حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 53725

هل تصبح "العربيزي" أقوى من اللغة العربية

هل تصبح "العربيزي" أقوى من اللغة العربية

هل تصبح "العربيزي" أقوى من اللغة العربية

27-08-2012 12:27 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- معاذ ملكاوي- للوهلة الأولى تفاجأت عندما تكلمت مع شخص على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك بلغة "الشات" أو "العربيزي" كما يحلو للبعض أن يطلق عليها، التي لا اجيد استخدامها بالطبع، حيث ظننته في البداية شخصا اجنبيا لولا اسمه الذي يحمله ويدل على هويته “محمد”.
لغة "العربيزي"  التي أصبحت شائعة ومنتشرة، وكثر استخدامها بين الشباب والأطفال، حيث العديد من الرسائل النصية على الهواتف الخلوية والفيس بوك وتويتر تحتوي على كلمات لا يمكن للآباء والأمهات قراءتها أو فهم معناها،  حتى أصبحت اللغة العربية عند هؤلاء ركيكة وضعيفة إلى حد بعيد رغم أنهم نتاج آباء وأمهات عرب.
ومما لا شك فيه أن ثورة الاتصالات والتكنولوجيا دفعت بالعديد من أبناء المجتمع وخصوصا الشباب إلى استخدام اللغة الإنجليزية وبكثرة في كلامهم وحياتهم اليومية.
فعندما نستشير شابا بموضوع يوافق عليه بالقول، “OK” يستغرب الكبار، فلماذا لا تكون الاجابة بـ (موافق، على بركة الله، توكلنا على الله) بدلا من الكلمات الأجنبية , او إذا ابدى عدم الموافقة فإنه يقول "No way "التي بالطبع ليست أفضل من لغتنا العربية التي لا تضاهيها لغة على وجه الأرض,فهي لغة الضاد والقرآن الكريم.
عندها قررت ان اقوم باتصالات هاتفية مع بعض الاصدقاء للبحث والتمحيص في هذه اللغة التي يتم فيها استخدام الأرقام بين حروف الكلمة الواحدة حتى اتعرف عليها، وعرفت عندها ان كل رقم يكتب في هذه اللغة فإنه يحل بدلا لحرف من حروف اللغة العربية، وذلك رغبة منهم في ايجاد لغة مشفرة لا يفهما إلا قلة قليلة من الناس.
ومثال على ذلك.. فإنه يتم كتابة رقم “2″ بدلا من الهمزة، و”3″ بدلا من العين، و”5″ بدلا من الخاء، و”6″ بدلا من الطاء، و”7″ بدلا من الحاء، و”8″ بدلا من القاف، و”9″ بدلا من الصاد.
إن دل هذا الشئ فإنما يدل على اجتياح بل تغلغل الثقافة الغربية في عقول شبابنا وأطفالنا لدرجة التقليد الأعمى حتى لو كان له أكبر الأثر السلبي على تاريخنا وأدبنا العربي, ومع هذا ستبقى معاناتي مع هذه اللغة "العربيزي" او لغة الشات سموها ما شئتم.
من جهتهم أجاب العديد من الشباب في اتصال هاتفي مع ”سرايا” عن استخدامهم للغة “الشات” أو “العربيزي”، قائلين بأنها أصبحت لغة العصر ومن لا يستخدمها فهو جاهل وغير مواكب لثورة الاتصالات والتكنولوجيا التي كل يوم تظهر على الساحة بشيء جديد وفق قولهم.
بدوره أوضح عيسى محاسنة مصمم مواقع الكترونية معلقا على هذا الموضوع: “لقد تعودت على استخدام هذه اللغة فهي مختصرة وتعبيرية أكثر من اللغة العربية التي وصفها بـ "الجمود" على حد تعبيره.
فاللغة الانجليزية "والحديث له" تدخل عليها كل فترة من الزمن العديد من الكلمات العامية التي يتعارف عليها الشباب وتنتشر بينهم وتدرج في القواميس المعروفة عالميا، فقاموسoxford” ” أدخل إليه العديد من الكلمات العامية للاختصار وأصبحت مثلها مثل أي مصطلح أصلي.
يستدل عيسى بذلك على الاختصار الذي طرأ على الحرفين  بالانجليزية  “t.c”، فهي اختصار لكلمتين معناهما: اعتن بنفسك، فبدلا من كتابة كلمتين اختصر على نفسي واكتب حرفين يوصلان المعنى للمرسل إليه، وبذلك اختصر الوقت والجهد” يقول عيسى.
 أما معلمة اللغة العربية سكينة عبيدات تقول: “أغضب كثيرا من بعض التلاميذ عندما يتحدثون الي بهذه اللغة .
سكينة ترجع السبب في تداول هذه "اللغة"  لـ”الفضائيات والانترنت والفيسبوك”، لافتة إلى أن الطلاب تعلقوا بها كثيرا، منوهة إلى أنه لا يمر يوم إلا ونسمع من الطلبة عن والتعليقات التي يكتبونها لبعضهم البعضعلى “الفيسبوك”، والتي غالبا ما تكون بلغة “الشات” أو "العربيزي"ز
من جهته يرى الطالب الجامعي احمد مهنا أن هذه  الظاهرة“ مسألة لا يصعب حلها فأغلب الجامعات الرسمية تدرس التخصصات باللغة الإنجليزية وبذلك تختلط اللغتان ويجبر المتكلم أو الطالب على استخدامها، عوضا عن الطلاب الذين يدرسون في الدول الأجنبية ويجلبون معهم هذه اللغة الدخيلة على حد وصفه.
وأضاف، أن أغلب الشركات والمؤسسات الخاصة تشترط في التقدم للوظيفة المعرفة التامة باللغة الإنجليزية والانترنت التي يتوجب فيها استخدام الاختصارت ولغة الشات التي تسهل العمل”.
إلى ذلك بين الخبير في علم الاجتماع عمر مضر " ان هذه اللغة جاءت نتيجة الغزو الثقافي والاجتماعي الغربي للشعوب العربية، مشيرا في ذلك إلى محاولات التغريب والابعاد التي مارسها الغرب على الشعوب لإبعادهم عن لغتهم في عملية أطلق عليها اسم "الاحلال الثقافي" .
واعتبرمضر في معرض حديثه أن هذه "اللغة" ليست غزوا أو تناقح ثقافات بين الشعوب بل هي غزوا ثقافيا خطيرا، داعيا الجيل الناشئ إلى أن يعي ذلك، مطالبا إياه بالعودة الى مؤلفات العلماء العرب كابن رشد والغزالي الفارابي ابن سينا.
وفي النهاية لا يمكن التغاضي عن دور الأهل والأسرة والمدرسة، لفإنه يقع على عاتقهم دعوة الأبناء إلى الحرص على لغتنا العربية الأم، وتوجيهم للإعتماد عليها في أعمالهم اليومية خاصة خلال مخاطبتهم للآخرين لتكون أساس التواصل في علاقاتهم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 53725
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-08-2012 12:27 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم