حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 52842

راس العبد وخد العروس والكف الأحمر .. ذكريات لا تنسى

راس العبد وخد العروس والكف الأحمر .. ذكريات لا تنسى

راس العبد وخد العروس والكف الأحمر ..   ذكريات لا تنسى

28-04-2014 09:23 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا - هي أشياء صغيرة، الا أن مجرد النظر اليها يبعث في داخل كل شخص حنينا جارفا الى الطفولة وقصص لا تفارق المخيلة.

هي مشاعر سنين طويلة ومغامرات وذكريات تبعث في داخل كل شخص تحكي قصة طفولة بريئة لمجرد أن ينظر اليها أو يتذكرها   .

 

راس العبد، خد العروس، الكف الأحمر "الأسكيمو"، توتو، دبل ويل، روكو، وساندي، كلها أشياء بسيطة بألوان وأشكال، بداخلها ذكريات بريئة وسعادة وفرحة لا يدركها الا من عاشها.

الثلاثيني ابراهيم حسن هو واحد من الأشخاص الذين عاشوا تلك الطفولة ويعتبرها أجمل أيام حياته ولا تعوض، يقول "كنت أهوى شراء الأشياء اللذيذة وأصمد كل مصروفي طوال الوقت حتى أشتري راس العبد وشيبس ساندي وشوكولاته السنافر، وهي أشياء كانت بسيطة الا أنها تشعرني بسعادة لا توصف".

ويضيف "الآن وأحياناً كثيرة عندما أصادف أيا من تلك الأشياء في إحدى الدكاكين البسيطة، لا تكون بالنسبة لي مجرد صدفة عادية بل يتملكني شعور غريب من الحنين يرجعني سنوات طويلة إلى الوراء ويشعرني بسعادة يفتقدها الأطفال جميعهم بهذا الزمن".

في حين تروي عبير صمادي، قصة عشق تجمعها مع بوظة الكف الأحمر "الأسكيمو" التي كانت تعتبرها مكافأتها التي تنتظرها كل يوم، خصوصاً أنها كانت تجدها شيئا متعدد الاستعمالات، فهي كانت تستخدمها في تلوين شفتيها لتظهرهما بلون وردي وتخفي نفسها عن والدتها ساعات حتى لا تراها بهذا المنظر حيث كانت توبخها عندما تراها.

تقول "كنا أطفالا وكانت أشياء صغيرة وبسيطة جداً تفرحنا وتجعلنا في قمة سعادتنا رغم أنها بسيطة جداً ولا تكلف شيئا، الا أنها كانت تضيء لنا يومنا".

وتضيف أنها مرات كثيرة عندما كانت والدتها تمنعها من شراء "الأسكيمو" كانت تقوم بشراء عصير "فرفشة" بلون وردي وتسرع الى البيت وتضعه في الفريزر لساعات حتى يجمد ويصبح مثل البوظة، وبعدها تقوم بقص كرتونة العصير من جهة واحدة وتبدأ بتناولها على أنها بوظة وتلون شفتيها بالطريقة نفسها.

ولعل مها أحمد  واحدة من اللواتي عاصرن تلك الطفولة بكل مراحلها، والتي تصفها بأجمل أيام حياتها التي كانت لا تعتبر أن يومها انتهى إلا بعد أن تشتري شوكولاته "روكو" وتختم نهارها فيها.

تقول مها "كنت أحصل على مصروفي وأنطلق مثل الصاروخ على الدكانة لأشتري "روكو" الذي كان يباع باللونين الأحمر والأخضر، وكنت مدمنة عليها، وطوال طريق ذهابي لا أكف عن غناء أغنيتها "يا صحابي تعالوا روكو، جيبولي السلم روكو، أحسن ما يصحو روكو، أنا نفسي آكل روكو، أصابيع طويلة روكو".

ديمة علي، ورغم غربتها وعيشها في أحد البلاد الخليجية، الا أن ذلك لا يمنعها من أن توصي كل شخص قادم لزيارتها بكرتونة "راس العبد" وكرتونة "توتو" التي تعتبرها أجمل وأفضل هدية قد تصلها من أي شخص كونها تحمل بداخلها العديد من الذكريات.

تقول "بمجرد أن أرى شكل علبة رأس العبد، وتويتي الأصفر على علبة توتو حتى تتملكني مشاعر غريبة ترجعني سنوات الى الوراء".

وتضيف أنها بمجرد قدومها في فصل الصيف حتى تبدأ بالبحث في الدكاكين عن كل تلك الحلويات القديمة، رغم أنها تجد اختلافا بطعمها عما كانت عليه في السابق.

ويستذكر سامر رضا (38 عاما)، ذكرياته مع تلك الأيام ويرجع الى الوراء ليتذكر أنه كان في الأيام التي لا يكون معاقبا فيها من والديه وتسمح له والدته بلعب "الأتاري" هو وأخوه، يركضان الى الدكان بسعادة لا توصف لشراء حلويات منها شوكولاته كوكو عاشور وعصير زاكي وقبقاب غوار وشيبس ساندي، ويعودان الى المنزل بأقصى سرعة ليضعا كل تلك الأشياء ويبدآ باللعب بالأتاري والأكل في الوقت نفسه.

يقول سامر "كان قيامنا بهذا الأمر يشكل لنا سعادة لا توصف وكنا لا نريد أي شيء بعد ذلك فقد فعلنا أقصى طموحنا ولا شيء يمكن أن يسعدنا أكثر من ذلك، على العكس تماماً مما يحدث مع أولادنا حالياً".

خبير التراث نايف النوايسة، يقول إن الإنسان لديه حنين الى الماضي كلما أحس بالضيق من الحاضر، هذا على المستوى العام، أما على مستوى التراث فإن الإنسان فيما يختزنه من ذكريات يسترجعه دائماً في مثل هذه الظروف عند إحساسه لمحاصرة الواقع له.

ويضيف النوايسة أنه الآن هناك تسارع كبير في تفاصيل الزمن اليومية فلم تعد هناك حضانة زمنية للأشياء، مبيناً أن الأشياء الصغيرة كلها اختفت وباتت بلا طعم ولا رائحة.

بينما قديماً كان لكل شيء نكهته الخاصة حتى الطعام كانت له رائحة مميزة وهو ما تلاشى الآن، مبيناً أنه في سن الطفولة يشتاق دائماً الصغير أن يحرص على وجود حلويات معه، وهذا المخزون في الذاكرة يتم استدعاؤه الآن بسبب بسيط أننا محرومون منه.
 

ويشير النوايسة الى أنه الآن توجد أنواع وأصناف هائلة، لكن لا تؤثر على الشخص بأي شيء، بينما في الماضي كانت الأصناف محدودة ولا تتجاوز الصنفان أو الثلاثة، الا أنه كان لهم طعم خاص ولا يتعامل معهم على أنهم طعام بل جزء من الذهنية التي تسيطر على جانب من حياة الإنسان وتشكل واجهة مهمة من واجهات الحياة عنده، وتترك ذكريات وقصصا تخزن في الذاكرة.(الغد)

 




لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 52842

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم