سرايا - عصام مبيضين - انشغلت عشرات الصالونات السياسية ودوادين  العشائر والروابط العمانية وفي بعض المحافظات والقرى والبادية والمخيمات خلال عطلة عيد الفطر  بقراءة وتحليل جملة من القضايا المحلية الساخنة. 
 
وانهمك رؤساء وزارات ووزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون  ومسؤولون متقاعدون في تناول الحلوى" المعمول " والقهوة السادة " وتلقي قبلات التهنئة بالعيد بحرارة، واجراء لقاءات عصف سياسي، فهم على اختلاف تجاربهم ومشاربهم وتوجهاتهم، يمثلون توجهات مختلفة .
وحفلت جلسات النمية في اللقاءات  في تراشق الاتهامات في حضورعشرات الوزراء والمسؤولين السابقين الذين يعاني بعضهم من طول غياب عن الواجهة ولسنوات، بينما يعاني بعضهم الآخر من "عطالة" سياسية طويلة أيضاً. ويسعى للعودة الى الواجهة 
 
وبينما تتحدث شخصيات من العيار الثقيل " ان ثرثرات صالونات في عيدالفطر تراوحت حول مستقبل حكومة الطراونة ، واجراء الانتخابات او التاجيل  وحادثة  الطرة الحدودي وسقوط الصواريخ السورية ،والاوضاع الاقتصادية وملفات الفساد وضعف الاقبال على الانتخابات.
 
واختلفت الزوايا في تقيم الامور والانعكاسات المحتملة حيث ان لكل فريق من هؤلاء مقاربات سياسية مختلفة عن الآخر، وتتخندق وفق مشارب فكرية محصورة وفق المعطيات والوقائع  التى يملكها
وبينما حرص  روساء وزراء  على تبني مواقف نقدية تجاه السياسات القائمة حاليا، لحكومة الطراونة وتناول ملفات ترسم   مستقبل المشهد السياسي
وتوقع أغلب الوزراء السابقين نهاية قريبة لحكومة  الطراونه  مؤكدين أن أيامها أصبحت معدودة، وهي في طريقها لمغادرة المسرح، وأنها تعيش حاليا أسوأ مراحلها واستعرض رواد الصالونات جملة أسماء لتشكيل الحكومة من بينهم جنرلات سابقين واستبعدوا فرض الاحكاتم العرفية الا في حال وصول الامور طريق اللاعودة محليا واقليميا
 
وتفاوتت الاراء حيال ذلك  حيث اكدت ثرثرات الصالونات  ان الانتخابات النيابية محكومة في اخر ربع ساعة الاخيرة  في التاجيل على الارجح ، وفق ايقاع  وقع الاحداث الساخنة في المنطقة من مصر وسوريا لبنان والعراق وايران ، ناهيك ان الارقام التى تصدر عن الهيئة المستقلة للانتخابات لاتشجع حتى الان .
والراى الاخر يقول  ان المطلوب انتخابات  نزيهة  تعيد الثقة الى مجلس العبدلي و تساهم  في تغير بوصلة  الحراك  والمسيرات  في الشارع ، والذي ربما يشهد خفوت وياخذ اشكال مناطقية ومطلبية  وطرح حاضرون في صالونات  اخرى  أيضاً موضوع حل مجلس النواب، وتأجيل الانتخابات البرلمانية ، إلا أن هذا الطرح لم يحظ بتأييد قوي، وقد ربط البعض بين حل المجلس وإجراء  تصفير  المشاكل في الاقليم    وهدوء على الجبهات  وتقديم تنازلات  الى اكبر كتلة سسياسية موثرة الاخوان المسلمين عبر  تغير قانون الصوت الواحد  لتاكيد  خطوات الاصلاح وعلى العموم تظل ورقة  حل مجلس النواب  في الجيب في انتظار الظروف المناسبة لاشهارها  .
 نواب في الجلسات   في ايام عيد الفطر يعتقدوا أن مجلس النواب الحالي اضطلع بدور سياسي هام في هذه المرحلة الحساسة من خلال إقرار العديد من التشريعات وممارسة دوره الرقابي، ولكنه يقر في الوقت نفسه أن منح الثقةحكومة الرفاعي بأغلبية 111 صوتاً أعطت انطباعا سلبيا شعبيا  عن المجلس،
 وقالوا أن معظم النواب يفضلون الاحتفاظ بعلاقة إيجابية مع الحكومات حتى يتسنى لهم إنجاز مصالح ناخبيهم سواء فيما يتعلق بالخدمات والمعالجات والتعيينات والمساعدات وتسوية الظالم التي تقع عليهم، فالنائب يحتكم إلى معادلة صعبة تتراوح بين وجوب أن يكون نائبا للوطن وبنفس الوقت خدمة منطقته الانتخابية وذلك أنعكس على التصويت في الثقة بالحكومة.
محور  اخر في جلسات النميمة  هوان  الأغلبية في جلسات الصالونات السياسية انتقدت الاوضاع الاقتصادية والتدهور الحاصل في مستوى معيشة الناس، وتراجع مكانة الدولة وهيبتها، واسباب غياب ملفات الفساد الكبرى .
 
وحملوا  المشاغبين  الفريق الاقتصادي مسؤولية إيجاد ثقب في سفينة الحكومة، نظرا لتعدد مشاربهم وأفكارهم حيث عمقت الانقسامات الشرخ الاقتصادي حتى بلغت المديونية 13 مليار دنيار والعجز في الموازنة حوالي مليارين دينار، إضافة إلى انفلات الأسعار بصورة غير مسبوقة.
وكان  الموضوع الاسخن  في الجلسات  الملف السوري فالنخبة في عمان منقسمون في رأيهم  حيث عبر بعضهم  عن ارائهم بالتريث  ودراسة الخطوات بدقة،   حيث ان  الغزو  الامريكي الى العراق ماثل امامنا والخاسر الاكبر هو الاردن ،  وحذروا ان تكون السياسية الاردنية شك مفتوح  للخارج ، دون حفظ خط الرجعة مع الجار الاقرب  خاصة ان هناك بطء غير مبرر في تدفق المساعدات الخليجية في موازنة  مهلهلةفي انتظار اندفعات ومغامرات  بلاحساب نفس المتحدثين قالوا  ان التكهنات حول مستقبل  الملف السوري  صعبة وعلينا الاستعداد لكل الاحتمالات  خاصة وان ملف اللاجئين السوريين  يضغط على البنية التحتية ومستقبلا له مكلف في ايجاد اماكن في المدارس والوظائف والسكن
 اقطاب اخرون يؤكدون  انة  لا بد من الحسم في الملف السوري والركوب في السفينة الناجية بحسبهم  والاندفاع  مع المصالح الحيوية للأردن والتي تتعزز عندما تنضم عمان وبقوة للنادي  الخليجي التركي الامريكي
 
 
وفي النهاية، أضحت قواعد اللعبة في الصالونات السياسية هي التي تضبط إيقاع تبدل الحكومات ونشر الإشاعات حولها، وتظل إشاعاتها بالونات تحمل إشارات سياسية يستفيد منها بعض أعضاء نادي الوزراء السابقين الذي يضم أكثر من أربعمائة وزير سابق منهم من يحلم بالعودة، وآخرون يهدفون للمشاغبة والاستفادة من النميمة في علك الأخبار التي تحمل الصح بنسبة خطأ أو خطأ بنسبة صح.