حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25998

المعلم مفتاح الحضارة

المعلم مفتاح الحضارة

المعلم مفتاح الحضارة

02-09-2014 10:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الاستاذ الدكتور ابراهيم الزعبي
قد تعمدت بعض المؤسسات أن تدمر قطاع التربية، من خلال كثير من الإجراءات، والتي من أهمها إهمال دور المعلم وإهانة شخصيته وكرامته، وخاصة من خلال تخفيض الأجر الذي يتقاضاه، بل إن دخل المعلم في معظم الدول العربية هو من أدنى الدخول، وهذا أمر في غاية العجب! يخيل للمرء في بعض الأحيان لو أن عدوًا من الأعداء اللدودين للمجتمع العربي والإسلامي قد سلط لتدمير البنية التعليمة، وتدمير الإمكانيات البشرية في مجتمعاتنا، لما استطاع أن يفعل أكثر مما فعلته بعض المؤسسات!. ما زلت أذكر أن مدير الإعدادية التي درست بها، وهو رجل مضرب المثل في إخلاصه وتميزه في مهنته التعليمية، كان يضطر أن يعمل في الإجازة عتالا في سوق الخضرة، وغيره إسكافيا، وغيره بياع ورق يانصيب أو تاجر دخان، وحدث ولا حرج، ثم كيف نتخيل أن التعليم الحكومي لن يفشل، وكيف لا يصاب الإنسان العربي والمسلم بازدواجية الشخصية بل الفصام الحاد، في حين تنفق المليارات على الراقصات وبياعات الهوى والسخافات والسفاسف!. ربما لن نبالغ إذا قلنا إن المعلم هو أحد أهم أركان أي مشروع إصلاحي للنهوض بمجتمعاتنا، فهو القادر إذا ما أتيح له أن يمارس مهنته بوصفها رسالة مقدسة على أن ينشئ جيلا جديدا يتجاوز حالة الفصام الحالية، فتكون حياتنا العملية انعكاسًا لقناعاتنا النظرية. ولعلّ معظمنا قد سمع أو قرأ عن قصة إمبراطور اليابان "ميجي أو ميجو أو موتسوهيتو" (1852- 1912) عندما اجتمع مع حكماء بلده ليخرجوا البلاد من تخلفها ويعملوا على تحديثها، فكان من أهم القرارات التي خرجوا بها آنذاك أن جعلوا دخل المعلم من أعلى الدخول، وجعلوا مهنته أكثر المهن قيمةً وقدسيةً، وبذلك تأتى لهم فيما بعد النهوض بأجيالهم ومجتمعهم. وقد نسبت إليه مقولة تكتب بماء الذهب: "المعرفة سوف يبُحث عنها ويقُتفى أثرها في كل أنحاء العالم". وحالنا كالذي يتسول التبر وهو مالك الذهب، أفلسنا نحن أمة "اقرأ"؟! ثم إن كبار الحكماء في تاريخ البشرية وعلى رأسهم الأنبياء، كثيرًا ما يطلق عليهم لقب (مُعلم). سيكون أمامنا وأمام أجيالنا القادمة الكثير من العمل والمهام؛ للنهوض بأنفسنا ومجتمعاتنا، والبداية تكون بأن نتصالح مع أنفسنا وهويتنا، وأن نتجاوز الفصام في فكرنا وسلوكنا.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25998
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم