حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30071

" عظم الله أجرنا وأجارنا من تعاظمكم"

" عظم الله أجرنا وأجارنا من تعاظمكم"

 " عظم الله أجرنا وأجارنا من تعاظمكم"

26-08-2014 11:00 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور مهند العزة
أن تقلب إسرائيل بتاريخها الأسود الحقائق فتجعل من الجلاد ضحية ومن الضحايا إرهابيين مجرمين؛ فهذا هو المتوقع من دولة تحكمها عصابة وعصبة من القتلة، وأن يمرغ الإعلام الأمريكي والأوروبي أنفه في موطئ كل قدم لمسؤول صهيوني ويفرد له صفحات ومساحات ليزين جرائمهم في غزة فهذا ما اعتدنا عليه منذ زمن. أما أن تتراجع أنباء القطاع الذبيح النازف الجريح في فلسطين الحبيبة في نشرات الأخبار لتصبح في الورقة الثالثة أو الرابعة من الأوراق التي يقلبها مذيعو القنوات الفضائية والتي بوسعك أن تسمع شيءً من حفيفها خلال برهة الصمت التي تسود بين الخبر والذي يليه فذاك أمر مستغرب، إلا أن المفاجئ بل والصادم أن يقرأ أحد مذيعي إحدى فضائيات نقل الحرب والجثامين والأشلاء على الهواء موجز أخبار منتصف الظهيرة منذ أسبوع وبعد توقف إطلاق النار؛ ليبدأ مرحّباً ثم قارءً لنبأ قصف طائرات أمريكية لمجموعة من داعش في كركوك ثم ناقلاً لنا تعليق ممثل المعارضة السورية على قرار الأمم المتحدة بفرض عقوبات على داعش ثم تصريح لممثل منظمة الصحة العالمية عن قلق المنظمة من تفشي وباء (إيبولا) ثم إعلان الشرطة الأمريكية عن القبض على الضابط الذي أطلق النار على مواطن أمريكي أسود وقامت على إثر ذلك احتجاجات ومظاهرات... أطرقت منتظراً بترقب متأملاً أن يخيب ظنّي وبعضي يقول لبعضي: "الآن.... الآن.... الآن... غزة...." ولكن لا!!! أنهى المذيع موجزه مستودعاً إيانا الله ومتمنياً لنا طيب المشاهدة.

والآن، عادت غزة لتحتل مرتبة متوسطة في الأخبار مع عودة القتل والجزر، وكأني بالقطاع النازف كأغاني (Top 10) يتأرجح صعوداً وهبوطاً لدى القنوات والكتاب والمحللين تبعاً لعدد الغارات والصواريخ دون أي اعتبار لما يعيشه القطاع من مأسى إنسانية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً.
يا إعلام الممانعة والمقاومة، يا سيوف الله على مناهضي جعل حياة الأطفال سلعةً للمساومة، هل دفنت كل جثث الأطفال والرجال والنساء والشيوخ؟ هل غُسِلَت الشوارع والأزقة من آثار الدماء وتحلل الأشلاء؟ هل تعرّف كل أبٍ أو أمٍ على جثامين صغارهم الطاهرة التي لم يعد لها ملامح نتيجة عدوان لم يتسببو فيه ونشاط عسكري-سياسي-سلطوي غير متكافئ لم يختاروه ولم يشاركو فيه؟ هل عثر الأطفال الباحثون بين الأنقاض على ألعابهم وكتبهم وكراتهم وحقائبهم المدرسية؟ هل رُفِعت الأنقاض؟ هل بُنيَت المنازل التي أصبحت أثراً بعد عين؟ هل عُولِج المصابون والجرحى؟ هل أُحصيَ عدد من سيصبحون بإعاقات دائمة أو مؤقتة من بين 11 ألف جريح؟ هل تم حصر عدد ونوع الخبرات والخدمات والتخصصات التأهيلية المطلوبة لتضميض جراح جيل بأكمله من الأطفال الصغار ومعالجتهم نفسياً واجتماعياً وطبياً وسلوكياً وتربوياً؟ هل فُتِحَت المعابر؟ هل أقسمت إسرائيل بتوراتها وتلمودها وهيكلها المزعوم؛ أن لا تفعلها مرةً أخرى؟ هل توسَلَت أمريكا وقبّلت أقدام قادة حماس الغارقة في دماء سكان القطاع أن تُسامح إسرائيل هذه المرة وأن تسكت ترسانة صواريخها وطائراتها التجسسية؟ هل نامت الأسيرات في أحضان أزواجهن وبين أيادي أطفالهن المتشابكة حولهن؟ هل بات الأسرى في بيوتهم ووضعوا رؤوسهم على نحور زوجاتهم أو أمهاتهم يستمعون لأخبار القرية والحي والجيران وما كان خلال فترة غيبتهم في سجون الاحتلال؟... هل شيءً من ذلك تحقق؟ أقول شيءً وليس كُلّا؟ أين غزة يا من لا تستريح مؤخراتهم إلا على أكتاف هتّافي الزفة لتصيحوا فلا تسمعون إلا أنفسكم "تكبييييييير" فيردد مَن تحتكم من حملة [العررررش] "الله أكبر"؟ هل تعافت غزة أصلاً من جراحات مجازر 2009 و 2012 لكي تحتفلوا بانتهاء مجازر 2014 التي لم يختفي لمعان سكاكين جلاديها وسيوفهم في غمدها بعد؟ يا كهنة معبد النصر المنشود والمجد الموؤود والكرسي المعبود، هل توقعتم وقبلتم في أنفسكم التائهة في نفق البحث عن زهو وعربدة سلطة أن يكون ثمن استمرار جثومكم على القطاع وأهله خمسة آلاف ضحية، فإن انسدل ستار مسرحية عجلة الموت الدوّار على نصف هذا العدد – كما هو الحال الآن- أو حتى ثلثيه فذاك الفخار وهذا عين الانتصار. أين أئمة التكبير لكل صاروخ ونبأ وقوع أسير؟ أين من ملؤوا فضاء التواصل الاجتماعي بالصور والغناء والدعاء؟ أين سيّافو التخوين والتكفير لكل من رفض السجود لحماس ولم يجزي لها الحمد والتكبير؟ أين من لم تتطهر ألسنتهم بعد من فحش الكلام وبذاءة الألفاظ الذين دافعوا عن حماس بسب والقدح وبمفردات نابية؟ ومنبية؟ أين ذهب كل هؤلاء؟ هل ما زالوا يتابعون أخبار غزة؟ أين أنتم يا مناضلوا الشاشات والعصير والمزة من دمار يحتاج فوق العُمر أعمار ليشفى من أثره الصغار ويقوى على حمله الكبار؟ ألا تخجلون من أنفسكم؟ بالطبع لا فقد عظمتموها بعظام من مات بغير ذنب، وأسكرتموها بأصوات أزيز صواريخ ضلّت الدرب، وألهتموها فألبستموها تاجاً من رأس مقطوعة لرجل مسن ثم كللتموه بحلي من عُقد أصابع طفلة أنجبها أبوها بعد عشرين سنةً من الانتظار، ثم لونتم تاجكم الدموي من حمرة الدماء وبياض أنسجة الأشلاء وسواد شعر تطاير في الهواء من ظفيرة طالبة جدّلت شعرها بيد أمها وخرجت إلى مدرستها وكتفها الأيسر أعلى من الأيمن لثقل كتبها ومن يدها تدلى [كيس] فيه [ساندويش] زيت وزعتر وتفاحة وتحلقت أطرافه على مقدمة أصابها الصغيرة وأخذت تأرجحه في الهواء على صوت وقع خطواتها وهي تسير في رحلتها الأخيرة إلى مدرسة الوكالة على بعد كيلومتر ونصف. أين أنتم بربكم الذي أمركم بذلكم كما تزعمون؟ هلمّو اسألو أهل القطاع، اسألوهم عمّمن باع وابتاع، استحلفوهم بثمرات قلوبهم التي قُطفت وخُطفت إن كانوا حقاً يزغردون ومعكم يحتفلون؟ ألا تخجلون؟
يا من تلبستم الدين ولبستموه وألبستموه، يا حماس المتحمسين لسماع صوت طلقة ولو كانت من فلّين لتروي ظمأ أنفسكم المريضة بحلم حلمه غيركم وأولوه لكم فصدقتموه وشربتموه بأنكم حماة الدين وحراس فلسطين ومن هم دونكم أئمة كفر وتخوين، يا من تقسمون أن النصر آتٍ لا محالة، وأن لن تطول هذه الحالة، وأن للجهاد ثمن يجب أن يدفع وللواء النصر مهر يجب أن يُدفع حتى يرفرف وُيرفع، يا كلمة الله وأصل الناموس وكل من عداكم مهادن أو جاسوس، يا قاضياً وجلاداً وشاهداً ومحامياً ثم وكيل عزرائيل؛ على من تحدثكم أنفسكم بأنه عميل لإسرائيل فتنزلوا به التنكيل والتقتيل. يا تنابلة السلطان خارج المعركة ، يا من تستمطرون الرحمات على غزة وأنتم تلعبون بشعر أطفالكم وتقبلونهم وتحمدون ربكم في سركم أنكم بمنجاة ومنأى من هذا الجحيم المستعر، يا من إذا ارتفعت حرارة صغيركم اشتعلت قلوبكم ناراً وتريدون أن تمضي المجزرة حتى آخر قطرة دم في عروق طفل من غزة، يا من تلفون ألسنتكم ثعباناً (أقرع) ولكنه ليس (شجاع) على رقبة كل مؤمن بحق أهل غزة في العيش والاختيار وكافر بحركة شلّت كل حركة وأعلنت نفسها صاحبة الكرامة والبركة... إنه لعين العار والشنار الفرح والاحتفال بينما الأمهات والآباء والأطفال يشربون حسرة الفرقة ومن الكؤوس يتجرعون مرار ويكفّرون عنكم الأوزار. الصهاينة يقتلون وأنتم تحتفلون والكل في الجرم متلبسون.
مرةً أخرى وليست أخيرة، إن كنتم حقاً أهل دين وشجاعة، فاتركو الناس تختار مصيرها بأنفسها، فالاختيار بين حكمكم وأي شيء آخر هو اختيار بين الحاية والموت وبين المستقبل والفَوت.
أما لمن رأوا صورة الراحل صدام حسين على القمر، وظنّوا جمال عبد الناصر أبو البشر، وعبدوا حسن نصرالله عبادة ثمود للحَجَر، ثم انقلبوا على ذلكم باحثين عن بطل جديد وصوت يعلو بالتوعّد والوعيد... فما عليكم لائمة في بحثكم عن سراب حلم تنتظرونه قبيل صلاة الفجر والناس نائمة،، قد يُعلِّم التكرار الشطار ولكنه لا يمل منه الجزار ولا يعبأ به من ظن أنه خليفة الله المختار.
لقد توقف القصف والرصاص فاتجهت عدسات الكاميرات صوب وغى مجزرة أخرى وبقي أهل القطاع غارقين في دمائهم يلعقون جراحهم ويترحمون على موتاهم إلى أن ينطلق عداد عزرائيل من جديد لتعود الأنظار وعدسات الكاميرات تبحث عن الجثث الأكثر تشويهاً والأعضاء المتطايرة لتنقل لأطفالنا ذلك حتى يناموا مستريحين ويستيقظوا مطمئنين مستبشرين وكي يصفق من جديد من أعطوا راحة أيديهم استراحة من التصفيق للمجزرة الثالثة حتى يبدأوا بهمة ونشاط للرابعة.
يا أهل غزة المنكوبين، يا سلعة المتأسلمين والمتسلطين، قولو كلمتكم واختاروا، فالكل ينظّر عليكم ويضرب لكم الأمثال ببطولات وحركات تحرر ليس بينها وبين ما أنتم فيه شبه ولا تشابه، لا تجعلو من أبنائكم وبناتكم ومستقبلكم مادةً لأخبار أو لخطبة ركيكة لعضو برلمان بائس خاصرته تؤلمه من كثرة وكز زميله له ليستيقظ كلما على شخيره في الجلسات... حاشا أن تقبلوا أن تكون حياتكم وحياة أبنائكم وبناتكم؛ خطبةً على منبر أو هتافاً في مظاهرة لمسبح أو مكبّر أو مفتاحاً لمعبر أو مداداً لكاتب أو معلق أو محلل أنتم بأمثاله منا أخبر.

أليس من حق الشعب تقرير مصيره؟ أم أن تقرير المصير أن أقبل بمنهج حماس المعوج وبعوار نهجها السياسي بل والديني وإلا فهي الخيانة والمهانة؟ عجيب صلف واستبداد من يخرج عليك - خصوصاً من خارج غزة - وهو يدلدل قدميه في بحيرة أو بركة ماء، ومن ملء معدته بطعام الغداء وبرد بطنه ببطيخة تعرق من حملها أثناء عودته من العمل ثم استلقى على ظهره وهو يرتدي [فنيلة] بشباح ويضع الحاسوب أو (الأيباد) على كرشه ويقول لك واثقا: "هذا خيار الشعب... كل الشعب... صامدون حتى آخر قطرة دم"! وبطبيعة الحال دمه ليس ضمن حسبة القطرات، فهو يريد أن ينتشي ويحرر غزة بآخر نقطة دم من دماء أطفالها، فإذا أفنتهم رحى الموت –لا سمح الله- ولم تتبقَ دماء، فحينها سيتجشأ ما ملء به بطنه ويقول: "الله المستعان... وكل شيء بأوان"!
مع كامل الانحناء لكل من قضى في معركة غزة من مقاتلي حماس ولكن يحق السؤال أنه من قال أن حماس هي خيار الشعب الفلسطيني بأكمله أو حتى نصفه أو ثلثه؟ ألم تعترف كل الدول بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟ ألم يختر هذا الممثل الكفاح السياسي مؤخراً ووقع على ذلك؟ قد لا يكون هذا أيضاً خيار الشعب ولكنه على الأقل مؤشر أن ليس هناك ما يجمع عليه الناس لكي يتجرأ أياً كان ليقول أن هذا الطريق أو ذاك هو خيار الفلسطينيين كل الفلسطينيين. ألم تنبئنا حماس قبيل العدوان أنها بصدد المصالحة مع السلطة التي تتبنى (الكفاح السياسي) على حساب الكفاح المسلح؟ هل استفتت حماس أهل غزة على تلك المصالحة لعلهم لا يريدونها؟ بالطبع لا، فكما انفصلت حماس دون مشورة الشعب تندمج أيضاً دون مشورته، فرأي الناس هو آخر الهم ولو كانوا يدفعون لكل مغامرة أو مقامرة الروح والدم، فالأمر إذن لا يعدو أن يكون مجرد لعبة وتلاعب؛ فإن شاءت حماس جعلت الوفاق والتوافق مع السلطة الفلسطينية عملاً وطنياً تستوجبه المرحلة، وإن شاءت جعلته عملاً انهزامياً تأباه فلسفة الكفاح ومقتضيات المقاومة وتحرير الأرض، والعجيب أن في كلتا الحالتين تجد المزمرين والمطبلين على ذات النغمة والتصفيق دون تفكر أو تدقيق!
أما كتاب ومحللو ومعلقو الحروب والأزمات والمجازر في الصحف والفضائيات ممن يحسمون خيارات الشعوب والمتناصرين بعد كل مذبحة، فما انفكوا يكررون ما قالوه ويقولوا ما كرروه دون أن يراجعوه أو يمحصوه، حتى أن حالهم لعمري كحال أحد الشعراء الذي سجل له التاريخ أنه قائل أسخف بيت شعر عرفته العرب؛ حيث يروى أن هذا الشاعر كان في نزهة مع أصدقائه حتى إذا لم يجد ما يقله أنشد يقول: "الأرض أرض و السماء سماء .. و النار قالوا أنها حمراء"، فقيل له أنه ما أتى بجديد، فأطرق هُنيهة ثم أضاف منشدا: "كأننا و الماء من حولنا .. قوم جلوس حولهم ماء"!!!

لقد جُعِل الاختلاف ناموس الكون وجعله المتأسلمون حملة صكوك الغفران ومفاتيح النيران ناموس طنّان وسام يلدغ كل من ليس من فصيله أو فصيلته.
من أراد الذبح لأهل غزة طريقاً للخلاص فليترك حاسوبه وقلمه وليذهب بعائلته وأطفاله إلى هناك، ومن أراد نصرة حماس لأنها حماس فليفعل دون أن ينسى أن هناك في الكون والإقليم من يخالفونها ويختلفون معها، ومن أراد السلطة وتأييدها على علاتها فاليفعل، ومن أراد أن ينفّس عن نفسه ويروح عنها ويشغل وقته فعليه بروتانا سينما أو ميلودي أفلام أو (كانديكراش)، ومن لا يستطيع مقاومة حكة لسانه ويتعطش لترطيبه بالسباب والشتائم فليجد شيءً بمستوى ما يريد فغزة وفلسطين والإنسان أياً كان وحقه في الحاية وتقرير المصير أسمى من أن تكون متنفساً للعّانين وبلطجية وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في عرف أمثالهم (وسائل مقاطعة وبلطجة) فكرية وأخلاقية لكل من قال لهم لستم وحدكم وهناك من يخالفكم ويختلف معكم.
من حق كل شخص أن يبيع عقله وأن يجد مبرراً لكل تساؤل أو سؤال إما بعدم طرحه أو بالهروب من الإجابة عنه أو باتباع منهج ولاية الفقيه والمقلدين، فلك أن لا تسأل عن حقيقة علاقة حماس بإيران، وعن حقيقة تقاطع ذلك مع علاقة حزب الله الطائفي بكليهما، ولا عن تاريخ الحركة [الميمون] في تنفيذ عمليات انتحارية ذات طبيعة انتقائية سياسية قبيل كل تقارب في المفوضات ولا عن توقف تلك العمليات فور تسلم حماس للسلطة وانقلابها على السلطة؟
ولك أيضاً أن لا تسأل عن نقض كل اتفاقات التقارب والتسوية من مكة إلى القاهرة إلى ما شاء قادتها الكبار، ولك أن تتغاضى عن سؤال نفسك كيف كانت حماس بصدد عقد مشاركة حكم مع السلطة وهذه الأخيرة من وجهة نظر الحركة هي سلطة مهادنة ومتخاذلة وتصف صواريخهم بأنها [عبثية]؟ هل تابت السلطة أم ضلت حماس؟ أم أن الحركة تراوغ وتكذب مستخدمةً رخصة (أن الكذب جائز في المعارك) مع تعديل بسيط؛ أنه جائز حتى على الشعب الذي يدفع ثمن التقارب والتباعد والهدنة والعدوان والمغامرة والمراوغة؟ ولك أن لا تسأل هل المقاومة المسلحة لها شروط وظروف؟ وهل توافرت لدينا تلك الشروط والظروف؟ وهل الكفاح السياسي والقانوني والشعبي شكل من أشكال المقاومة البديلة يختاره الناس حسب ظرفهم؟ ولك أن لا تتذكر نتائج انتفاضة الحجارة التي لم يأتِ في مثيل قوتها وصلابتها وثقلها على العدو هذا بخلاف ما أنتجته من واقع على الأرض للسلطة وحماس والفصائل وجعلت لهم جميعاً موطئ قدم حيث كانوا لا يحلمون بذلك، من حقك أيضاً أن لا تسأل وأن تتجاهل ظاهرة تفشي (الجواسيس) –كما تزعم حماس- وأنهم سبب في اغتيال قادتها رحمهم الله جميعا، وقد لا تسأل كيف قتلت حماس في يوم واحد 11 شخصاً بتهمة التجسس وكيف حققت معهم وهل خضعوا لمحاكمة عادلة؟ وهل يؤخذ المرء بمجرد الوشاية يا أصحاب الدين والهداية؟ ألم تقتلوا أبرياء من قبل أكدتم بعد إن أزهقتم أرواحهم البريءة ولوثتم سمعتهم الطاهرة أنهم شرفاء وكان "تقديركم خاطئ!!!"؟ 11 شخصاً في يوم واحد!أين التحقيقات التي أجريتموها؟ أين الأدلة التي جمعتموها؟ أين الشهادات التي استمعتموها؟ هل قبض عليهم بالجرم متلبسين؟ فأين ذلك يا أهل الدليل واليقين؟ كم من الـ11 رجلاً ستظهر براءتهم؟ لا تسأل عن القانون الذي تطبقه حماس عليهم لأنها حركة لا تعرف ولا تعترف بالقوانين، لك أن لا تسأل عن سبب تفشي مثل هذه الظاهرة في قطاع ضاقت الأرض على أهله بما رحبت، لك أن لا تسأل عن كل هذا، ولكن إياك أن تسأل هل لدى الحركة شجاعة كافية لتسليم زمام الأمر لأهل غزة والتصويت على ثقتهم بالحركة ورضاهم عن منهجها؟ ولا تنسى أن تكتم تساؤلك عن انفصال الحركة ثم رغبتها بالوحدة مع السلطة ثم مضيها إلى ساحة المعركة ثم قبول هدنة دون أن يستمزج رأي من يدفعون الثمن ويحملون الكفن؟ لك أن تتجاوز كل هذه الأسئلة كما تريد، ولكن ما ليس لك هو أن تنكر على غيرك طرحها ومحاولة إيجاد إجابات عنها حين يصمت كل بوق


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 30071
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم