حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27185

لماذا لا يكون هناك عنف جامعي !

لماذا لا يكون هناك عنف جامعي !

لماذا لا يكون هناك عنف جامعي !

11-01-2014 10:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عمر ضمرة
لايبنغي النظر الى العنف الجامعي ، بمعزل عن العنف المجتمعي المستشري في كافة مؤسسات المجتمع وبكافة فئاته ، وفي مختلف المراحل العمرية من عمر المواطن .
استغرب كثيرا الحديث عن العنف الجامعي ، وكأنه منفصل تماما عما يجري بثه في نفسية المواطن ،منذ ان يرى العالم ، وعبر العديد من الوسائل والمؤثرات ، الاعلامية والمجتمعية ، وما يتم ترسيخه في ذهنيته باعتماده على العنف وعلى يده في تحصيل حقوقه ، وان لا يكون " مضحكة الناس " .
فمنذ ان يتفتح وعي الطفل الأردني تبدأ المؤثرات ، حيث تكون البداية من المقريبين ، الأب والأم والخال والعم ...أن يعتمد على ذراعه في تحصيل حقوقه ، وأن لا يكون "حيطه واطي " أمام الناس ، وبذلك يجب عليه دائما أن يظهر "العين الحمرا " لكي يرهب الآخرين ،وان يبادرهم بالهجوم والوقاحة حتى لا يتجرأ أحدهم بالتطاول عليه في المستقبل !!! فبالله عليكم ، أي نفسية سينشأ عليها هذا الطفل ، لاسيما مع استماعه المتكرر لقصص " انتصارات الأبطال الأقارب " في معاركهم الدونكيشوتية ، على نظرائهم في المجتمع ، وكيفية تحصيل حقوقهم باليد ، لأن اللجوء الى القانون علامة ضعف بحسبهم...!
لا ينبغي بالمقابل ان نغفل ما لعبه غياب القانون و ضعف ثقة المواطن في تحصيل حقوقه من خلال مؤسسة القانون ، في افراز تلك المعطيات المستندة الى فكر منحرف وثقافة تنتمي الى ثقافة الغاب ، جعلت الناس يهربون من اللجوء الى القانون في مواجهة المعتدين على حقوقهم .
فحينما تصل الى مركز أمني شكوى من تكرار مجموعة من الشباب " المهووسين " بممارسة هوايتهم "التشحيط بالسيارة " وما يسمى " التخميس "،واقلاقهم لراحة الناس في تلك المنطقة وامكانية التسبب بحادث دهس قاتل لأبنائها ، ولا تجد هذه الشكوى صدى لها من قبل رجال الأمن بحجة ضرورة تسجيل شكوى شخصية ،باسم المشتكي ضد اسم من يقوم بالتشحيط ، ولا يتم التعامل معها كقضية عامة ، فان ذلك مدعاة للاستهجان والاستغراب ويؤدي الى زعزعة ثقة المواطن بالمؤسسة الأمنية .
روى لي أحد الأصدقاء قيام أحد المنحرفين تحت تأثير الخمور باغلاق طريق" نعم طريق" أمام حركة السيارات والتحرش بالمارة والاعتداء عليهم لفظيا ، وكل ذلك أمام مركز أمني معروف ، حيث لم يدفع ذلك الفعل المستهجن والخارج عن القانون ، لم يدفع رجال الأمن بالتحرك الفوري والقاء القبض على المخمور وايداعه السجن تمهيدا لمحاكمته ، بل استمر اغلاق الطريق لفترة طويلة ،تحت أعين رجال الأمن في المركز ، وانتهى بقدوم دورية شرطة ، ومخاطبة أفرادها للمخمور باسمه والطلب اليه أي يذهب الى بيته وينام !!!وكأنه كان يمارس دورا في في مسرحية ما كتبها مؤلف يتمتع برؤيا سريالية .
هناك خلل كبير في البنى الفكرية للمجتمع تسهم بدورها في تجذير ثقافة العنف ، وهذه البنى تصدرت المشهد خل السنوات الأخيرة لعدة أسباب ، من ضمنها غياب المؤسسة الأمنية عن ممارسة دورها بقوة وفاعلية ، و ما تلعبه الثقافة العشائرية بمعناها السلبي المترسخة في عقول المواطنين والمستندة الى مأثورات شعبية " أنا وأخوي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب "، اضافة الى دورالقضاء الأردني الذي يكرس العشائرية ويبقي الخلل ،اذ يتم التعامل مع الصلح العشائري وكأنه جزء لا يتجزأ من القانون ، بينما ينبغي محاكمة المواطن الذي يخالف القانون ويعتدي على أرواح الآخرين وممتلكاتهم وأعراضهم ... في اطار مواد القانون بغض النظر عن اصلاحه أو عدم اصلاحه مع عائلة المعتدى عليه .



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 27185
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم