بقلم :

عندما نلتقي بكبار موظفي وزارة التربية والتعليم في ندوة اومحاضرة أو لقاء تربوي يجري الترحيب بهم ويُدلون بدلوهم ويتحدثون عن الإنجازات التربوية للوزارة والتي لا شك أنه يتحقق جزء منها ، وعندما يطلبون منك الإستفسار عن أي شيء يجول في خاطرك وقد تكون عينك الناقدة أكثر دراية ممن هم وراء المكاتب سؤالا بل أسئلة، وإذا ما استمعوا لك فإن تغذية راجعة مفيدة سيحصلون عليها هكذا نعتقد... لكنك تراهم يتخندقون للرد على كل شيء على اعتبار ان تهمة قد وُجهت إليهم .

لا الومهم لوأنهم تصدوا للطلبات الكبيرة والمكلفة نظرا للظروف الإقتصادية التي يمر بها الوطن، ولو انبروا للدفاع عن قرار لو تراجعوا عنه يُكلفهم الشيء الفلاني ويستغرق من الوقت الشيء الكثير.

بعد أن استمعنا إلى أحد الموظفين الكبار ونحن نعلم أنه سيرد على كل شيء وسيعتبر كل سؤال تهمة ، إلا اننا سألناه الكثير وأخذنا خفي حنين... فتحدث عن اشياء نعرفها وأجاب إجابات نمطية تقليدية.

كان يجول في خاطري سؤالا عن سجل الأداء السنوي للمعلمين والذي يترتب عليه تقرير الأداء السنوي وكذلك سجل الإداريين والفنيين وحتى الأذنة والفراشين والحراس ، وهؤلاء أي الأذنة والحراس تعلم الوزارة كيف عينتهم وماهي صفاتهم وقدراتهم ومستواهم التعليمي، وتطلب منهم كتابة أهداف ونتاجات ومخرجات واهداف وحدة تنظيمية.

سجل من صفحات عديدة يطلب من بين طياته أهدافا عديدة ومطلوب من مدير المدرسة تعبئته ، ولو ان مدير المدرسة نفذه بشكل سليم فإنه لن يقوم بعمل آخر، وكل ما في هذا السجل مضيعة للجهد والوقت، ومن المستحيل على موظفي وزارة التربية والتعليم وموظفي المديريات مراجعة المكتوب فيه، فكيف بمدير إداري واحد في الوزارة أو في المديريات أن يراجع كل المكتوب ويوقع عليه.

تبادر لذهني ان أطلب من هذا الموظف الكبير أن يتدخل في وزارته للتراجع عن هذا السجل البغيض الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع ولو عُمل استطلاع عنه بين كل موظفي الوزارة والميدان فلن يُقره عاقل.

قررت أن احتفظ بالسؤال أو الطلب لنفسي من ذلك الموظف خوفا من الإحباط الذي يترتب على إجابته ، وقلت في نفسي سأبقى على أمل استبعاد هذا السجل اللعين من التقييم في السنوات القادمة... خاصة أن التراجع عنه غير مكلف بل ويوفر الجهد والوقت ولن يؤثر عل اقتصاد الوطن ، وذلك أفضل من طرح هذا السؤال والاستماع للدفاع المستميت عنه.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا