حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 48857

حينما يكون الزواج فضيحة

حينما يكون الزواج فضيحة

حينما يكون الزواج فضيحة

21-04-2014 02:28 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

في مجتمعاتنا العربية عموما هنالك قناعة واعتقاد بأن الزواج "سترة" وخاصة للفتاة، إذ يحميها من أية منغصات كونها أنثى ويقيها من أن تكون ضحية بشكل أو بآخر للاستغلال الذكوري، وبزواج الفتاة يتخلص الأهالي من هاجس العنوسة الذي أصبح يؤرق الفتيات أيضا، ولذا فإننا كثيرا ما نلاحظ بأن هنالك تسرعا في اتخاذ قرار الزواج أو الموافقة على الشخص المتقدم لخطبة الفتاة، فيصبح تجميل صفاته ومحاولة غض البصر عن أي عيب فيه إحدى أولويات ذوي الفتاة، فالمهم والأهم أن تلتحق بمؤسسة الزواج وتصبح متزوجة، لكن للأسف ما يتم تجميله اليوم لا يقبل التجميل غدا، لأن الحياة الزوجية لا مجال فيها للتجمل المتواصل، وفيها يكون كلا الطرفين على حقيقته.


كثيرات هن اللواتي تزوجن بفعل ضغط الأهل،أو بفعل الرغبة في تأسيس مملكة خاصة بكل منهن، وكثيرات هن النادمات، وكثيرات أيضا من يتمنين أن يرجع بهن الزمن للوراء كي يتخذن قرارا بالرفض، ونسبة كبيرة من المتزوجين من حديثي الزواج تصل مشكلاتهم إلى أبواب المحاكم، هذا بالإضافة إلى العديد من الحالات التي تؤثر التكتم والصمت والكبت فلا يتحدثن عما يواجهنه من مشكلات أو صعوبات إلا نادرا أو بعد فوات الأوان، وفوات الأوان يعني أن لا مجال لإصلاح الحال، والأمثلة على ذلك كثيرة، -ولكل امرأة مقولتها الخاصة بحسب حالتها ومعاناتها -، وبعض النساء المتزوجات يعانين من صدمات لم يكن يتوقعنها قبل الزواج، فعدم وجود تفاهم وعدم ادراك كل من الطرفين لدوره قد يكون محرضا لوقوع مشكلات اخرى،كالضرب والخيانة وفي بعض الحالات تكتشف الزوجة متاخرا بانها متزوجة من متعاطي أو مدمن ، كما أن وجود حب قديم لدى الزوج الشاب لم يستطع أن ينسه ويجاهر بأنه لا يستطيع نسيانه أحد الاسباب التي قد تثير مشكلات يصعب السيطرة عليها فتقضي المتزوجة ما يقرب نصف المدة في بيت أهلها، وكل هذا مرده إلى التسرع في اتخاذ قرار الزواج، ولأننا نحيا في مجتمعات تولي الوصمة الاجتماعية جل اهتمامها فإن تفاعل ذوي الزوجة مع ما تتعرض له غالبا يكون سلبيا، إذ يؤثرون الصمت والتكتم خوفا من النظرة الاجتماعية وتخوفا من وقوع الطلاق ،هم يفعلون ذلك ويحاولون قدر الإمكان إقناع ابنتهم بالصبر والتريث ويدركون في دواخلهم بل ويعايشون المثل الشعبي القائل" تزوجنا تا ننستر وسقا الله ايام الفضيحة"، غير أن الفضيحة من منظورهم قد تكون أسوأ وقعا حينما ينتهي الزواج إلى طلاق، وفي معظم الحالات تكون الزوجة حديثة الزواج هي الضحية وهي القابعة بين المطرقة والسندان، بين زوج يعنفها او حالة زوجية لا تستطيع التكيف معها وبين أهل يجملون حتى العنف ويبررونه.


وهنالك حالات كثيرة يؤثر فيها الزوج غير القادر على الاستمرار في الحياة الزوجية الهجر وترك الزوجة والأطفال ليهرب إلى عالمه الخاص، عالمه الخاص هذا ما يشده إليه هو أنه لم يكن مؤهلا لتحمل أعباء ومسؤوليات الحياة الزوجية، وفي مثل هذه الحالات تضطر الزوجة لتحمل دور الأم والأب في آن معا مع شعورها وشعور ذويها بالندم على التعجل بالزواج.


لست أحمل الزوج وحده المسؤوليه لما تؤول إليه الكثير من حالات الزواج التي لا يكون فيها الزواج سترة حقيقية بقدر ما يكون فضائح متتالية ولكن للتنشئة والثقافة الاجتماعية السائدة التي تهمل إعداد كل من الفتاة والشاب لدور الزوج والزوجة والمؤسسة الزوجية دورا أساسيا في ذلك....


maisa_rose@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 48857
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم