حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26189

ورحلت موارد الأرواح

ورحلت موارد الأرواح

ورحلت موارد الأرواح

02-08-2014 08:47 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - رحل الزائر الطيب برحماته وعطاءاته، وليالي طاعاته، وآفاقه المشرعة أبوابها للمستغفرين الأوابين، وابتهالات الأرواح المثقلة تنادي وتناجي وترجو، وفيض الندى والجود الرباني يتوالى، غيمة قطر إثر أخرى، وارتوت بذلك الجوانح الظمأى للقرب والغفران، وصدرت عن أنهر الورد ريانة جذلى، وانسابت ليالي الود كخيط حريري مزهو بألوان البر والتواصل، بين عباد يتشوقون إلى موارد الأرواح التائبة، ورب عظيم حليم غفار، يبسط يده بالليل ليستقبل توبة مذنب الصباح، ويبسطها في الصباح ليتوب مسيء الليل، في تواصل ودود بين الخالق والخلق، وفق قانون رباني رحيم، متكرم متفضل " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ".

وترتحل القلوب في مسيرة الهلال الجميل، خطوة خطوة، وليلة بعد ليلة، ونهاراً إثر نهار، حتى ينبثق فجر العيد البهيج، فإذا هو مشرعة نوافذه لتطل منها وجوه الصائمين القائمين، ترنو إلى الراحل الكريم عيونها بشغف المفارق، وأسى المودع، وترقب بفرحة الإنجا زالمأجور عند الله، وكلها أمل أن يكون رمضان شعلة رمضت الذنوب، وجلت الهم عن القلوب، وأنارت للحائرين الدروب، ولسان حالها يقول لكل صائم أحسن الصيام، وأتم القيام، وحفظ الحرمات، ووصل الأرحام: "تقبل الله الطاعات".

وانجلت ليلة الرحيل عن فجر العيد، وإذا الناس يتشاركون أنسه وبهاءه، طائعين وعصاه، يلتفت العيد إلى تلك الأرواح الشقية، تلك التي ما أظمئها هجير رمضان، ولا أسهرها تهجده وقيام ليله، فيخاطبهم بصمت أبلغ من الكلام ويحكم أي عيد؟ أو ما علمتم أن العيد فرحة الطائعين الخاصة؟ فبأي حق تشاركونهم إياها وقد منحهم ربهم فرحتها خالصة مقبولة؟ ألم تسمعوا تلك المقولة التي أفصحت وأبانت عن ما جهلتم من معاني العيد: "ليس العيد لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف يوم العيد"، فهل خفتموه حين ارتويتم والأتقياء عطاش يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار؟ وهل حسبتم لذلك اليوم حساباً وأنتم تقتلون ليالي رمضان بالذنوب، وتجففون منابع التوبة في قلوبكم، وتفتحون أبواب غضب الجليل عليكم بحصائد نفوسكم، ومقترفات أيديكم؟

ولكن النداء الحاني يهتف بتلك النفوس الشقية فاتحا لها أبواب الغفران، إن اختارتها مداخل للرضى الرباني }قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً{، فهل نصغي لصوت الرحمة ونحن نستقبل العيد، فنستعيد اللحظات التي نسينا فيها الغاية من خلقنا، ونبكي عليها ونتواصى بأن نكون في القادم من أيامنا توابون أوابون؟ وهل نتمسك بنوافذ العيد المشرعة، وهي تودع آخر أشعة شمس العيد، كما ودعت آخر ذبالات شمس اليوم الأخير من رمضان، بقلوب تطمع برحمة الله وعيون تبكي من خشية الله وأرواح تواقة لرضى الله؟

أيها العائدون من رحلة الأرواح الندية في ملكوت الصيام والقيام والجود والتلاوة، وقد انتزعت تلك الليالي الرمضانية المباركة من بين تلافيف أرواحكم انتزاعاً، وأنتم على فراق شهر القرآن محزونون.. طوبى لمن أدخله رمضان الجنة، وهنيئا لكم فرحة العيد المشرقة بتكبيرات الجلال والإكرام لربكم، وها نحن نجتاز حدود العيد في مراكب الست من شوال، وننتظر أهلة الحج والأضحى في مواسم عبادية أخرى، عسى أن يبلغنا إياها ربنا، وييسر لنا فيها صالح الأعمال، وطيب الأقوال، وخالص النيات، وكامل القبول.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 26189

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم