22-04-2014 09:47 AM
بقلم : م.علي الجازي
يجلس على كرسي خشبي , ينظر إلى تلال عمان الجميلة, يالها من فسيفساء رائعة ... المباني ... الشوارع ... الأضواء السيارات ... السماء ... النجوم ... كم اٌحبك يا عمان , ولكن لحظة ما هذا الشئ الأزرق إنه يلتهم المباني والشوارع والسيارات , إنه يلتهم عمان , لا ... لا ... لا
7:00 صباحا
- فيصل ... فيصل ... إستيقظ , إنها السابعة هيا سوف تتأخر .
يفتح عينيه ويرى وجه أمه الملئ بالحب ... الحمد لله ... مجرد حلم .
- صباح الخير يا غاليه.
- صباح الخير بني , هيا القهوة جاهزه.
8:00 صباحا
يحلس على مقعد صغير ينظر من نافذة الحافلة المتوجهة الى غرب عمان
- ما هذا الحلم الغريب ... ما ذلك الشئ الأزرق ... يالهي إحمي مدينتي عمان .
9:00 صباحا
- صباح الخير بلال .
- أهلا فيصل ... ماذا ؟ هل عاد من جديد؟
- لا أدري يا بلال إنه لا يدعني أنام .
- لا عليك إنه مجرد حلم , هيا الطاولة 13 بإنتظارك ومدام ليلى تسأل عنك .
- وكأني بحاجة لمزيد من الإشمئزاز .
يأخذ الصينية ويتوجه مبتسما الى الطاولة 13 .
- صباح الخير مدام .
- صباح الخير فيصل تعال دعني اُعرفك , هذا فيصل الذي حدثتكِ عنه , شاب جامعي من عائلة معروفة لا يخجل من العمل في هذا المفهى إنه مثال جيد لشباب هذه الأيام ... فيصل هذه صديقتي مدام كارمن .
- أهلا مدام تشرفنا .
- أهلا فيصل .
- الطلب المعتاد مدام ليلى أم ترغبين بشئ آخر اليوم؟
- أجل لو سمحت ومثله لمدام كارمن .
- حاضر ... بالإذن
10:00 صباحا
- لو تعرفي يا عزيزتي كارمن مدى سعادتي أخيرا عاد الفرح لعيني صغيرتي ريم .
- نعم وكذلك صغيري سمير إنه دائم الحديث عن ريم , بالأمس أخبرني بأنه لم يعد يفكر بالعودة الى كندا .
- الحمد لله , أرجو أن تنجح علاقتهما فقد حدثت زرجي عن سمير وقال لي إن وظيفة ممتازة تنتظره إذا تزوج من إبنتي .
- أرجو ذلك , بالمناسبة هل بات الصغيران عندكم بالأمس ؟
- كلا , حسبت أنهما كانا عندكم .
- لا عليك لا بُد أنهما قد أمضيا الليل بمكان جميل .
- نعم ... هذان الشقيان الصغيران .
15:00 مساء
- مساء الخير أمي .
- أهلا فيصل هل عُدت ؟
- أم م م ... كم اًحب هذه الرائحة , هل الطعام جاهز ؟
- نعم يا بني هيا إذهب وإغسل يداك ؟
16:00 مساء
يجلس بنفس الحافلة المتوجهة الى غرب عمان
- كم أنا محظوظ لدي عملان مريحان , قريبا سأتمكن من تسديد باقي المبلغ للجامعة وأستلم شهادتي المحجوزة وبعدها الى خالي العزيز في دبي .
17:00 مساء
- مساء الخير مراد .
- أهلا فيصل , إسمع لدي عمل هذه الليلة أتريد الذهاب معي ؟
- أين ؟
- إنها حفلة في إحدى السفارات وسنحصل على إكرامية كبيرة .
- حسنا موافق.
18:00 مساء
أصوات محركات ... ملابس سوداء ... تسريحات عجيبة ... مصافحات غريبة ... كلمات غير مفهومة .
- هاقد بدأ العرض (قال مراد).
- نعم هيا دعنا ننهي هذا العمل (علَّق فيصل).
- صباح الخير ريم لقد إستيقظتم باكرا اليوم .
- صباح الخير فيصل ... تعال اُعرفك بصديقي الجديد .
- السيد سمير كما أظن .
- أجل كيف عرفت ؟
- هل نسيتي مدام ليلى زبونة المقهى الذي أعمل به بالصباح , اليوم جاءت معها مدام كارمن أظنها والدة السيد سمير .
- أجل .. أجل .. لقد أصبحت فردا من العائلة .
- شكرا ريم .. الطلب المعتاد؟
- أجل ولسمير نفس الطلب .
- البنت كاًمها (يتمتم فيصل وهو يمشي مبتعدا).
22:00 ليلا
- مراد لماذا لم تقل لي أن الحفلة في هذه السفارة ؟
- وما الفرق ؟ إننا هنا لنعمل .
- كيف وما الفرق هل جًننت ؟
- يا صديقي فيصل لا تبالغ إنها مجرد ليلة واحده سنقوم بعملنا ونأخذ أجرنا ونمضي ,هيا خذ هذه الكؤوس الضيوف ينتظرون.
ينظر الى عيني صديقه ويحمل الصينيه ويلتفت متوجها الى قاعة الضيوف , ولكن من هذا .. أليس هذا هو .. نعم إنه د طارق لقد درسني بالجامعة, وهذا أيضا إنني أعرفه إنه حسان الإعلامي المعروف , وهذا أيضا أظنه كاتب أو سياسي .. وهذا وهذا يالهي ماذا يفعل كل هؤلاء هنا .
- فيصل هل لي بكأس لو سمحت .
- عفوا هل تعرفينني .
- أنا كارمن إلتقينا بالصباح أتذكر.
- نعم.. أجل.. عفوا.. تفضلي.
- أنت فعلا شاب مجتهد.
- شكرا سيدتي .
- قل لي يا فيصل لماذا تُتعب نفسك كثيرا بالعمل؟
- سيدتي , أنا أجمع باقي رسوم الجامعة لأتمكن من التخرج.
- فهمت , وماذا ستفعل بعد ذلك؟
- ساُسافر للعمل مع خالي في دبي.
- فيصل إسمعني ..عمان هي الأهم ..هي الأقوى ..المستقبل هنا , أنظر حولك عليك أن تفكر كيف تكون كأحد هؤلاء ..لا أن تهرب الى دبي.
وقبل أن يجيب إرتفع صوت المُضيف قائلا:
- سيداتي سادتي رحبو معي بضيفنا العزيز البروفيسور " يوري سليمانوفيتش "
وبعد تصفيق طويل يبدأ البروفيسور خطابه
" ... شكرا لكم أصدقائي الأعزاء , كم يسعدني أن أكون بينكم اليوم لأرى هذه الوجوه المُخلصة التي عملت ولعقود على ترسيخ علاقات الصداقة والمحبة ودعم السلام بين شعبينا الحبيبين , إنني فخور جدا بوقوفي اليوم هنا في عمان .. عمان مدينة الأصدقاء لأقول لكم أنه وبفضل إخلاصكم وعملكم الجاد , ستنعم الأجيال القادمة من شعبينا بالسعادة والرخاء , وأنا أكيد أنه سيأتي ذلك اليوم الذي سيقف فيه أنباءنا جنبا الى جنب .. صفا واحدا .. بوجه التخلف والرجعية والتعصب والإرهاب , ليبارك الرب جهودكم وشكرا لكم ..." .
24:00 منتصف الليل
- تفضل يا فيصل هذا أجرك , هل تريدني أن اُوصلك بطريقي؟
- لا شكرا مراد , ساتمشى قليلا ثم أعود للبيت بالتاكسي .
2:00 صباحا
يجلس على كرسي خشبي ينظر الى عمان يتذكر تلك الأمسية الغريبة تلك الوجوه , كلمات مدام كارمن , ذلك الضيف , وبينما هو شارد يفكر إرتفع ضباب غريب .. ضباب أزرق .. إرتفع حتى غطَّى أحد أطراف عمان ثم بدأ ينتشر ويمتد حتى غطى باقي المدينة - إنه الحلم ... لقد تحقق .. الان فهمت .
7:00 صباحا
- فيصل .. إستيقظ يا صغيري .
- صباح الخير امي .
- صباح الخير بني , هيا القهوة جاهزة .
النهاية
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا