حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22744

الدروس المستفادة من التربية النبوية :غزوة بدر‏

الدروس المستفادة من التربية النبوية :غزوة بدر‏

الدروس المستفادة من التربية النبوية :غزوة بدر‏

29-07-2013 11:09 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.محمد حرب اللصاصمة
فإنه تعالى قال: إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًاوَيُكَفّرْعَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ ‏وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ [الأنفال:29].‏
‏ لئن كان رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن هداية للناس ‏وفرقانًا بين الحق والباطل، فإن رمضان هو الشهر الذي شهد يوم ‏الفرقان، يوم بدر بقوة مؤيّدة بنصر الله وهداه، رمضان شهر ‏البذل والتضحية والجدية والعمل المثمر، يوم بدر يوم الفرقان ‏كما سماه الله: إِن كُنتُمْ ءامَنْتُم بِٱللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ‏ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ [الأنفال:41]‏
موقعة بدر فضلاً وشرفًا للأسباب التالية:1:لأنها أول غزوة كان ‏لها أثرها في إظهار قوة الإسلام.2: لأنها رسمت الخط الفاصل ‏بين الحق والباطل 3: لأن المحرك لها هو الإيمان بالله وحده.‏
‏ في مثل هذه الأيام تمر علينا ذكرى تلك الحادثة العظيمة والواقعة ‏الخالدة ، إذ هي معين لا ينضب ومعروف لا ينقطع، وحسبنا في ‏هذا المقام أن نشير إلى بعض سماتها والدروس ‏
المستقاة منها، الوقفة 1: قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبي بكر: ‏لو رأيتني وأنا أُعرِض عنك في بدر حتى لا أقتلك، فقال أبو بكر: ‏أما إني لو رأيتك وقتئذ لقتلتك. ويقابل أبو عبيدة أباه في المعركة ‏ويقتله.‏
‏ ويمر مصعب بن عمير بعد نهاية المعركة ورجل من الأنصار ‏يأسِرُ أخاه، فيقول مصعب: شدَّ وثاقه فإن أمّه ذات مال، فيقول ‏أخوه: أهذه وصياتك بي؟! ويقول عمر لما استشارهم رسول ‏الله في شأن الأسرى: أرى أن تمكنني من فلان قريب لي، وتمكن ‏عليًّا وحمزة من أخويهما فنضرب أعناقهم.قال تعالى: لاَّ تَجِدُ قَوْمًا ‏يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ ‏كَانُواْ ءابَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوٰنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم [المجادلة:22].‏
الوقفة 2: سأل عوف بن الحارث رسول الله فقال: ما يضحك ‏الربّ من عبده؟ قال : ((غمسه يده في العدو حاسرًا))، فنزع ‏درعًا كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل. وقاتل ‏عُكاشَةُ بن محْصَن يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده، فأتى ‏رسول الله فأعطاه جِذْلاً من حطب، فقال: ((قاتل بهذه يا ‏عُكاشة))، فلما أخذه من رسول الله هزَّهُ فعاد سيفًا في يده طويل ‏القامة، فقاتل به حتى فتح الله على ‏
المسلمين، واستحقّ أن يكون عكاشة من الذين يدخلون الجنة بلا ‏حساب. ورُمي حارثة بن سُراقة بسهم وهو يشرب من الحوض، ‏فأصاب نحره فمات، فقال رسول الله : ((يا أم حارثة، إنها جنان ‏في جنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى)) .‏
أن رسول الله قال لأصحابه يوم بدر: ((قوموا إلى جنة عرضها ‏السماوات والأرض))، فقال عُميْر بن الحَمَام: يا رسول الله، أجنة ‏عرضها السماوات والأرض؟! قال: ((نعم))، قال: بخ بخ، فقال ‏رسول الله :((ما يحملك على قولك: بخ بخ؟)) قال: لا والله يا ‏رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها))، ‏فقاتل حتى قتل وهو يقول:‏
ركضًا إلى الله بغيـر زادِ إلا التُّقى وعَمَل المَعَاِد
والصبرُ في الله على الجهاد وكلُّ زادٍ عُرضَةُ النفادِ
غيرُ التُّقى والبرِّ والرشادِ
الوقفة3: قال سعد بن أبي وقاص: رأيت أخي عمير قبل أن ‏يَعْرِضَنا رسول الله يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟! قال: ‏إني أخاف أن يراني رسول الله فيسْتَصْغِرَني فيردني، وأنا أحب ‏الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة، قال: فعُرض على رسول ‏الله فاستصغره فرده، فبكى فأجازه، فقتل وهو ابن ست عشرة ‏سنة.وعن عبد الرحمن بن عوف قال: إني لواقف يوم بدر، ‏فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار ‏حديثة أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني ‏أحدهما فقال: يا عماه، أتعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما حاجتك ‏إليه؟! قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله ، والذي نفسي بيده لئن ‏رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت ‏لذلك، فغمزني الآخر فقال لي أيضا مثلها، فلم ألبث أن نظرت إلى ‏أبي جهل وهو يجول في الناس، فقلت: ألا تريان، هذا صاحبكم ‏الذي تسألاني عنه، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه.‏
إنها صور التربية الجادة لشباب الإسلام في الرعيل الأول، وهكذا ‏يجب أن يكون شبابنا، حماس للدين وغيرة على الحرمات ‏واهتمام بمعالي الأمور، فأين أنتم يا شباب الإسلام ـ من تلك ‏الطموحات؟! ماذا قدمتم لأمتكم؟! وماذا عساكم أن تفعلوا بشبابكم ‏وفراغكم؟! ما مدى صلتكم بتاريخ آبائكم وأجدادكم؟! أليس في ‏هذه المواقف الخالدة لكم قدوة وأسوة بدلاً من الركض وراء ‏الشهوات واتباع الملذات؟! ويا ليت شبابنا يعملون.الوقفة 4: ‏ويمثلها موقف الحُباب بن المُنْذِر، يا رسول الله، أرأيت هذا ‏المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو ‏الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: ((بل هو الرأي والحرب ‏والمكيدة))، فقال الحُباب: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، ‏فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم منزلة، ثم نعود ما ‏وراءه والآبار، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال : ((لقد ‏أشرت بالرأي)).أيها المسلمون، هذه لمحات خاطفة، وإنما ‏دروس بدر وعبرها لا تنتهي، دروس في الإيمان، ودروس في ‏الأسباب، وتوجيهات في الطاعة والتخطيط، وتربية في أدب ‏المكاسب والمغانم، في بدر تجلت صور الحب الحقيقي لله ‏ورسوله والاستجابة لله وللرسول، واتضحت حقيقة الإيمان بالله، ‏وبرزت صورة البطولة والتضحية.وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ ‏أَذِلَّةٌ [آل مران:123]، ولكي يعلموا أن النصر ليس بالعدد والعدة، ‏وإنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله التي لا تقف لها قوة ‏العباد. وإنه لجدير بالمسلمين أن يقفوا طويلاً أمام بدر وقيمها ‏الحاسمة التي تقررها. ‏






لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22744
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم