حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 60563

بالتفاصيل و الصور .. قصة اكبر جاسوسة في تاريخ اسرائيل

بالتفاصيل و الصور .. قصة اكبر جاسوسة في تاريخ اسرائيل

بالتفاصيل و الصور  ..  قصة اكبر جاسوسة في تاريخ اسرائيل

17-04-2014 04:35 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - منذ إسبوع تقريباً عرضت قناة "سكويد" الإسرائيلية (Squid Tv) تقريراً مطولاً عن أهم وأكبر جاسوسة في تاريخ إسرائيل، كما في لبنان خاصة والدول العربية عامة. القناة التي تبث مباشرة أيضاً عبر الشبكة العنكوبتية خصصت ساعتين كاملتين للحديث مع "شولا كوهين" المرأة الفولاذية كما يُطلق عليها، و "أم إسرائيل الحنونة" كما يصفها الإعلام الصهيوني.
 
سياسيين كبار 
 

هذا التقرير هو الثاني عن شولا أو "اللؤلؤة" (لقبها العسكري لدى المخابرات الإسرائيلية)، بعدما قامت شركة إنتاج إسرائيلية في العام 2012 باخراج فيلم وثائقي عن تاريخها الجاسوسي في لبنان وكيف ساعدت يهود لبنان وسوريا والعراق للهرب إلى إسرائيل بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية وعدد من العملاء في لبنان بينهم مسؤولين وسياسيين كبار.
 
تم سجنها 


وقد ذكرتهم شولا (87 سنة) بالإسم وكيف تعرّفت عليهم خلال تواجدها في لبنان وكيف ورطتهم قبل أن تقع بشرك الأجهزة الأمنية اللبنانية ويتم سجنها.
وخلال سردها مذكراتها تطرقت إلى إسم اللواء(س.خ) الذي كان يومها ملازماً في الجيش اللبناني (مكتب ثاني أي ما يُعرف اليوم بمخابرات الجيش) والذي كان له الدور الكبير في مراقبتها والإيقاع بها ثم القبض عليها مع آخرين يعملون لحسابها.


 
البحث عن مسؤؤل لبناني  و بدأت نشاطها 1952
 


كانت مهمتها البحث عن مسؤول لبناني له نفوذ قوي في الدوائر الرسمية، يساعدها في تنفيذ مخططها، وهو تهريب أكبر عدد من يهود لبنان وسوريا والعراق إلى إسرائيل عن طريق مرجعيون.
 
بدأت نشاطها التجسسي في العام 1952، في هذه السنة كانت المنطقة العربية، لاسيما مصر وفلسطين على فوهة البركان، وفي قمة حربها مع إسرائيل.
 
وكان الهدف الإسرائيلي هو تهجير يهود العراق وسوريا لإرغماهم على التوجّه إلى إسرائيل، لا سيما التجار والأغنياء منهم. فكان هؤلاء يهربون من بلادهم نحو لبنان كمحطة أولى، لتستلمهم شولا مع أعوانها في لبنان ومن ثم تهريبهم إلى إسرائيل عبر الجنوب.

اللواء المتقاعد (س.خ) هو الشاهد الحي الوحيد والباقي على قيد الحياة، وهو الذي يعرف الكثير عن شولا، وفي حديث مطول مع موقع "ليبانون ديبايت" روى تفاصيل مثيرة عن هذه العملية المُحكمة، فقال "في العام 1947، نزلت شولا في فندق الغراند أوتيل أشهر فنادق بيروت آنذاك، ثم إنتقلت إلى إحدى الشقق الفاخرة في عمارة الأمباسادور (بين ستاركو وكليمنصو حالياً)، وعرّفت عن نفسها أنها مندوبة لإحدى الشركات السياحية الأوروبية، جاءت للبحث عن وكلاء لها في لبنان.
 
تزوجت من يهودي لبناني 
 

بعد مضي أقل من سنة على وجودها في لبنان، تزوجت من يهودي لبناني يدعى جوزيف كشك وأنجبت منه 3 أولاد.

في بداية العام 1961 بدأت رائحة شولا كوهين تفوح بين أوساط الحكومة اللبنانية التي كان يرأسها آنذاك الراحل رشيد كرامي، وأول المشككين في تحرك كوهين وعملائها هو الضابط اللبناني عزيز الأحدب، والذي قرأ عن طريق الصدفة محضر الاجتماع بين الضباط اللبنانيين والسوريين، وإنطلق في رحلة البحث وجمع المعلومات عنها.

ترافق هذا الشك بعد فقدان لعدد كبير من الأوراق وطوابع من وزارة المالية، فأوعز إلى الشرطة القضائية وإلى المكتب الثاني (مخابرات الجيش) بمراقبة الأمر والتحرّي عنه.
 
ويشير اللواء (س.خ)إلى أنها "لم تكن مهمة مخابرات الجيش، ولكن بسبب خطورة القضية تم تكلفتهم للتعاون مع الشرطة القضائية، وبالفعل قام رئيس شعبة المكتب الثاني العقيد أنطوان سعد بتكليف الملازم غابي لحّود (مقيم في إسبانيا) لمراقبة إتصالات ومنزل ومكان عمل محمود عوض، وتم تكلفتي أنا وملازم آخر يدعى عباس حمدان بالمراقبة".

ويتابع قائلاً "لم تكن مراقبة الخطوط عملية سهلة كما اليوم، إذ لم يكن متوافراً أكثر من 60 خطاً لعمليات المراقبة، ولم يكن بمقدورنا مراقبة الخطوط بشكل متواصل لقلتها، إلا أنه في نهاية المطاف إكتشفنا أن عوض يمتلك أموالاً ضخمة في المصارف، إلى جانب محلات وأسهماً في شركات سياحية ومصرفية في كل من بيروت وطرابلس، ومن الإتصالات المتكررة لاحظنا تكرار إسم شولا ومن خلال إتصالاته معها كان الحديث يدور بينهما عن شخصيات سياسية كبيرة، ومنها أسماء عربية، وأسماء قيادات عسكرية في الجنوب".


علاقة غرامية وهمية 
 

ويعود  بذاكرته إلى الوراء ليخبرنا كيف قام العقيد (س) بتكلفة الملازم (م) (مخابرات الجيش) لإقامة علاقة غرامية وهمية مع كوهين ومراقبة من يزورها في منازلها الخمسة. وخلال تردده الى منزليها في الصنائع ووادي أبو جميل، إكتشف أن هناك إمرأة ورجل من آل عبدالله من بلدة الخيام، وراشيل رفول ومحمود عوض هم الآساس في الشبكة المزعومة.

في شهر تموز من العام 1961 سكن الملازم عباس حمدان في الطابق الخامس من مبنى "الإمباسادور" أي فوق شقة شولا فوراً، وكان يراقب سهراتها اليومية التي غالباً لا تخلو من لعب الميسر والدعارة، ولفته زيارة عدد من الشخصيات العسكرية والسياسية لها، وبعد مدة إكتشف أن لدى كوهين خطان هاتفيان، وهذا الأمر كان نادراً جداً آنذاك، ولايحصل إلا داخل بيت مسؤول كبير، كما أنه قام بوضع صحن لاقط (بالمقلوب) على أرضية الشقة للإستماع إلى الأصوات والمحادثات التي تجرى داخل منزلها.
 
كما قام أحد عناصر من مخابرات الجيش يُدعى جان ناصيف بتحويل نفسه إلى بائع زهور تحت منزلها. ومعاون له آخر كان يتنكر بأنه بواب العمارة.
أما الملازم غابي لحّود فقد تولّى مراقبة منزل محمود عوض في الروشة. بعد أيام قليلة صدر الأمر من العقيد أنطوان سعد لمداهمة منازل المتهمين جميعاً.
 
 مداهمة الشقة 
 

ليل السبت الواقع في 9 آب من العام 1961، (تم إختيار هذا اليوم كونه يوم العطلة اليهودية حيث تكون شولا في منزلها مع عائلتها)، عند الساعة الحادي عشرة والنصف ليلاً وصلت قوة من الجيش اللبناني بقيادة الملازم حمدان إلى وادي ابو جميل وإنتظروا ثلاث ساعات قبل مداهمة شقة كوهين.

أما غابي لحود وصل مع عناصره إلى الروشة للقبض على محمود عوض، فيما اللوا(خ) وصل مع مجموعته إلى بحمدون الضيعة ليلقي القبض على منى ونهى وحسين عبد الله، اما بالنسبة إلى راشيل رفول فقد تم إقتيادها من مكان عملها في إحدى الأندية الليلية في كاركاس (الروشة)، ووصل عدد أفراد الشبكة المقبوض عليهم الى 10 أشخاص، إلا أن الأخطر بينهم كان شولا وعوض.

وعند الخامسة من صباح يوم الأحد 10 آب 1961، تم إقتيادهم إلى سجن "القلعة" في منطقة الروشة وهناك قرّ الجميع وإعترفوا بتورطهم بإستثناء كوهين، التي وعلى الرغم من محاولات ترهيبها من قبل المحققين إلا أنها ظلت متماسكة. رواية(خ) لا تختلف بالمطلق عن ما روته شولا في التقرير عن حياتها الجاسوسية في لبنان.
 
بعد التحقيقات المضنية لا سيما مع كوهين حكم قاضي التحقيق في محكمة بيروت العسكرية الياس رزق الله عليها بالإعدام مع التخفيض حتى 20 سنة سجن كونها المحرّض، اما عوض فحكم عليه مؤبد كونه المسؤول المباشر عن تامين المعلومات والتجسس على المعنيين، وراشيل رفول ومساعديها فقد سجنوا 10 سنوات. في العام 1962 تم ترحيل زوجها واولادها إلى قبرص قبل أن ينتقلوا من هناك إلى إسرائيل.


توفي بالسرطان 

في العام 1963 توفي محمود عوض داخل السجن بظروف لا تزال غامضة، غير أن اللواء (خ) يؤكد أنه توفي بسرطان المعدة ولم يقتل كما أشيع حينها.
 
تعيش بحيفا الان
 
خلال عهد شارل الحلو في العام 1967 جرت مفاوضة عسكرية بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي على أن تُسلم كوهين إلى السلطات الإسرائيلية مقابل تسليم الأخيرة 300 موقوف لبناني لديها، وتمت العملية بواسطة الصليب الأحمر الدولي.

اليوم تعيش شولا وأولادها في حيفا، وهي تتلقى معاشاً من الحكومة الإسرائيلية حتى اليوم، كما أن هناك ساحة في إسمها تكريماً على ما قدمته لإسرائيل من خدمات، وقد حصلت على عدة ألقاب منها "جيمس بوند إسرائيل والأم الحنونة .."
 
 





لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 60563

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم