حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29570

بالصور .. مركز الشارقة الإعلامي الشارقة يستنهض موروث "مسرح الدمى"

بالصور .. مركز الشارقة الإعلامي الشارقة يستنهض موروث "مسرح الدمى"

بالصور .. مركز الشارقة الإعلامي الشارقة  يستنهض موروث "مسرح الدمى"

22-04-2014 02:36 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا -  الشارقة - لينا جرادات - كأيقونة الذاكرة المسرحية تبدو شخوص الخيال" كركوز وعواض" خلف ستار قماشي لتروي بخيالها المنعكس والمترافق مع أصوات بشرية تحاكي حركاتها التي يشكلها "المخايل" تاريخاً حافلاً من تراجيديات وكوميديات تراث المسرح الشعبي..

بين ذكريات الموروث الشعبي "خيال الظل" ومسيرة "مسرح الدمى" وما واكب هذا الفن المسرحي من تطورات تستنهض "الهيئة العربية للمسرح" ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية ذكريات مسرح الدمى التي تجمع فيها صناع هذا الفن المسرحي و"مخايليه" وأدواته من مختلف أرجاء الوطن العربي.

في ذات المكان وبتلك الزاوية بين بيتوتات الشارقة القديمة يطلق الحكواتي بغدادي عون بصوت لم يهده تعب السنين ندائه الذي يجمع حشود بشرية يروي لها حكاية "القدس" بينما تحرك يديه أعمدة اسطوانية اعتلت طرفي "صندوق العجب" الذي يشكل أحد معالم التراث العربي...

وبينما ينشغل سيل بشري تنوع بين الكبار والصغار بالنظر إلى فتحات دائرية اصطفت على واجهة الصندوق تعرض فيها صور ورسوم توضيحية لحكاية البغدادي يتجمهر حشد آخر من الأطفال حول طاولة خشبية تحمل قطع قماشية وأدوات مطبخية وعناصر مختلفة يشكلون من خلالها دميتهم المفضلة.
شخوص مسرحية مختلفة ترامت على تلك المنضدة الخشبية وتدلت معظمها على الجدران شكلها الأطفال بمساعدة صانع الدمى المسرحية عبد السلام عبده ليجسدوا فيها حكاياهم وشخوصهم وتحلل من خلالها الاخصائية النفسية حكمت القواسمي التي تساعدهم في تشكيل شخوصهم مكنونات داخلية ترجمتها تلك الدمية .

في أيام الشارقة التراثية منظومة ثقافية متكاملة لمسرح الدمى بوجود كركوز وعواض وصندوق العجب وورش خصصت لصناعة الدمى وتجسيد شخوصها في اعمال مسرحية.

ووفقاً لأصحاب الاختصاص يؤكد تقرير "مركز الشارقة الإعلامي" أهمية مسرح الدمى في البناء النفسي والوجداني داعياً إلى ضرورة إعادة الاعتبار لهذا الفن الذي يهدده شبح الانقراض.

وأشاد التقرير بجهود الهيئة العربية للمسرح وأيام الشارقة التراثية لتخصيص فعاليات تتعلق بمسرح الدمى بما فيها ورش عمل تتعلق بصناعة الدمى وتوفير كافة أدواتها واتاحة الفرصة لتبادل الخبرات ونقلها إلى الزوار.

أول سوق دولي
يجد غنام غنام مسؤول النشر والإعلام في الهيئة العربية للمسرح أهمية إحياء مسرح الدمى لتفعيل المشهد المسرحي كونه موروث شعبي يحمل ذاكرة المسرح العربي والعالمي.

ويقول أن فكرة إعادة إحياء مسرح الدمى انبثقت من الهيئة العربية للمسرح في ضوء شبح الانقراض الذي يهدد هذا الفن المسرحي لافتاً إلى أن الهيئة تعمل ضمن خطط وبرامج مدروسة على إعادة الاعتبار لهذا الفن ضمن خارطة الفنون الأدائية والحفاظ عليه وتوريثه بين الأجيال.

وصرح غنام غنام لمركز الشارقة الإعلامي عن عزم الهيئة العربية للمسرح إطلاق سوق دولي لفنون الدمى الذي يعد الأول من نوعه في العالم ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي خلال دورته المقبلة المقرر انعقادها في يناير من العام المقبل في العاصمة المغربية الرباط.

ويضيف غنام أن الهيئة العربية للمسرح تعمل على عقد دورات وورش عمل بشكل مستمر في العديد من الدول للتعريف بهذا الفن واستقطاب الهواة والمبدعين وإعادة ترويجه بين الناس.

وقال الفنان غنام إن من أهداف ركن مسرح الدمى ضمن أيام الشارقة التراثية نقل الخبرات إلى الزوار وتمكينهم من صناعة الدمى بأنفسهم من قفازية ودمى العصا واتاحة الفرصة لهم لتحريك تلك الدمى التي عملوا على صناعاتها بعروض مسرحية وارتجالية مشاهد مسرحية تنطلق من أفكارهم بهدف زيادة تعزيز المقاربة بين الدمية وصانعها وتوطيد العلاقة بهذا الفن الأصيل.

وأعرب غنام غنام عن تفاؤله بإعادة إحياء فن الدمى لما وجده من اهتمام جماهيري كبير بهذا الفن الذي فاق الإقبال عليه كل التوقعات.

ابو الفنون
يؤكد مسرحيون أهمية مسرح الدمى الذي يعتبرونه "أبو الفنون" كونه حجر الأساس الذي انطلقت منه الصناعة المسرحية .

ويؤكد صانع الدمى المسرحية الفلسطيني عبد السلام عبده أهمية هذه المهنة التي يقل أعداد أصحابها مشيراً إلى مساعي ممتهني الدمى المسرحية في نشر ثقافة هذا الفن لا سيما في المناطق التي تفتقر لهذا النوع من الفنون وبناء نواة لهذا الفن العريق.

وتطرق عبده الى تاريخ فن مسرح الدمى الذي يعود إلى مئات السنين لافتاً إلى مسرح خيال الظل الذي بدأ بالموصل لينتقل إلى دول العالم العربي وتصنع شخوصه من جلد الجمل وأحيانا من جلد الجاموس .

وبين عبده أن محرك الدمى المسرحية في خيال الظل يطلق عليه إسم "المخايل" والفقرة المسرحية بـ"الغرزة" مشيراً إلى أن شخوص خيال الظل لابن دنيال كانت حيوانات برؤوس إنسان بينما تغيرت إلى شخصيات واقعية من الحياة هي "كركوز وعواظ" وتتغير تسميتهما من دولة الى اخرى بينما الأحداث تكون من واقع الحياة وفيها الكثير من المقالب والأحداث.

من جانبه حدثنا الأسعد المحواشي عضو المركز الوطني لفن العرائس بتونس عن مساعي المركز في إعادة ربط الصلة مع التقاليد التونسية في مجال الدمى والعرائس لكي يستقطب الجماهير العريضة من الصغار وحتى الكبار.

ويقول المحواشي أن فن الدمى هو فن شامل فيه الممثل ومحرك الدمى"المخايل" مشيراً إلى انه عندما تنتهي إمكانيات الممثل بتقديم عروض خارج قدراته تدخل الدمية أو ما يطلق عليها بـ"العروسة" لتؤدي العروض المسرحية.

ويتفق الفلسطيني عبده والتونسي المحواشي على مساعي القائمين على مسرح الدمى بلم شمل "العرائسيين" من مختلف دول العالم العربي للارتقاء بهذا الفن وإعادة الاعتبار له.

أطفال التكنولوجيا
يجد القائمون على صناعة الدمى المسرحية أن التحديات التي تواجه مسرح الدمى هي تحديات واهية من الممكن التغلب عليها في ضوء اصرارهم على ترسيخ هذا النوع من الفنون وجهود الهيئة العربية للمسرح في إعادة احيائه لافتين الى أن جمهور مسرح الدمى قائم ويجري العمل على اجتذاب الأطفال اليه من خلال تقريبهم من هذا الموروث الفني.

وعن كيفية اجتذاب الأطفال الذين باتوا أكثر قربا الى التقنيات والتكنولوجيا الحديثة يؤكد المحواشي ان تجربتهم في تعريف الأطفال بهذا الفن وتقريبهم اليه كانت ناجحة ومبشرة داعياً الأهالي إلى زيادة التعاون ودعم هذا الفن المسرحي.

من جانبه يؤكد عبد السلام عبده انه في ضوء ما يبحث عنه الأهالي من متنفس بعيداً عن التكنولوجيا التي غزت الحياة فان مسرح الدمى يجد حظوظاً جيدة لما يعانيه الأهالي من سلبيات كثيرة للتقنيات رغم ايجابياتها.

ويشير عبد السلام الى الورش الكثيرة المتعلقة بمسرح الدمى التي تعقد لتزويد روادها بخبرات عشرات السنين من قبل القائمين على هذا الفن ما ساهم في استقطاب جمهوراً كبيراً ويجري خلالها اكتشاف المواهب في هذا المجال ليتم تبنيها وصقلها.

ويؤكد "العرائسيون" استعدادهم على نشر كامل خبراتهم وعدم احتكارهم للحفاظ على مهنتهم من الضياع لافتين الى ضياع بعض النصوص المسرحية القديمة المتعلقة بمسرح الدمى بسبب احتكار اصحاب المهنة عليها في السابق.

تاريخ وثقافة
في قهوة منى في القدس كان الحكواتي هو السلوة الرئيسة للناس في أوقات فراغهم يأتونها لسماع روايات قد تتكرر على مسامعهم لكنهم لا يكلون او يملون بينما يتفاعلون معها بذات الحماس وذات المفاجأة في كل مرة لما للحكواتي من دور في جذب الانتباه وصناعة التفاعل والصراع.

يجد الحكواتي بغدادي عون ان الحكواتي الذي يؤرخ للعديد من الأحداث السياسية بأبعاده الثقافية أخذ حظه في فترة الستينيات عندما انشغل المجتمع العربي في البحث عن ثقافة بديلة لمناصرة اللغة العربية والقضية الفلسطينية.

ويروي أصحاب المهنة عندما كان "المخايلون" يأتون من بلاد الشام خلال شهر رمضان والمناسبات الدينية المختلفة الى فلسطين للاحتفاء بتلك المناسبات.
ويشير البغدادي إلى ما يساهم به الحكواتي الذي كان يشكل سلوة الناس الرئيسية من خلق صراع ايجابي بين طرفي جمهوره الذي يقسمه الى نصفين كل مع شخص من شخوص الرواية للتفاعل معها .

ويسرد البغدادي تعلق الناس بالرواية التي يقصها الحكواتي لدرجة أنهم لا يسمحون له بمغادرة المكان قبل اتمام روايته وقد يصل بهم الأمر إلى ضربه إذا توقف عن متابعة حكايته.

ويروي الحكواتي البغدادي شدة تأثر الناس بحكاية راويها لدرجة انهم قد يطرقون بابه ليلا للاستفسار عن بعض تفاصيل القصة وأحداثها التي سمعوها.

صندوق العجب
"شـــوف تفــرج آه يـــا سلام، شــوف أحــــوالك بالتمــــام .." ينادي الحكواتي الأطفال الى روايات صندوق مزركش برسومات ملونة فيه فتحات دائرية مغطاة بزجاجة مكبرة تتيح النظر من خلالها إلى داخل الصندوق الذي يتواجد به بكرة على كل طرف مثبت عليها لفة ورق عليها صور تجسد فيلم الكاميرا التقليدية لتظهر الصور صورة بعد الأخرى أمام الناظرين.

ورغم ان الصندوق الذي جلبته الهيئة العربية للمسرح خصص للأطفال إلا أنهه اجتذب في ايام الشارقة المسرحية الكبار والصغار للاستماع الى حكايات الصندوق وقصة القدس وعدد أبوابها.

ويعتبر مسرحيون ان صندوق العجب موروث شعبي له مكانته الخالدة في الذاكرة وكان يطلق عليه صندوق الدنيا أو صندوق الفرجة.

يتحدث الفنان الفلسطيني أحمد أبو سلعوم عن وجدانية صندوق العجب الذي تتولد بينه وبين الأطفال ليبقى عالقاً في أذهانهم وروحانياتهم لافتاً الى دوره في إطلاق خيالاتهم وتفعيل احساسهم بالقصة او المعلومات التي يرويها حكواتي الصندوق...
تفريغ نفسي
تجد الاخصائية النفسية حكمت القواسمي أهمية مسرح الدمى في التفريغ النفسي معللة ذلك ان الدمية تولد الايجابية لدى صانعها كونها تعبر عن مكنونات داخلية للطفل والصانع والمتلقي.

وتجد القواسمي التي تدرس الدكتوراه في العلاج بالدمى انه من خلال ابحاثها هناك العديد من الحالات التي يجري علاجها بالدمى وتتم دراسة ظروفهم النفسية من خلال الصورة التي تظهر بها الدمية التي يعملون على صناعتها.

وتشير القواسمي الى التفاعل الكبير الذي لمسته لدى الأطفال الذين يتم تدريبهم على صناعة دمى المسرح لما تساهم في إطلاق ابداعاتهم وخيالاتهم في فنون مسرحية من صناعتهم.
 




 
 
 



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29570

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم