حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19837

مناكفات ليس هذا وقتها

مناكفات ليس هذا وقتها

مناكفات ليس هذا وقتها

23-08-2014 03:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
بين فينة وأخرى تخرج علينا اصوات نشاز تحاول المس بوحدتنا الوطنية وهي اصوات باتت مكشوفة ومعروفة الابواق التي تنعق من خلالها ، من فضل الله وحمده على هذا الوطن أن هذه الاصوات المسيئة قليلة جدا مقارنة بالأصوات الطيبة التي تحرص على النسيج الوطني ومتانة الجبهة الداخلية التي لا تقل اهمية عن الجبهة الأمامية .
منذ نشأة الدولة في بداية العشرينات من القرن الماضي ، أرادت لها قيادتها الهاشمية ان تقوم على اسس عروبية ، فأحرار العرب الذين التفوا حول الشرف الهاشمي عبدالله الأول ابن الحسين الذي وضع اللبنة الأولى في بناء الدولة ، هم من منابت واصول مختلفة ، حملوا على اكتافهم مع الأمير الهاشمي اعباء خلق دولة ودفعها نحو العصرية والتحضر واللحاق بالدول التي سبقتنا الى ميادين الحضارة والرقي .
الأردن ارتبط بوحدة جمعت ضفتي المملكة في كيان واحد ، وصفها المراقبون والسياسيون بأقدس وحدة عرفها التاريخ العربي المعاصر ، العلم الأردني حينها اضحى يرفرف شرق النهر وغربه ، في سماء عمان والقدس وما حولهما على طول المملكة وعرضها في المدن والقرى والبوادي والمخيمات ، عمان العاصمة السياسية والقدس هي العاصمة الدينية والإذاعة الرسمية تصدح من عمان والقدس ، والجيش العربي يقف على اسوار القدس يحمي الثغور والمقدسات ويذود عن الأهل والأرض والعرض وخاض المعارك في باب الواد وقلقيلية واللطرون وحوسان وبيت مرسم والسموع اختلطت فيها دماء الشهداء وهم من منابت واصول مختلفة .
الجهلاء قد نجد لهم العذر اذا ما تفوهوا ببعض المفردات التي تمس بالنسيج الوطني ، فلربما كانت نابعة عن عدم معرفة او ضيق أفق وقلة إدراك ، لكن عتبنا على بعض الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم من النخب السياسية أو الثقافية ، فمثل هؤلاء لا نلتمس لهم عذرا إذ ان المفترض بهؤلاء ان يعوا ما يدور من حولنا من خراب ودمار وسفك دماء في الوقت الذي نتمتع بالأمن والأمان واستقرار نُحسدُ عليه .
الذين يتابعون المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي شهدوا بأم أعينهم الحملة الشعواء التي شنها المواطنون الأردنيون الشرفاء على هؤلاء المرجفين ، الذين يتعامون عن شلال الدم العربي المنهمر امام ناظرنا لاعنا عجزنا وتقاعسنا ، ما أثار حفيظة المثقفين الحريصين على بقاء هذا البلد بعيدا عن الفتن والقلاقل , والدعوة الى عدم الخوض في اية مسأئل أو قضايا قد تعمل على نثر بذور الشك والفرقة بين أبناء الشعب الواحد ، فما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا .
الاحترام والتقدير لأولئك المخلصين الأوفياء ،الذين هبوا لمناصرة أهل غزة في كفاحهم ونضالهم المرير من اجل الحرية والحياة الكريمة ، كل الاحترام للذين يتصدون بضراوة لكل من تسول له نفسه النعيق في أي بوق من الأبواق المشبوهة او الأقلام المأجورة ، التي تحاول الإساءة للأردن وطنا وقيادة وشعبا ، سيما في هذه الظروف التي تشهد تحديات صعبة تجابه امتنا العربية التي باتت لا حول لها ولا قوة ، في ظل قيادات ارتأت المهادنة والاستحياء ، ازاء هذه الهجمة الشرسة التي تقودها الإمبريالية العالمية وربيبتها الصهيونية ،التي تجاوزت كل الخطوط الحمر .
ما احوجنا اليوم الى مزيد من رص الصفوف والالتفات الى المصلحة العليا للوطن ، ونبتعد عن المناكفات الخالية من أي مضمون لتشغلنا عن القضايا الجوهرية ، وعلى رأسها العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي ازهق ارواح اطفال ونساء وشيوخ في ظل صمت دولي واستحياء عربي .
m.shawahin@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19837
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم