بقلم :
اشار المراقبون الى ان المنطقة العربية ما زالت تعيش فوق صفيح ساخن في عدة اقطار وعدة مواقع ،حيث باتت منطقتنا العربية تشهد ايضا توترات عربية بينية ، تحركها اصابع معادية للمشروع العربي الذي بدأت بوادره وملامحه تلوح في الأفق .
لست الآن بصدد الخوض في هذه العجالة في مسائل جدلية أثارتها الحراكات الشعبية التي ترتفع حرارتها في هذا القطر تارة وتنخفض في في قطر آخر تارة أخرى ما دفعها للإطاحة برؤوس كبيرة كان اولها زين العابدين ابن علي رئيس تونس الهارب وثانيها حسني مبارك الذي كان يعمل على توريث ابنه حتى وجد تفسه في مستشفى تابع لسجن طرة ومقتل معمر القذافي ، مرورا الى علي عبدالله صالح الذي اصيب ونجا من الموت بأعجوبة ثم اقصاؤه عن الحكم ..والرئيس الاخواني مرسي الذي يقبع في السجن أيضا .. اما سوريا فهي الكارثة الكبرى القتلى نشهدهم يسقطون بالعشرات وبالتقسيط غير المريح ومع هذا لم تتوقف النداءات المطالبه باسقاط النظام ومحاكمته .
في الاردن نحن نختلف عن كل هؤلاء ، فالحراك لدينا كان وما زال عقلانيا مسئولا ينظر للمصلحة العليا للوطن ، وثمة اجماع شعبي من كافة مكونات المجتمع الأردني ومن كل شرائحة ومشاربه وتوجهاته بضرورة الحفاظ على العرش الهاشمي كصمام أمان لهذه الدولة ... والمطالبة باجتثاث جيوب الفساد اينما وجدت ، البعض يعتبرها محصنة او شبه محصنة والبعض الآخر يعتبرها ساقطة لا محالة الى حفرة القصاص اللائق بها مهما طال بها الزمن .
في المحصلة كل الدلائل تشير الى ان الوضع العربي لا نُحسد عليه ، وربما يكون في اسوأ اوضاعه ، ولا يسرّ صديقا ولا قريبا .
ما يهمنا الآن هو الأردن في المقام الأول ، الاصلاح لا بد منه تحت كل الظروف ، الفساد سوف يُحارب بكل ضراوة ، بعض رموز الفساد ما زالوا يسرحون ويمرحون وتجدهم اول من يطالب باجتثاث الفساد !! (لكن النار لم تصل الى لحاهم بعد ) ومع هذا يومهم قادم وكل قرش اخذوه بالحرام لا بد من اعادته الى خزينة الدولة او من مقدرات الوطن اذا ما تم تفعيل القاعدة القانونية ( من اين لك هذا؟ ) ، العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص يجب ان ينعم بها الجميع دون استثناء او اقصاء .
في الواقع ان الملك هو أول من بادر بالتوجيه لإجراء اصلاحات شاملة لكن بعض قوى الشد العكسي تحاول ان تعطل هذه الاصلاحات !!
خفافيش الظلام الذين يحاولون العزف على وتر التفرقة والإساءة للوحدة الوطنية باتوا مكشوفين ومنبوذين ، هؤلاء المارقين لا بد من اسكاتهم وإخراسهم ، فهم اشبه بالبوم الذي ( يزعق للخراب ) لا يمكن التساهل مع كائن ما كان اذا حاول الاساءة او المس بوحدتنا الوطنية المقدسة .

m.shawahin@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا