حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25221

بالصور .. "ماء الظربان" المقزز : سلاح إسرائيل في القدس الشرقية

بالصور .. "ماء الظربان" المقزز : سلاح إسرائيل في القدس الشرقية

بالصور ..  "ماء الظربان" المقزز : سلاح إسرائيل في القدس الشرقية

02-08-2014 02:10 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - رائحة كريهة نفاذة في البشرة والملابس والشوارع وتدوم عدة أيام على الرغم من الاستحمام والتنظيف: هذه هي خصائص "المياه القذرة"، وهي خليط ترشه الشرطة الإسرائيلية منذ ثلاثة أسابيع تقريبا يوميا في القدس الشرقية على المظاهرات المناهضة للتدخل في غزة، مما يجعل من المستحيل تنفس الهواء في بعض الأحياء.

ويسمى هذا الخليط بالإنكليزية "skunk water" وترجمتها الحرفية "ماء الظربان". وهو اسم لتلك الرائحة المنبعثة من الحيوان المذكور المعروف برائحته المقززة. وهو اسم المادة المستخدمة التي أنتجتها الشركة الإسرائيلية Odortec، كما تقول المنظمة غير الحكومية للدفاع عن حقوق الإنسان "بتسليم" في تقريرها لعام 2012 المخصص لأساليب تفريق الجموع التي تلجأ إليها قوات حفظ النظام الإسرائيلية. وحسب هذا التقرير فإن المادة تتكون من الماس والخميرة وبيكربونات الصوديوم وتفاعل الخميرة والبيكربونات كيميائيا هو الذي يعطي هذه الرائحة النفاذة. وقد وصف صحافي من قناة سكاي نيوز هذه الرائحة بأنها خليط بين "رائحة حيوان ميت وبراز البشر".

وتقول منظمة "بتسليم" إن ماء الظربان قد استخدم لأول مرة عام 2008 أثناء مظاهرة فلسطينية في نعلين. توضع هذه المادة في خزانات يحملها أفراد حفظ النظام على ظهورهم ثم يرشونها من الشاحنات وتستخدم خاصة ضد المتظاهرين الذين يتجمعون بانتظام في الضفة الغربية في بعض القرى حيث الوضع حساس. وحسب عدة شهادات من بينها شهادة مراقبنا بدأت الشرطة في استخدام ماء الظربان في القدس الشرقية بانتظام لقمع المظاهرات شبه اليومية ضد تدخل الجيش الإسرائيلي في غزة.

وعام 2013 أكد دافيد بن هاروش المسؤول عن التطوير التكنولوجي في الشرطة الإسرائيلية أن ماء الظربان ليس "ساما" وحتى أنه "صالح للشرب". ويقول مراقبونا من جهتهم أن هذه المادة رائحتها كريهة للغاية ويمكن أن تتسبب في حالات غثيان. وتنص القواعد الإجرائية لاستخدام هذه المادة لدى الشرطة الإسرائيلية على ألا توجه إلا ضد المتظاهرين وبواسطة الرشاشات، لكن المنظمة غير الحكومية الجمعية من أجل حقوق المواطن في إسرائيل وبعض الصحافيين في عين المكان فالشرطة لا تتوانى في رش الجدران والمارة أيضا.

"في المطعم أصيب بعض الزبائن بالغثيان وتقيأ بعضهم الآخر"


عبد الله (اسم مستعار) يعيش في القدس الشرقية.


في منتصف تموز كنت مع زوجتي وابني الصغير للتسوق في شارع صلاح الدين وهو شارع تجاري في القدس عندما نشأ شجار بين أفراد من الشرطة الإسرائيلية وبعض الفلسطينيين وأدى إلى تجمع الناس واشتباكات. وفجأة جاءت شاحنة محملة بماء الظربان.

لقد فهمت على الفور لم جاءت الشاحنة لأني سمعت من قبل بهذا "الماء القذر". فدخلنا بسرعة أنا وزوجتي وابني إلى أول متجر هناك وأغلق صاحب هذا المتجر بابه الحديدي. ولحسن الحظ لم ترش المادة إلا بعد دقائق فلم نصب بشيء لأنه رغم عدم مشاركتنا في المظاهرة فقد رشت الشاحنة الشارع كله وبللت البيوت والمطاعم.

وقد رشوا مطعم واري الذي يعد من أشهر المطاعم في القدس القديمة. بعض الزبائن كانوا يأكلون فأصيبوا بالغثيان وتقيأ بعضهم الآخر. وعدت إلى شارع صلاح الدين بعد أسبوع من هذا الحادث لأغير بعض مشترياتي. وصدقوني كانت الرائحة الكريهة ما تزال عالقة في المكان رغم أنها خفت شيئا ما. العديد من المتاجر التي رشت بهذه المادة يحاولون تعطير المكان بمعطرات الجو ولكن ما حدث أن رائحة تلك المادة امتزجت برائحة المعطرات فصارت لا تطاق. وأصبح الناس يمشون بمناديل على أنوفهم.
"هذا أسلوب غير إنساني"

أختي تسكن في ذلك الشارع. وقد رشت سلالم بنايتها وما زالت الرائحة قوية. لقد أخبرتني أنها حاولت القضاء على الرائحة بجميع مواد التنظيف وبالصابون وسائل غسيل الأواني وماء الكلور ولكن بدون جدوى. وأصبحت تشعر بالحرج عند استقبال أصدقائها بسبب هذه الرائحة التي لا ذنب لها فيها.

هذا أسلوب غير إنساني وغير منصف. لقد كانوا من قبل يستخدمون المياه الباردة أو مياه الكلور التي تشوه الملابس وكان هذا أسلوبا أقل قسوة. رغم أنني رأيت أشخاصا يجرحون بسبب قوة الدفق بالرشاش، وهذا يحدث حتى عند رش ماء الظربان. وإذا كانت الشرطة تريد منع الناس من التظاهر والتجمع فعليها أن تفرقهم عبر المواجهة رجلا لرجل وليس عبر رشهم بهذا السائل كما لو كانت ترش الحشرات بالمبيد.


"الشاحنات ترش الشارع كله.. إنه عقاب جماعي"


محمود قرعين باحث في مركز معلومات وادي حلوة في القدس.

أنا أتابع المظاهرات شبه اليومية ضد التدخل في غزة وقد جربت هذا الماء القذر يوم الجمعة الماضي أثناء الاشتباكات بين الشباب والشرطة. وبعد تبادل الرشق بالحجارة والرصاص المطاطي جاءت شاحنة ورشت المتظاهرين والشارع كله.

لقد طالني هذا الماء القذر مرتين ومنذ ذلك الوقت وأنا أستحم مرتين إلى ثلاث في اليوم ولم تفارق الرائحة جسمي بعد... فعلا هذه المادة اسم على مسمى. ولا يمكن وصف هذه الرائحة لكنها فظيعة. عندما يبدأ الرش يمكن شم الرائحة حتى لو لم تمسك لأنها نفاذة جدا لدرجة أنها تزعج حتما من يشمها. وحتى إذا غطى المرء وجهه بأقصى ما يمكن فلا يمكنه ألا يشمها.

رش الشارع كله والحيطان والأبواب والمتاجر نوع من العقاب الجماعي. فالشرطة لا تستطيع أن تمسك من يرشقونها بالحجارة لذلك تعاقب الجميع. وهذا ما يحدث في غزة ولكن أقل جسامة، إذ يقتلون المدنيين ليعاقبوا مقاتلي حماس.



 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25221

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم