حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 40191

فتيات في الصفوف الأساسية يدخنّ الأرجيلة!

فتيات في الصفوف الأساسية يدخنّ الأرجيلة!

فتيات في الصفوف الأساسية يدخنّ الأرجيلة!

10-02-2014 12:52 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تنتظر مايا كل يوم قرع جرس نهاية الدوام المدرسي لتجتمع هي وصديقاتها في الصفين السابع والسادس الأساسيين، عند بوابة المدرسة وينطلقن معا بكل همة وحماس نحو أحد المقاهي الصغيرة الواقعة في شارع ضيق عند نهاية طريق المدرسة، وتطلب كل واحدة منهن أرجيلتها المعهودة، بمعسلها الذي اعتادت أن تدخنه.
 
من طقوسهن اليومية 

تقول مايا (وهو اسم مستعار) "ننتظر بشوق كبير انتهاء الدوام المدرسي لنذهب إلى "الكافيه، الذي نؤرجل فيه كل يوم، فلا يكاد العامل يرانا حتى يسرع ليجهز لكل واحدة منا أرجيلتها، بدون أن نطلبها، لأنه يعرف ما تفضله كل واحدة منا".

وتضيف أن الأرجيلة صار ت طقسا من طقوسهن اليومية، ولا يستطعن الاستغناء عنها، مبينةً أن أغلبهن ينتمين إلى عائلات تدخن الأرجيلة، ولا غرابة في ذلك بعد أن صارت الأرجيلة من العادات الشائعة في مجتعهن.
 
الوالدين لا يعرفان شئ 

الفتاة روان واحدة من هؤلاء المدخنات، وهي طالبة في الصف السادس الأساسي، تعتبر أن الأرجيلة "شيء أساسي ومهم" في حياتها، وهي الشيء الوحيد الذي "أفرغ فيه غضبي من أي شيء"، منوهة إلى أنها "لا تقبل بالخروج مع صديقاتها إلا إلى الأماكن التي تقدم الأرجيلة".

وتضيف أن والديها "لا يعرفان عن أمرها شيئا"، مؤكدة أنهما يستحيل أن يوافقا على ما تفعله، خصوصا وأن والدها "يحارب هذه الأمور كثيراً".
وتضيف أنها تحتفظ في داخل غرفتها بأرجيلة مع كل معداتها، من معسل وفحم، تدخنها كلما أتيحت لها الفرصة، عند خروج والديها من البيت وغيابهما لأوقات طويلة.
 
13 % من طالبات الصف السادس 

وفي هذا الشأن، أشارت دراسة علمية قام بها مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان، من خلال مسح ميداني على أربع مدارس للإناث في عمّان، إلى نتائج كارثية؛ حيث تبين أن 13 بالمائة من طالبات الصف السادس الابتدائي يدخنّ الأراجيل.

كما اكشفت دراسة أخرى قام بها مكتب مكافحة السرطان عن مدى الضرر الذي تتسبب فيه جلسة تدخين واحدة للأراجيل، على وظائف الرئة، والجهد القلبي الرئوي.
 
أما في الجانب الاجتماعي الذي يشكل الجزء الأهم في هذه القضية، فيرى الاختصاصي الاجتماعي، د.حسين محادين، أن السلوكيات الاجتماعية التي كانت تعلمنا كأفراد، المسموح به، والمنهي عنه، أصبحت "شبه غائبة" منذ أن بدأ الأردن الانفتاح "غير المقنن" على طروحات العولمة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.
 
عدوى اجتماعية 
 

ناهيك عن أن هذا السلوك أصبح يشبه "العدوى الاجتماعية" التي انتشرت بحكم زيادة أعداد المؤسسات الوسيطة بين العائلة والمجتمع، ممثلة في "الكوفي شوبات"، وأماكن السهر المختلفة.
وبالتالي أصبح تقليد الصغار لسلوكيات الكبار، سلوكاً مقبولاً، لا بل أصبح في نظر الأغلبية مؤشراً على العصرنة.

ويضيف محادين أن ضعف درجة التوجيه الأسري في هذا الشأن، بعد أن أصبحت هذه المؤسسات هي التي تشكل سلوكيات الشباب الذين يمتازون عن شباب الأمس بالرغبة في الاكتشاف، والتقليد، وممارسة ثقافة الفراغ.

ولذلك فـ"لا غرابة" من انتشار هذه السلوكات غير الصحيحة، جسدياً واجتماعياً، وفق محادين، الذي يرى أنها واقع قائم، ويجب العمل على إعادة توجيه طاقات الشباب، وتحصينهم من انتشار مثل هذه السلوكيات الضارة.
 
14 % من الطالبات مدخنات 
 

مدير مكتب مكافحة السرطان، ورئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة في مركز الحسين للسرطان، د.فراس هواري، يقول إن الدراسة شملت أربع مدارس للإناث، في العاصمة عمان، وتبين من خلالها أن "14 % من الطالبات مدخنات، و13 % منهن يدخنّ الأرجيلة".

واعتبر أن هذه النسبة "كبيرة جداً"، لطالبات أعمارهن 11 سنة، مبيناً أن الأسباب كثيرة، منها "انتشار ظاهرة التدخين بشكل كبير في المملكة، إلى جانب انتشار المقاهي بالقرب من المدارس، ما يشجع الطلاب على الإقبال عليها".

بالإضافة الى "رخص سعر التدخين، وغياب الرقابة، وعدم تفعيل قوانين تقيد شروط ببيع منتجات التبغ، وأسعارها، وتحظر دخول الأطفال إلى المقاهي".

ومن الأسباب التي أدت إلى انتشارها كذلك، في رأي هواري، تصميم المقاهي؛ حيث صار القسم المخصص للعائلات فيها يوضع في واجهة المحل، والمطلة على الشارع، فتظهر الفتيات على الواجهة، الأمر الذي صار في النهاية "مقبولا ومستساغا ومعتادا".

ويشير هواري إلى أنه قد ثبت بأنه كلما كان الطفل صغيرا في العمر زاد تأثير هذه المواد السامة عليه، وعلى بنيته الجسمية والعقلية؛ إذ تؤثر هذه المواد على نمو الدماغ، وخصوصاً المنطقة الأمامية والعلوية منه، والتي تتمثل وظيفتها في التركيز وتحديد الخطأ والصواب، وهو ما يعني أن التأثير على هذه المنطقة يقلل من تركيز المدخن، ويؤدي إلى كثرة الاستهتار عنده، وعدم التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.
 
كالأسفنجة 
 
مديرة مدرسة أم كثير الشاملة للبنات، د.أمل العلمي، تقول إن الأهل هم المشجعون الأكبر للأطفال على ذلك السلوك، لأنهم يدخنون الأراجيل في المنزل أمام أطفالهم غير مدركين عواقب ذلك عليهم، وغير آبهين بأن الأطفال في هذا العمر يكونون مثل الإسفنجة؛ إذ يمتصون كل سلوك يحدث أمامهم.
وتشير إلى أنه إذا كانت المدرسة "لم تقصر في توعية طالباتها بأضرار الأرجيلة، فإنها لا تستطيع أن تفعل شيئا في النهاية، ما دام الأهل لا يحركون ساكنا، ويجلسون مع أطفالهم لتدخينها".

ومن جهة أخرى، يقول العامل في أحد "الكوفي شوبات" إن الأطفال الذين يحضرون لطلب الأرجيلة أكثر بكثير من الأهالي والشباب الكبار أنفسهم، مبيناً أنه في أحيان كثيرة تأتي مجموعة من الصبايا والشباب وهم بلباس المدرسة، أي بعد انتهاء الدوام مباشرة، ويطلب كل واحد منهم أرجيلة خاصة به.

ويضيف أنه حتى بعد الظهر، يأتي أطفال بنفس هذه الأعمار، ويطلبون أنواعا ثقيلة جداً من الأراجيل التي قد يستعصي على الكبار أنفسهم تدخينها، مبيناً أن ما يشجعهم أكثر على ذلك هو الوجبة الرخيصة التي يقدمها لهم الكافيه مع الأرجيلة.

وبسبب ما تلحقه هذه العادة من أضرار صحية تظل تلازم صاحبها على مدى العمر، يقول اختصاصي الطب العام، د.مخلص مزاهرة، إن الإدمان في هذا العمر تحديدا يؤدي إلى "أضرار صحية تتمثل في تكرار التهابات الحلق، والقصبات، والأنف، لأن سحب نفَس الأرجيلة يدخل في الجسم نفَسا ساخنا يستنشق المدخن بعده هواء باردا، وهذا ما يؤدي إلى الالتهابات المتكررة".
إلى جانب أن استعمال الأرجيلة الواحدة من قبل أشخاص عدة في وقت واحد يسبب ضررا صحيا، خصوصاً وأن "البرابيش تجمع الفطريات والعفن والبكتيريا".

ويضيف مزاهرة أن تكرار هذه الالتهابات يسبب على المدى البعيد "الربو القصبي، وانسدادا في القصبات، خصوصاً وأن رأس الأرجيلة الواحد يعادل 40 سيجارة".

ومن الناحية النفسية، يذهب الاختصاصي النفسي، د.موسى مطارنة، إلى أن الأطفال يحبون التقليد، ولذلك انتشرت ظاهرة الأرجيلة وأصبحت مظهرا من مظاهر "البرستيج"، إلى جانب أنه لا يوجد على هذه الظاهرة أي تشديد من قبل الدولة والمجتمع.

ويضيف أن الأصل في الأشخاص الكبار أن يكونوا قدوة، ونموذجا يحتذى به من قبل من هم أصغر منهم، فلا غرو في ظل انتشار ظاهرة الأرجيلة وشيوعها في المجتمع أن يصبح تدخينها هو النموذج الذي تقتدي به الفتاة أيضا."الغد" 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 40191

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم