حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21604

ومَنْ لا يَحِنّ للمــآضي !!

ومَنْ لا يَحِنّ للمــآضي !!

ومَنْ لا يَحِنّ للمــآضي !!

15-04-2014 01:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سليمان الطعاني سليمان الطعاني

تنهدات عميقه، آهات، اشواق، حينما نتذكر الماضي وإن كان شيئا بسيطا نتمنى عودته، الكلمه المعتاده( سقا الله ايام زمان)، كانت البساطه رغم ذلك كان الناس يستشعرون السعاده، كان التعب رغم ذلك يعيشون براحه، أتى الحاضر بتكنلوجيته في جميع المجالات، أستحدثت وسائل للراحة ومع ذلك شقاء ومعاناة، كثرت وسائل الاتصال، وقل التواصل، تطور الطب، وكثرت الأمراض وتعددت، كان الناس بالأمس يلتقون بدون عائق ولا نجدون صعوبه ابدا، واليوم فرقتهم الأيام واختصروا لقاءاتهم بمجرد رساله (مسج)، كان الماضي جميل وذا بهجه
واليوم افتقد الناس مشاعرهم بالحياة التي عاشوها ماضيا ،
أتنهد قليلا واقول في نفسي: الحنين إلى الماضى, إحساس يتشارك فيه جميع الناس, وهو هذه الايام في تصاعد مستمر... الناس هذ الايام يحنون بتحسر الى أيام البساطة، والحياة المستورة، وراحة البال والنوم الهاديء، يحنون الى الاجتماع على مائدة الطعام و" اللمات" والتعاليل، الى أعياد زمان وأعراس زمان، الى مواسم الحصاد والبيادر وقطاف الزيتون.... ،
اسمح لى أيها الزمن الجميل أن استريح بين أيامك، فقد دارت بي الأيام وهدني العناء، وأثخنتني الجراح، هامت على نفسي الهموم واعتلت ذروة أيامي، اسمح لي أن أمتّع نفسي وأسليها بعذب البوح وجميل الكلام، آتي اليك وقد شدنى النور المنبعث من أخلاقك أيها الزمن البعيد والوفاء لأيامك الطيبة. لأشكو لك خراب نفوسنا وتدهور حياتنا ...
زاد الحنين اليك أيها الزمن الماضي عند الجميع بصورة كبيرة، ولعلها الحالة المزرية التى وصلنا إليها, والعصر المشين الذى ندر فيه الاحساس بالجمال, و انعكست فيه حالة الفساد الذى انتشر كالسرطان في كل شىء .
لم يكن في أيام زمان فلل ولا قصور ولا سيارات فارهة ولا محال او مولات فخمة مثل هذه الايام. ولم تكن الهواتف الذكية ولا الغبية ولا صحف ولا ... ،كانت حياة الناس تملؤها البراءة والطيبة وحبهم لبعضهم البعض، يفرحون معا ويحزنون معا، طعامهم بسيط ولباسهم بسيط ، وبرغم ذلك كله الكثير منا يتحسر ويبكي على تلك الايام، وحتى الذين انعم الله عليهم بالمال والجاه تجد أكثرهم غير مرتاحين في عيشتهم. ويحنون لتلك الحياة البسيطة البعيدة عن التعقيدات، فيذهبون بعيدا عن صخب المدينة ودخانها يبحثون عن اسباب راحة هنا وهناك ولسان حالهم يقول: الا ليت الزمان يرجع والليالي تدور ويرجع وقتنا الاول وننعم في بساطتنا، وصدق مشاعرنا، زمن ليس فيه غيبه ولا نفاق.
كان أقصى ما يمكن أن نشاهده في التلفزيون أفتح ياسمسم، ومغامرات سندباد ويغلق التلفزيون من الساعة الثامنة لنذهب الى النوم، فيبدأ يومنا في الصباح باكرا والكل أمل بيوم جديد يخلو من الهموم.
كان الأب مقدسا، نظرة من عينيه تكفي عن ألف كلمة في هذه الأيام، وكانت للأم سلطة، وللمعلمة سلطة، وللعصا سلطة، وللأقارب سلطة، كان كل الأقارب يمارسون دورهم في تربيتنا،
المدرسة كانت تبعد ثلاثة الى أربع كيلومترات نتمشى إليها كل صباح ونعود في الظهيرة، لم نعرف ركوب الباصات ولا السيارات إلا لاحقا ،
كانت شوارع وأزقة البلدة بعد الغروب تصبح فارغة تماما، كانت النساء يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن أبدا في المساء، وكان الرجال لا يعرفون مكانا يفتح أبوابه ليلا ابدا . فلا مقاهي ولا أرجيلة ولا غيره...
لم يكن الأب متعلما ولا الأم مثقفة، وكان الأولاد ينجحون دون مدرسين، ويفهمون دون دروس خصوصية، ويحصلون على نتائج متقدمة .....
كان للحياة عطر وأريج خاص، واليوم تسرب الحب من تفاصيلها بأيدينا وماديتنا حتى اصبحنا نعيب زماننا، ولكن ليس لزماننا عيب سوانا، ونهجو زماننا ولكن لو نطق الزمان لهجانا، نحنّ الى الماضي، ولكن ألا من يُرجع الماضي فإني، ‏أذوب لذلك الماضي حنينا‏ .





لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21604
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم