حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28242

المد الفلسطيني وانطلاقة التحرير

المد الفلسطيني وانطلاقة التحرير

المد الفلسطيني وانطلاقة التحرير

23-08-2014 03:42 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
بعد ان كشفت لغة التحدي والغطرسة الصهيونية عن وجهها السافر ، وكشر الاحتلال عن انيابه الصفراء المهترئة ، وظهر المشروع الصهيوني الخبيث على حقيقته ، الداعي الى اغتصاب فلسطين كاملة والغاء القضية الفلسطينية برمتها ، والذي بدأ منذ اتفاقية اوسلو ، مرورا بخارطة الطريق التي كانت تأييدا وترسيخا لاوسلو ، واللتين بنيتا على مقولة الامن الاسرائيلي كمرجعية اساسية ، وما تلا ذلك من تأييد وتزايد اعداد الاعداء وتفوقهم عجما وعربا ، وعلى راسهم بالطبع اميركا وحلفاؤها من العرب والعجم ، اضف الى ذلك المؤامرات التي حيكت في الظلام وخلف الظهر ، والخيانات والصراعات والتنازلات الفلسطينية والعربية ، واختلال موازين القوى المقصود ، وحسابات المصالح الاستراتيجية التي ادت جميعها الى تهميش القضية ووضعها على رف النسيان ، ولما سيطرت اسرائيل على توجيه القرار الفلسطيني في سلطته وضفته ، وتحكمت بمقدرات الوضع ، واصبح الامر بين اصابعها ، شرعت بتحقيق اهدافها القريبة المستعجلة ، بضرب الوحدة الفلسطينية وتكريس الانقسام الذي كان مواتيا لها ، والعمل على ترسيخ التشتيت والشرذمة والضعف ؛ للاستفراد بالفلسطينين كلا على حدة ، فكان من اولى اولويات تفكيك الوحدة الفلسطينية ضرب غزة وانهاكها ، وابعاد الشعب الفلسطيني عن حركات المقاومة والممانعة ، لكن هذا الشعب تنبه لغدر وفتنة العدو ؛فانحاز الى جانب المقاومة بعامته ، والتف حولها التفاف السوار بالمعصم ، بل وتضامن الشعب في الضفة تجاوبا كاملا مع بعضه الاخر في غزة من خلال انتفاضة مؤيدة ومؤازرة.
ان من بله وغباء قادة العدو الصهيوني انهم لم يعوا او يدركوا مقولة التاريخ التي تقول ان فجر الشعوب آت لا محالة ، وان القدر يستجيب لارادة الشعوب التي تريد الحياة ، الحياة التي هي الحرية بكاملها ، وان شعوبا كثيرة نقشت في ذاكرة التاريخ حريتها بالدم والنار ، فاوروبا التي رزحت ردحا من الزمن تحت نير النازي ، وفيتنام التي دوخت اميركا ، والجزائر ذات المليون شهيد والبوسنة العنيدة ، كلها شعوب نالت حريتها بالعزيمة والارادة والموت والدماء ، وفلسطين ليست ارضا بورا عاقرا ؛ وانما هي ارض البطولات لها ميلادها مع كل فجر ، وفي كل فجر لها موعد ثائر .
ان على قادة اسرائيل ان لا تتجاهل ان العالم بات يمنح ثقلا كبيرا للقيم التي جاءت بها العولمة وكرستها، ولا سيما حقوق الانسان ،وان الحقوق الفلسطينية ذات الحجج القوية ، التي تستند الى هذه القيم العالمية، بات من المتعذر تجاهلها او المرور عليها ، ثم ان على اسرائيل ان لا تركن الى قوتها بعد اليوم ، وعليها ان تستشعر الديموغرافيا والمد الفلسطيني والعربي والاسلامي، فالزمن لن يظل يقف الى جانبها ، فالعالم اخذ يوصد ابوابه في وجهها ،لان التعاون بين دول العالم بات يتأثر بمدى احترامها لحقوق الانسان ، فاستمرار الغطرسة والاحتلال الصهيوني ،وابقاء السيطرة على الشعب الفلسطيني لا ينسجم مع انماط السلوك التي جاءت بها دعوة العولمة والعالم الجديد.
لقد ظهرت حقائق كانت مستترة عن قدرات العدو الصهيوني؛ بعد ان فجر انتصار غزة انطلاقة قوية نحو التحرير، فغدت اعصاب الشعب الفلسطيني ومقاومته عصيرا من غضب ، وكما يقال فالنار اولها اللهب . لقد بات على الفلسطينين والحالة هذه تهيئة المد القادم ،واعداد اسباب انطلاقة التحرير والمواجهة المحتومة والنصر المؤكد باذن الله، والتي من اهمها المصالحة وترسيخ الوحدة والاخوة ، والعمل على رص الصفوف للحفاظ على النسيج الفلسطيني موحدا ملتفا حول مقاومته ؛ فالفرقة والفوضى والتشرذم والاقتتال كلها عوامل ضعف وهزيمة ذاق الشعب الفلسطيني مرارتها طويلا طويلا.
فالوحدة الفلسطينية مطلب اساسي ، وحدة تكون مرجعية اساسية وشرعية للفلسطينين اولا ، وللمجتمع الدولي ثانيا ، وحدة تقوى بها اسباب النصر والتمكين ، وما النصر والتمكين الا من عند الله ، وذلك يكون بترسيخ العقيدة في القلوب لتكسبها ثقة وقوة وعزيمة، فتلتمس الثقة بالثبات والايمان والتقوى من الله ، فقوة العقيدة والايمان وتقوى الله وطاعته، واقامة حدوده والاعتماد عليه بعد اعداد القوة المطلوبة لمواجهة العدو هي من اسباب النصر المؤكد ،يقول جل شانه ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوةومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) كما ان تطويع الاسباب المتاحة والميسرة في اعداد القوة المادية والمعنوية من تخطيط عسكري قتالي جهادي ،واعداد طويل واستعداد للصبر والتحمل ،ووضع كل الجهود والامكانيات والتضحيات هو ما يستند اليه عالم حرب اليوم ومعطياته ، ان اعتبار ان الهزيمة في المعارك هو الخوف من الموت ، لكن الموت والحياة مع العقيدة الراسخة يتساويان فالذي يطلب الموت والشهادة في سبيل الله توهب له الحياة الكريمة.
ان تراكم الجهود في الاعداد والتدريب ، وتهيئة المناخ الاقليمي والدولي ، والاتفاق على شعبنة المقاومة وجمهرتها هي من اسباب الاعداد للمد الفلسطيني القادم ، فالحرية لها ثمنها الباهظ الذي اوله الدم والموت والجد والعمل، لا كحروبنا السابقة مع العدو الصهيوني، التي لم ترق الى مثل هذه الحرب الدائرة اليوم ، وانما كانت رحلات اعلامية دعائية وشطحات حماسية استعراضية ،لا تقوى على فعل شيء الا الانهزام والرضوخ للعدو ؛ فلعل هذه الحرب الدائرة رحاها اليوم في غزة البطولة تكون بداية انطلاقة التحرير، ولعلها نوع مختلف عن الحروب السابقة ،ولعل واقعا جديا جديدا تفرضه المقاومة يبعث الامل والحياة في القضية الفلسطينية التي طال امدها .
ان الاستعداد المذهل الذي تم ابان الظروف القاسية الصعبة التي قامت به المقاومة، هو معجزة ومفاجاة كبرى ، شهد لها القاصي والداني ، كما ان الاداء الجهادي والقتالي المنقطع النظير، والاستعداد الطويل ؛ لا شك انها تحولات استراتيجية اساسية للنصر؛ فلكي تطول الشمس لا بد ان تغوص في التراب كالشجر يغمد جذره عميقا ثم يعلو للسحاب ، ساعدا وغصنا وثمر ،وان اخر الليل نهار، فغد افضل من اليوم والامس ، والفجرا آت لا محالة ، فالويل كل الويل لبني صهيون من دماء الاطفال والنساء والشيوخ ،وويل لهم من الخراب والدمار كما قال لهم نبيهم (حبقوق) في الاصحاح الثاني، سفر حبقوق، من قبل" ويل للباني مدينة بالدماء وللمؤسس قرية بقانون الاثم والعدوان" ""وويل للمكسب بيته كسبا شريرا ليجعل عشه في العلو لينجو من كف الشر"ويقول مخاطبا الصهيوني ـ " تآمرت الخزي لبيتك ابادة شعوب كثيرة وانت مخطئ لنفسك " فمحبة اليهود للربح القبيح واغتصاب الشعوب حولتهم الى وحوش مفترسة كاسرة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28242
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم