الفكر الارهابي المتشدّد هو البديل المؤهل لأن يحتل تلك المساحات الفكرية، والتأثير على عقول الناس، وبالتالي أن يدهمنا الخطر من الداخل .... ولم نكن قد أتممنا الاستعدادات لمجابهته .
 
العروبة والاسلام
 
انّ التناقضات التطبيقاتية بين العروبة والاسلام ليس الا تناقضات وهمية، ليست عقيدية ولا فكرية ، انما هي تناقضات مصطنعه تم توظيفها لتحقيق مكاسب آنية لهذا الطرف السياسي او ذاك. فالاسلام والعروبة صنوان متكاملان تاريخيا و فكريا، والأصل انّ العروبة وعاء مادي ا ضمّ العرب حتى قبل الاسلام، وأنّ الاسلام هو الوعاء المعنوي الذي أعطى العروبة مداياتها الايجابية التي نعيش بين ظهرانيها اليوم... فالاسلام روح أمة العرب، والعروبة جسد هامد لن يقوى على الحركة دون الروح . وأنّ الحضارة العربية الاسلامية وانجازاتها التي امتدت لقرون عديدة وأثرت في كل الحضارات وأغنتها انّما هي نتاج ايجابي لتلاقح تاريخي بين العروبة والاسلام.
انّ الاسلام عقيدة تسعى الى تكريس منظومة قيمية واخلاقية تنتج انسانا مثاليا تحددت مواصفاته في كتابنا الكريم وسنتنا الشريفه، وبالتالي فانّ من الخطأ بمكان اخضاع تلك المنظومة الى السياسة ، فالسياسة عرضة للصح والخطأ ولا يجوز ادماجها بمفاهيم مطلقة. فالسياسة منتج وضعي نسبي متغير ، والاسلام منتج الهي مطلق.ثابت ، فكيف للثابت ان يتلاقي والمتغير ! .
أن تنزيه الاسلام هو في ان يبقى في منزلة عليا فوق السياسة والاحزاب. علما بأن الحضارة والثقافة العربية الاسلامية يتبناها المسلمون والمسيحيون، ، ذلك انّ صناعتها لم تقتصر على العرب ،مسلمين أومسيحين، أو على الأقوام الأخرى التي عاشت في كنف الدولة العربية الاسلامية، بل هي نتاج تشاركي لكل هؤلاء، أنجبت كينونة العرب المتماهية بالاسلام الحق المعتدل التسامحي الذي يقبل بالآخر، فكان ذلك الانجاز التاريخي المسمي بالحضارة العربية الاسلامية.وبالتالي فأن اي تمييز ا ولو بالتلميح بين المواطنين العرب على اساس الدين انما هو ضرب من الجهل وضيق الافق ،من شأنه اضعاف الامة ويمكن المتربصين لأن ينفذوا منها لاحداث المزيد من الفرقة والتشرذم .
 
السلف والسلف الصالح
 
اذا، فانّ التصدي للارهاب ونبذ التشدد بالكلمة والسلوك، أنّما يأتي بمقابلته بخطاب عروبي اسلامي موضوعي حداثي، يسعى الى الاجابة على الأسئلة المعاصرة بأدوات عصرية، ليحسم التحديات الراهنة لجهة الامّة ومصالحها. هذا دون ان يتم اهمال تراثنا المشرق، فالتاريخ مستودع يحوي الغثّ والسمين، وعلينا الاستفادة من السمين واعادة انتاجه وبالمقابل استبعاد الغثّ الذي يجانب المنطق ومتطلبات العصر .
ان ذلك يقودنا الى الحديث عن مفهوم السلف والسلف الصالح، وذهاب البعض لتبني كل ما احتوى مستودع التاريخ من أفكار وفتاوى ومسلكيات ، فهذا البعض يعمل بحسن او سوء نية لأن يضع عقيدتنا وعروبتنا في الثلاجة، بل يوعود بها الى عصور قديمة. فالسلفيون بشر مثلنا ، علماء اجتهدوا بالاجابة على اسئلة كانت مطروحة على العصور التى عاشوها ، بعض تلك الاجابات خدمت عصرها وانتهت بنهايته ، وبعضها الآخر لا زال حيا بيننا نأخذ به، بل ونسعى الى تمثّله .... لانها اجتهادات مازالت فعاله ومعاصرة برغم قدمها ولا زالت تمثّل اجابات تحاكي أسئلة للحاضر تنتظر الجواب.
فعلى الجانب المشرق وعلى سبيل المثال ، فانّ العهدة العمرية التي أبرمها الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وباعتبارها الوثيقة/العقد الاجتماعي، التي رسمت مستقبل العلاقة التاريخية والاجتماعية بين العرب مسلمين ومسيحين، هي لا زالت وثيقة معاصرة وحداثية بامتياز من حيث المضمون و امكانية التّمثّل، بعلى اعتبارها تدحض دواعي الفرقه التي تسود هذه الايام بين العرب باغلب أقطارهم وعلى خلفيات دينية او مذهبية. وانني أدعو الى اعادة ابراز العهدة العمرية ووضعها في مناهج المدارس والجامعات، لتكون دليلا فكريا تطبيقاتيا للأجيال للرد على مروجي الفرقه وتقسيم العرب على اساس ديني/مذهبي او طائفي.
وعلى الجانب الآخر المعتم ،فان قانون (الملل التركي) الذي قسّم مواطني الدولة وميّز بينهم على أساس ديني و مذهبي و طائفي، هو نتاج غير حميد للسلف ،وعلينا استبعاده من حياتنا ،لانه يبعث بالمزيد من الخلافات والتطاحنات الدينية والمذهبية التى تسيطر على ساحاتنا العربيه وتعمل بنا دمار وقتل وغياب كلي للعقل .
انّ مصلحة الامة الملحة اليوم ،أن تسعى الى ردم خلافاتها واشاعة اجواء التسامح والقبول من الجميع وللجميع .. ، وتحويل الخلافات المدّمرة التى لاطائل منها الى تنوع بنّاء يحفظ الهويات الفرعية، عقيدية كانت أو عرقية ولكن في اطار الهوية العربية الجامعة. فالتمايز حق للجميع ولكن في اطار وحدة الامة ومصيرها الواحد.
ثالثة الأثافي
انّ الحالة العربية تستدعي اليوم اكثر من أي وقت مضى ثورة فكرية تعيد للاجتهاد مكانته كثالثة للأثافي بعد القرآن الكريم والحديث الشريف، حتى نعيد لأمتنا حيويتها واقتدارها التليد ، فتتمكن من المواكبة واختصار الزمن الذي يفصل بيننا وبين الأمم الأخرى من حيث التقدم بشقيه الاجتماعي والسياسي اوالتقدم بمعناه المادي.
اننا بحاجة الى وثيقة شرف يوقّعها علماء المسلمين بكل مذاهبهم ورجال الدين المسيحي بكل طوائفهم، على غرار وثيقة (ويست فاليا) التاريخية التي أنهت الصراع الطائفي الدموي المرير الذي اجتاح أوروبا بين الكاثوليك والبروستانت ... تلك الوثيقة التي شكلت محطة فاصلة في تاريخ اوروبا. ، حيث سيّدت مبادئ العدالة والمواطنة والحرية وحرية واحترام الاعتقاد، فباشروا ببناء دول تحكمها المؤسسات ويضبطها القانون ، . فتشابكت أيديهم فكان التقدم والرفاه الاجتماعي، الذي كانت محصلته اوروبا المعاصرة اليوم.
انّ العرب" ونحن جزء منهم في الأردن" مطالبون كما ذكرت بأن نماهي بين الاهداف والمتطلبات في اطار دولة القانون والمؤسسات، والارتقاء الى مستوى التحديات والبحث عن اجابات من شأنها اشاعة الرفاه كبديل لحالة الفقر والبطالة التي يعيش في ظلالها المواطنين وبالذات الشباب. فالانسان حين يكون جائعا ومحبطا سوف يكون نهبا لكل الافكار المتطرفه، وبالتالي هنا يكمن الخطر وهو خطر داخلي بامتياز علينا السعي للتصدي له .

كينونة عربية مقترحه
ان المطلب الوطني المستمد من الأهداف يسعى الى منظومة فكرية تعيد للخطاب العروبي حيويته بالاستفادة من الأخطاء السابقة، فلا وحدة قسرية بين العرب، بل علينا ان نجترح نموذجا معاصرا ،يبقى للاقطار العربية خصوصيتها، في اطار يحاكي اهدافنا ومصالحنا المشتركة دون اهمال للمصالح الوطنية لكل بلد عربي، فالمطلوب ان نصنع التميّز في اطار الوحدة، وان نحوّل الهوية الوطنية القطرية الى عامل بناء وجمع ، كبديل للحالة الراهنة التي تقوم على الفرقة والضعف.
وبهذا الصدد فانّ علينا السعي لانجاح ما تسعى اليه مصر اليوم باعادة احياء مفهوم الأمن القومي العربي باطار جديد يخدم الجميع دونما هواجس أو مناكفات أو اصطفافات أو اضرار بأي طرف عربي، بل والسعي الى فضاء عربي مفتوح امام حركة المواطنين وامام الاستثمار والمشاريع المشتركة الاقليمية والتكامل الاقتصادي، والاستفادة من مزايا الانتاج الكبير وتوحيد جهود البحث العلمي في شتى القطاعات لايجاد الحلول لاشكالياتنا المتشابهه. ان مصلحة العرب تكمن في انظمة تعطي مواطنيها الحرية، لان الحرية تطرد الخوف، وطرد الخوف بالضرورة يؤدي الى الابداع والابتكار.
وعلى الصعيد الوطني فان المرحلة تتطلب اعادة قراءة اداءنا الاقتصادي في الأردن، بحيث نستفيد من تجاربنا السابقة ، ونسعى الى بناء نظام اقتصادي انتاجي اجتماعي يقوم بتحويل هوية السوق الحر من حالته المنفلته الى حاله منضبطه. بمعنى اطلاق وتحفيز المبادرة الفردية وحرية الابتكار والابداع مع عدم اهمال مبدأ حماية الأغلبية الساحقة من المواطنين من غلواء الاحتكار والاستغلال وارتفاع الاسعار ،متزامنا ذلك مع نظام ضريبي غير منحاز يقوم على مفهوم ان الضريبة حق للدولة والمجتمع مقابل توفير اجواء آمنه للاستثمار وتحقيق الربح ، يشتمل كذلك على اجراءآت من شأنها وقف التهرب الضريبي بشتى أشكاله.

فلسطين مطلب وطني
أنّ من الملح عربيا وأردنيا أن يتوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وأن ينتهي الاحتلال ، وأن تحقق تطلعات الشعب العربي الفلسطيني المشروعه لاقامة دولته وعاصمته القدس الشريف. ذلك انّ هذا المطلب وبقدر ما يشكل مصلحة فلسطينية طالما انتظرها الشعب الفلسطيني فانّه في حال تحققه يشكّل حماية للدولة الأردنية واستبعاد احتمالية خطر حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن او احتمالية تحقيق السعي الاسرائيلي الدائم لتحويل وجهة الصراع التقليدية العربية/الصهيونية والفلسطينية/الصهيونية الى صراع عربي/ عربي سواء كان ذلك على الارض الأردنية او اللبنانية او حتى المصرية. ان على العرب ان يوظفوا امكاناتهم وحضورهم الدولي لتحقيق هذا المطلب الذي لايحتمل التأخير ، ذلك ان عدم حل القضية الفلسطينيه بصورة عادله هو العامل الاساس الذي يعطي للارهاب مبرراته وخصوصا في اوساط الشباب ,,
كوارث العرب
ان متطلب انتهاء الحرب الكارثية في سوريا والعراق وليبيا واليمن، بقدر ما هو متطلب خاص بهذه الاقطار، الا انّه متطلب عربي كبير بامتياز، لان انتهاء الحرب في هذه الاقطار،هو نفي لأاحتمالية نقل الصراع السياسي المغطي بمسوح دينية او مذهبية، لأقطار أخرى وعلى رأسها الأردن ولبنان ودول الخليج ومصر.
ان وقف هذه الحروب يعني بالنتيجه توقف تمدد وتوغل قوى الظلام والارهاب على مستوى الفكر والجغرافيا، وهذا يحتاج الى وحدة الموقف العربي، واطلاق مبادرات عربية لمصالحات سياسية وتوافقية وتوحيد الجهود للقضاء على التطرف والارهاب بشتى اشكاله واماكن تواجده ..
انّ متطلب انتهاء التوتر العربي مع ايران هو ضرورة لا غنى عنها ،ذلك لأن لا مصلحة عربية او ايرانية ان تستمر حالة التوتر الراهن التي قد تُؤدي الى مواجهات مسلّحة لا سمح الله، فايران دولة مسلمه وجارة لها مصالحها ، ولنا كعرب ايضا مصالحنا، ومن المفيد أن تعلو الحكمة، وان نصل الى تفاهمات من شأنها تحقيق المصالح المشتركة للأمتين على قاعدة حسن الجوار والاحترام المتبادل. ولنا في اوروبا خير مثال كيف تمكّنت من تعزيز نقاط اللقاء بين أممها وحل أو تحييد خلافاتها بالحوار وبالسبل السلمية.

الخلاصة
وكخلاصة، فان الأهداف والمطالب والمصالح انما تلتقي على :
1. منظومة امنية وطنية ذات امتداد عربي ايجابي،
2. منهاج اقتصادي ببعد انتاجي اجتماعي،
3. منظومة اصلاح سياسي، تعزز المشاركة والمؤسسية وتسيد القانون والمواطنه،
4. مبادرات وعربية رسمية وشعبيه لوقف الحروب في سوريا والعراق وليبيا واليمن،ونبذ تحويل المذهبية الدينية والطائفية الى مذهبية سياسية مقوننه.
5. تنسيق عالي المستوى مع مصر ودول الخليج العربي والمغرب العربي لتحقيق تلك الاهداف،
6. علاقات احترام متبادل بين العرب من جهة وايران وتركيا من حهة اخري، لتحقيق مصالح الجميع دون توغّل او توسّع او هيمنه.
7. برنامج عربي تستخدم به كل الامكانات العربية لفرض السلام وتحقيق تطلعات الشعب العربي الفلسطيني المشروعه


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 34343

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم