حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33627

الطهراوي يرد على بيان شركة البترول الوطنيه حول اتفاقية بريتش بتروليوم

الطهراوي يرد على بيان شركة البترول الوطنيه حول اتفاقية بريتش بتروليوم

الطهراوي يرد على بيان شركة البترول الوطنيه حول اتفاقية بريتش بتروليوم

04-06-2012 12:56 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- إنّه لمن نافل القول ان اتفاقية الامتياز التي صادق عليها مجلس النواب الاسبوع الماضي والمعروضة حاليا على مجلس الاعيان تهم كل الاردنيين لانها ستؤثر عليهم وعلى ابنائهم ووطنهم للاعوام السته والثلاثون القادمه, حيث أنها لو مررت كما هي, لا سمح الله, تجعل شركة بريتش بتروليوم الانجليزيه تحكم السيطره بقانون اردني نافذ على هذا الحقل وعوائده الماليه.
ومن هنا جائت محاولاتي المتكرره وبدعم ومسانده قويه من النائب صلاح المحارمه الذي اقتنع بقضيتي كقضية وطن ودافع عنها دفاع الابطال, أقول جائت محاولاتي لاقناع الحكومه والشركه بالعمل على استغلال مادة في الاتفاقيه تجعل الالتزامات الموجوده فيها غير نافذه إذا لم تاخذ مراحلها الدستوريه وبالتالي يمكن الضغط على بريتش بتروليوم لتعديل بنود هذه الاتفاقيه بحيث تصبح عادله ومجزيه للطرفين, ولا تضع شركة بريتش بتروليوم وحيدة في مقعد القياده لتنفيذ الاستثمار والتطوير لهذا الحقل المهم للاردن.
من حيث البرامج والتكاليف والانتاج والبيع. لكن محاولاتي تلك لم تنجح لاقناع مجلس الاداره بالعمل على ذلك , بل ان محاولتي هذه كانت السبب الرئيس لخسارة شخصية لي ووقوف مجلس الاداره ضدّي رغبة منهم بعدم المساس بهذه الاتفاقيه.
لذا كان لا بد من الخروج بهذا النقاش للعلن عن طريق الاعلام والذي ساهم بتوضيح الكثير وجلب انتباه الشارع الاردني لهذه الاتفاقيه. ولأنني لا ادعي انني املك كل الحقيقه ولكني بحكم خبرتي ومعرفتي وتجاربي السابقه في دول الاقليم والعالم وجدت هذه الاتفاقيه مخالفه لابسط قواعد اتفاقيات المشاركة في الانتاج المعمول بها عالميا.
شاركت مع نائبين في مناقشة هذه الاتفاقيه في حلقة تلفزيونيه مع الدكتوره رولى الحروب فكانت ردود الفعل الرسميه والشعبيه ومؤسسات المجتمع المدني قوية, مما اضطر الشركه لطلب حلقة نقاش اخرى بوجود مدير عام الشركه والدكتور ماهر حجازين والذي كان له دور في صياغتها, وتغيب رئيس مجلس ادارة الشركه رغم أنه لعب دورا كبيرا في محاولة تهدئتي وتأجيل الحلقه التلفزيونيه في مؤامرة غير شريفه ومكشوفه حتى عرضت الاتفاقيه بشكل غير متوقع وبسرعة هائله وحصلت على موافقة مجلس النواب.
ولكي نفهم سبب مقاومتي لهذه الاتفاقيه لا بد ان ندرك ان الحكومه الاردنيه أسست شركة البترول الوطنيه في عام 1996 ومنحتها امتيازا حصريا لتطوير حقل الريشه والذي بدأ الانتاج منه في عام 1985 بواسطة سلطة المصادر الطبيعيه لتقوم الشركه باستغلال الموارد المتأتيه من حصتها في بيع الغاز لتطوير الحقل وتأجير المعدات والحفارات على اسس تجاريه فتحصل بذلك ودون دعم حكومي على التمويل اللازم لزيادة الانتاج من هذا الحقل والاستكشاف في حقول اخرى داخل الاردن وخارجه.
إلا ان الشركه وبعد سبعة اعوام على تأسيسها لم تصل الى اية نتائج تذكر في أي من ألاهداف المذكورة اعلاه فقامت بالحصول من الحكومه على تعديل لاتفاقية الامتياز يمنحها الحق بالبحث عن شريك استراتيجي تتنازل له عن جزء من حصًتها في الامتياز مقابل استثمار امكانياته الفنيه والماليه لمساعدتها في تطوير الحقل وزيادة انتاجه. وبعد ثمان سنوات من ذلك التعديل جائتنا اتفاقية بريتش بتروليوم لتبشرنا بالشريك الاستراتيجي الذي سيقوم بالدور المطلوب.
ولكنني عندما قرأت الاتفاقية اصبت بالصدمه من هول التنازلات التي تم تقديمها لهذا الشريك والتي لا يمكن بأيًة حال من الاحوال ان نعتبرها شراكة استراتيجيه. وحتى لا يعاد اتهامي بالتحييز فإنني سأشرح هنا اهم عشرة اسباب لرفضي لهذه الاتفاقيه:
أولا: ستصبح بريتش بتروليوم بموجب هذه الاتفاقيه المشغل الحصري للحقل وتخرج شركة البترول الوطنية نهائيا من جميع العمليات مما يشكل خرقا واضحا للتصريح الحكومي الاساسي بالشراكه الاستراتيجيه. فهنا لا توجد شراكه بل استحواذ وسيطره. تنص الفقره الثالثه من الماده الثالثه من اتفاقية تشغيل الامتياز على ما يلي:
 " على الاطراف في حينه خلال فترة الاستكشاف والتقييم ولكن قبل ثلاثين يوما(30) من تاريخ سريان فترة التطوير والانتاج الاتفاق على خًطة وإجراءات تصل في ذروتها الى تحويل جميع عمليات شركة البترول الوطنيه من شركة البترول الوطنيه الى بريتش بتروليوم( خطًة التحويل) في اول يوم في فترة التطوير والانتاج" انتهى الاقتباس
كما تنص الفقره السادسه من نفس الماده السابقه على:
 " في حال استمرار شركة البترول الوطنيه بالعمل بعد تاريخ سريان فترة التطوير والانتاج فعلى شركة البترول الوطنيه وبريتش بتروليوم الاتفاق لتعويض شركة البترول الوطنيه بشكل مناسب مقابل هذه العمليات الى ان يحين الوقت لتقوم بريتش بتروليوم بالعمل كمشًغل حصري لمنطقة الامتياز"   انتهى الاقتباس
 يجب ان نلاحظ هنا ان شركة البترول الوطنيه لو بقيت يوما واحدا في الحقل بعد بدء فترة التطوير والانتاج ستبقى بصفة شركة خدمات تأخذ اجر خدمتها من المالك بريتش بتروليوم!!!!!!
ثانيا: تنازلت شركة البترول الوطنيه عن مئه بالمئه(100%) من الامتياز الممنوح لها لصالح بريتش بتروليوم ولم تأخذ أي مبلغ مقابل حقوق الامتياز والموجودات الثابته والابار التي تنازلت عنها لصالح بريتش بتروليوم, علما ان التقديرات المتواضعه لقيمة هذا الامتياز وموجوداته حسب اسس الحسابات العالميه لمناطق الامتياز تتجاوز مبلغ الاربعمائة مليون دولار امريكي على اقل تقدير. وتنص اتفاقية حوالة حصًة امتياز الريشه على ما يلي:
 " تحيل شركة البترول الوطنيه بهذا الى بريتش بتروليوم(50%) من حصًتها أثناء فترة الاستكشاف والتقييم و (100%) من الحصًه اثناء فترة التطوير والانتاج( كما تعرف في اتفاقية حوالة الحصًه) في الحصًه والحقوق والامتيازات والواجبات والالتزامات الخاصًه بشركة البترول"    انتهى الاقتباس
ثالثا: اعطت الاتفاقيه شركة بريتش بتروليوم السيطره على 100% من الغاز المنتج, حيث تسيطر على كل الغاز المنتج وتبيعه هي بالاسعار العالميه وتعطي الحكومه والشركه حصصهم من الاموال. وهذا يفقد الدوله الاردنيه من سيادتها على ثرواتها الطبيعيه ويمنعها من التدخل في عمليات البيع والاسعار حتى لو تم البيع لدولة معاديه.
 ينص البند الخامس, الفقره الثالثه ( د ) على ما يلي:
 " مع مراعاة حقوق الحكومه في عوائد بيع الغاز الطبيعي والنفط الخام بموجب هذه الفقره 3 (د ), يتمل صاحب الامتياز ويحق له أن يأخذ ويتصرف بحرَيه في مائه بالمئه ( 100% ) من اجمالي كمية البترول المنتج والمحتفض به في منطقة الامتياز في سنة تقويمية وغير المستخدمه في العمليات البتروليه المتبقيه بعد خصم كمًية بترول كلف التطوير والانتاج لتلك السنه التقويميه"   انتهى الاقتباس.
رابعا: كان لدى الوزير صلاحية سحب الامتياز من شركة البترول الوطنيه إذا قصًرت في تأدية التزاماتها, إلا ان هذه الاتفاقية الغت صلاحيات الوزير وحوًلت القرار الى لجنة التحكيم التي تعقد في لندن حسب قواعد منظمة التجاره العالميه وهذ يفقد مجلس الوزراء جزء من ولايته العامه وبالتالي يعد خرقا واضحا للدستور الاردني.
 تقول الفقره (ج ) من البند التاسع من اتفاقية تعديل الامتياز:
 " تخضع أي ممارسه من قبل الوزير للصلاحيات الممنوحه اليه بموجب الماده 11 الى المادتين 13 و 15 ولا يخل بذلك بحقوق صاحب الامتياز في احالة اي نزاع للحل بواسطة التحكيم او أي قرار يصدره المحكمون بمقتضى الماده 15"
خامسا: في الوقت الذي نتفق فيه مع حق بريتش بتروليوم باسترداد تكاليفها من الانتاج, إلا ان هذه الاتفاقيه جعلت السيطره الكامله للصرف بيد بريتش بتروليوم وحددت مبلغا سنويا ثابتا تقتطعه الشركه من الدخل يساوي ( 70%) من قيمة الغاز المنتج, حيث نصًت الماده الثالثه الفقره (أ) من البند الخامس من اتفاقية تعديل الامتياز على ما يلي:
 " يتملك صاحب الامتياز ويحق له أن يأخذ ويتصرف بحرًيه في كمًة من البترول في كل سنه تقويميه تعادل سبعين بالمئه(70%) من اجمالي كمية بترول التطوير والانتاج..... لغرض استرداد جميع الكلف والنفقات المتكبده فيما يتعلق بالعمليات البتروليه ذات الصله"     انتهى الاقتباس
 وهنا لا بد من توضيح الشرح المضلل الذي قدًمه الكتور ماهر حجازين في الحلقه التلفزيونيه وكذلك مدير عام الشركه بان التكاليف ستتكبدها شركة بريتش بتروليوم في السنوات السبع الاولى للمشروع ثم تتوقف التكاليف وكأن المشروع سينتج بنفسه ويديم إنتاجه بدون حفر ابار جديده او صيانه للابار القائمه. وكنًا نود ان نرى بدل كلمة " تعادل 70%" الوارده في الفقرة اعلاه كلمة " لا تتجاوز ال 70%" .
 ودأبت دول العالم كافة على اعتماد صيغه للاتفاقيات المماثله تؤسس بموجبها شركه مشتركه جديده من تحالف الشريك الاستراتيجي والشريك المحلي, وهنا تكون شركة البترول الوطنيه تتكون من اداره مشتركه بين الطرفين ليتم السيطره على المصاريف والعمليات ولتبقي الدوله المضيفه سيادتها وسيطرتها على الحقل, ومثالا على ذلك شركة الفرات للنفط في سوريا التي تملكها شركة البترول السوريه وشركة شل العالميه مشتركه بحسب حصصها في الامتياز, ولكن مفاوضونا غفلوا او تجاوزواعن حق الوطن وسلموا رقبتهم لشركة بريتش بتروليوم وثم جائوا يتغنون بأنظمة بريتش بتروليوم للرقابه الماليه. وهنا اسمحوا لي ان اسألكم, هل وافقتم يا ساده على استئجار حفاره بمبلغ إثنان وأربعون الف دولار يوميا علما ان السعر المنطقي في المنطقه بحدود العشرين الفا؟.
سادسا: جائت هذه الاتفاقيه لتطلق رصاصة الرحمه على رأس شركة البترول الوطنيه وتشرد موظفيها الذين سيغادرون الحقل مجرد ان تستلمه بريتش بتروليوم ويتركون فيه احلامهم وذكرياتهم ولقمة عيش ابنائهم. فقد سلمت الشركه كنزها التي تعتاش منه وكانت تملكه بحكم القانون وخرجت بعوائد لا تزيد عن 2% من ال 30% المتبقيه من الانتاج بعد خصم ال70% تكاليف انتاج. وهذا المبلغ لن يكفي لتدفع اتعاب ومياومات وسفريات مجلس ادارتها ورواتب سكرتيراتهم.
وينبري السيد مدير عام الشركه ليتباهى بأنه يملك 10 ملايين دينار دون ان يتنبه انه قبل ذلك بدقائق كان قد قال ان عمليات المسح الزلزالي تكلف اربعين مليونا فكيف بالله ومن اين ستحصل على تمويل مشروع الاستكشاف في حقل الصفاوي التي تعد الاردنيين بنجاح فيه يشابه نجاحكم قي بيع الريشه؟
سابعا: أعفت الاتفاقيه شركة بريتش بتروليوم من دفع أيًة رسوم او ضرائب للدوله عدا ضريبة دخل ثابته مقدارها 15% وعندما يأتي من يدافع عن ذلك لا يتورع ان يعزي ذلك لعدم الاستقرار الضريبي في الاردن ولعدم الثقه بالقوانين والانظمه الاردنيه. ينص البند السادس في الفقره (و) على ما يلي:
 " يخضع صاحب الامتياز لضريبة الدخل......بنسبه ثابته مقدارها خمسة عشر بالمئه 15%"
 وتنص الفقره (ز) على ما يلي:
 "مع مراعاة الفقره (و) اعلاه, يكون صاحب الامتياز(بما في ذلك شركاته الشقيقه) معفيا طوال مدة الامتياز من دفع أيًة وكل الضرائب والآتاوات او الرسوم او المفروضات الاخرى( بما في ذلك ودون حصر ضرائي الايجارات وضرائب المبيعات وضرائب القيمه الصافيه والضرائب المقتطعه (بما في ذلك متطلبات رفع التقارير) وضرائب التشغيل وضرائب الممتلكات......الخ." انتهى الاقتباس.
ثامنا: رهنت الاتفاقيه حفارات شركة البترول الوطنيه لشركة بريتش بتروليوم لتستخدمها متى شائت ودون مقابل. بنص الماده الثامنه, الفقره الاولى من اتفاقية تشغيل امتياز الريشه كما يلي:
 " إلى حين بدء فترة التطوير والانتاج تلتزم شركة البترول الوطنيه وخلال عشرة أيام عمل من تاريخ طلب بريتش بتروليوم بأن توفر الى بريتش بتروليوم حفارت شركة البترول الوطنيه بدون مقابل"
تاسعا: صلاحية تحديد اسعار بيع الغاز والموافقه عليها بيد بريتش بتروليوم, حيث ستبيع الغاز للاردن بالاسعار العالميه وهذا بحد ذاته نصا ومضمونا يمثل تعديا على السياده, فكيف اشتري غازا من وطني بسعر الغاز العالمي المستورد. حيث نصًت الفقره (د) من البند (14) من اتفاقية تعديل الامتياز على ما يلي:
 " يكون لصاحب الامتياز الحق في بناء وتشغيل خطوط انابيب او أيًة بنيه تحتيه فيما يتعلًق بنقل وبيع البترول وأن يبيع البترول إلى أي مشترين في الاردن (.......) أو خارج الاردن وذلك وفقا لاسس التجاره الحرًه وأسعار السوق العالمي والمنافسه العادله"
عاشرا: إن الصيغه العربيه للاتفاقيه والتي اقرًها مجلس النواب ليست الصيغه الرسميه المعتمده, بل ان النسخه الانجليزيه هي الملزمه  للحكومه الاردنيه ولبريتش بتروليوم وقد تحتوي على اختلاف في الترجمه كما بدى واضحا من حديث الدكتور ماهر حجازين.
 تنص الماده 19 من اتفاقية تعديل الامتياز على ما يلي:
 " تم تحرير هذه الاتفاقيه باللغة الانجليزيه مع ترجمه الى اللغه العربيه وبناء على ذلك فإن النسخه الانجليزيه تسود في حالة غموض المعنى او أي تضارب او تعارض بين النسخه الانجليزيه والعربيه"
 
في الختام اسمحو لي ان احيل اليكم القرار إذا كنت بهذا قد تجنيت على شركة البترول الوطنيه واتفاقيتها مع بريتش بتروليوم, واما ما حصل معي فليس هنا مكانه. وثم ماذا سيقولون عن موقف الدكتوره الحروب وتسائلاتها المنطقيه حول بنود الاتفاقيه. انه من غير المنطقي ان نستمر في المكابره بالتصميم على الخطاء في موضوع وطني كهذا, ولكني اود ان اقول لهم وبلسان كل الاردنيين من كل ارجاء الوطن الذين هاتفوني والذين كتبوا ودعموا موقفي "احذروا فزيتون برما ليس داشرا كما يضن البعض"!!!!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 33627
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-06-2012 12:56 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم