سرايا - سرايا - جابـر الغـول - مع إندلاع ثورات "الربيع العربي" ولدت ظواهر وممارسات غريبة جداً كانت بعيدة كل البعد عن الحرية والديمقراطية التي نادت بها تلك الثورات العظيمة، إحدى هذه الظواهر هي "قوائم العار" أو القائمة السوداء لأعداء الثورة" التي نشرت على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وكانت في البداية نتيجة طبيعية لتواطؤ المثقفين مع السلطة.
 
 لكن هذه الصفحات أو القوائم فيما بعد، وحين حلت الثورة رحالها بسوريا تجاوزت حدود الاختلاف بالرأي، وانتقلت من توثيق أسماء الذين ساندوا النظام السوري من فنانين ومثقفين، إلى التشهير بكل من لا يؤيد الثورة حتى لو كان معادياً للأسد ونظام البعث، وانتقلت من سوريا إلى الأردن، لتشهر بكل مواطن أردني لا يؤيد الثورة، وشملت حملات التشهير هذه مثقفين ونواب وناشطين وصحفيين ومواطنين عاديين.
 
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور موفق محادين قال لـ"سرايا" إن أصحاب هذه الصفحات يحملون فكراً "قروسطياً" يجعلهم قريبين من جورج بوش وتنظيم القاعدة، فهم يرون أن من ليس معنا فهو بالضرورة ضدنا، فمن ليس مع الثورة هو ضد الشعب السوري بالضرورة، ومع القتل والتنكيل به، متسائلاً: من أعطى لهؤلاء الحق للتحدث باسم الشعب السوري، وللمتاجرة بمعاناته ؟! - على حد قوله - .
 
وأشار محادين إلى أن هذه الصفحات ظاهرة، يجب تناولها ضمن قضية أكثر تعقيداً، لا علاقة لها بالنظام السوري، أو المعارضة، حيث أن كل المتورطين بالملف السوري في الأردن، يعملون وفق أجندة "معادية" تتصل بخلق مناخات فوضى بالأردن، تساهم بتصفية القضية الفلسطينية على الطريقة الإسرائيلية.
 
 ولفت  إلى تورط كل من جماعات "الإسلام الأمريكي" بأنساقه الناعمة والخشنة، إلى جانب جماعات التمويل الأجنبي وأدعياء الليبرالية، الذين عقد قرانهم مؤخراً برعاية "أمريكية أطلسية"، مشيراً إلى أن هذه الصفحات يغلب عليها الطابع الطائفي الذي يهاجم طوائف إسلامية ويكفرها ويدعو لقتلها مستنداً بذلك إلى بعض الفتاوى المشبوهة.
 
ونبه محادين إلى ضرورة قراءة الأزمة السورية بمنطق جدلي، حيث أن جزءاً كبيراً مما يجري في سوريا مغطى بضبابٍ كثيف، وحديث الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" عن طرف ثالث في الأزمة السورية، يعزز هذه القراءة، مؤكداً على أنه يقف مع الشعب السوري ومع كل الشعوب العربية ضد احتكار السلطة.
 
من جهته ربط الكاتب والقاص الأردني سعود قبيلات بين هذه الصفحات وبين التدخلات الكثيرة والمتزايدة من بعض اللاجئين السوريين في الحياة السياسية الأردنية، حيث قاموا مؤخراً بمنع ندوات في مجمع النقابات بإربد، تحت ذريعة مناصرة هذه الندوات للنظام السوري، كما تم الاعتداء على مثقفين أردنيين ووصفهم بالشبيحة.
 
وتحدث قبيلات عن حملة تشهير تعرض لها هو شخصياً، حيث تم وصفه بالموالي للنظام السوري، على الرغم من أنه غير مؤيد للنظام، ولم يشارك بأي فعالية في سوريا، حتى في أيام إزدها رالنظام، كان هناك مهرجان سنوي للقصة القصيرة، لم يكن يدعى إليه، باعتباره غير مرحب به من النظام.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا