حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 307566

باسم عوض الله وسر الإرتقاء الغامض الى قمرة القيادة .. الحلقة الاولى

باسم عوض الله وسر الإرتقاء الغامض الى قمرة القيادة .. الحلقة الاولى

باسم عوض الله وسر الإرتقاء الغامض الى قمرة القيادة  ..  الحلقة الاولى

19-03-2012 01:21 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- تعتبر مهمة إقتفاء أثر أي سياسي حول العالم مهمة شاقة، إلا أن الإحاطة بتاريخ شخصية سياسية غامضة ومعقدة الأبعاد مثل شخصية باسم عوض الله السياسي الأردني المثير للجدل، والإشكالي مهمة تبدو أكثر صعوبة وتعقيدا، نظرا لغرابة الشخصية نفسها.
 إلا أن التأمل في هذه الشخصية، وتاريخها السياسي القصير، الى جانب حجم المعارك التي خاضها، وتلك التي أدارها عن بعد، توحي أن الرجل يمتلك مصدات غامضة، ووسائل تهيء له الإنتقال الآمن من قمرة قيادة الى أخرى، وهو ما يضفي أجواء إضافية من الغموض على سيرة الرجل، لذلك كان لابد من إلقاء الضوء على تاريخ موجز لوالده قبل الولوج الى شخصية الإبن، وسبر أغوارها.
 يعتبر باسم إبراهيم ناصر عوض الله ذكيا بالفطرة، وصاحب قدرة مدهشة على الإلمام بخيوط قضية ما، وفي حين حصن باسم صفاته الفطرية بالعلوم والمعرفة في أرقى جامعات الغرب، كان بذلك يعاكس شخصية والده الذكي أيضا، لكن على قاعدة البركة فوالده غير متعلم، وأقرب للجهل، ولذلك سمي والد باسم بإبراهيم البهلوان، نظرا لقدرته على الإقناع والخروج من الأزمات، وممارسة الإحتيال.
إذ ليس في قرية سلوان المقدسية التي يتحدر منها باسم عوض الله أي أصل لعائلة تسمى البهلوان، وأن التسمية ليست أكثر من لقب ناله والد باسم، الذي قرر في بداية الستينات هجرة فلسطين نهائيا، والتوجه الى الولايات المتحدة الأميركية طلبا للزرق، لكن على الطريقة البهلوانية، إذ لا يمتلك والد عوض الله أي حرفة لإمتهانها في أميركا، لذلك عمل تاجر شنطة يبيع كل شيء على الأرصفة، ثم يعيد "تصميد" الدولارات القليلة التي كان يكسبها لتطوير محتويات شنطته، وإنتقاء أرصفة أكثر حظا ليقيم فوقها.
 بعد أشهر قليلة كان إبراهيم البهلوان قد تجاذب أطراف الحديث مع سيدة أميركية جذبها طريقة تعامله مع الزبائن الراغبات في الشراء منه، وكانت هذه السيدة هي "طاقة الرزق" بالنسبة للمهاجر الفلسطيني الذي لم يكن يتقن أكثر من إقناع الناس أنه يعرف كل شيء ويتقن كل شيء، فحينما بادرته السيدة الأميركية إن كان يعرف تشغيل 4 سيارات تاكسي كان زوجها المتوفى حديثا قد تركها لها، أجاب والد باسم بلا تردد عبارته التي نقلته من قدر الى قدر قائلا: هذه مهنتي المفضلة، لقد أمضيت عمرا في هذه المهنة في بلدي قبل أن آتي هنا.
 كان إبراهيم البهلوان في الواقع لا يعرف كيف ينتقل من شارع الى شارع آخر سوى مشيا على الأقدام، لكنه قرر المغامرة، قبل أن يبتسم له القدر إذ سرعان ما أبلغه أحد الشباب الذين تفاهم معهم لقيادة سيارات التاكسي، أن شخصا إيرانيا يريد أن يحجز هذه السيارات للعمل عنده لمدة أسبوع، وأنه مستعد لدفع أي مبلغ مطلوب.
 فسرعان ما تواصل البهلوان مع الرجل الإيراني، الذي أكد للبهلوان أنه أعجب بأمانة سائقيه، وأنه يريدهم ومعهم سيارات التاكسي لمساعدته على توفير المواصلات لبعض ضيوف سيحضرون إحتفالية خاصة في أميركا، إذ سرعان ما تكررت "ديلات" الرجل الإيراني الغامض، الأمر الذي أثار إنتباه البهلوان، ولدى تتبعه الموضوع، اكتشف أن كل ما يفعله الإيراني هو أن يأخذ سيارات التكسي مع سائقيها من البهلوان بأجر مقطوع، ثم يقوم بتشغيل هذه السيارات بسعر أكبر بإتفاقات أخرى من الباطن مع حانات ليلية وفنادق ومطاعم تتطلب سيارات مواصلات في وقت متأخر.
وأن الإيراني لم يكن يمنح للبهلوان ربع عائده الفعلي، حيث اهتدى البهلوان الى كنز حقيقي، سارع بعده الى إعتماد نفس الطريقة، وقد حقق أرباحا طائلة جدا، قبل أن يقوم ببيع سيارات التاكسي مقنعا صاحبتها أن سعرها في تناقص، وأن أعطالها زادت عن الحد، وبفارق السعرين مما باع به السيارات، وما أعطاه لصاحبة السيارات كان يقوم بتقديم طلب جريء من أحد البنوك الأميركية لنيل قرض لشراء سيارات جديدة ورهنها.
فقد كان يخطط لتشغيل هذه السيارات لخدمة بعثات دبلوماسية خليجية كانت قد بدأت بالظهور على الأرض الأميركية، إذ نسق سريعا مع دبلوماسيين خليجيين عارضا خدماته في الإنتقال من والى المطار، أو الى الأماكن الخاصة والحساسة، وقد كان الخليجيين سخيين جدا في الدفع، قبل أن يقوم بسداد قروضه البنكية، وشراء سيارات إضافية، قبل أن يصبح عنده في بضع سنوات أسطول سيارات كرسها لخدمة السفارات الخليجية والعربية التي كانت تعتمد عليه إعتمادا وثيقا.
كان خلالها البهلوان قرر أن يعود الى فلسطين لإصطحاب أسرته التي كبرت، الى أميركا بعد أن تحسن وضعه المادي كثيرا. وخلال سنوات أخرى كان البهلوان قد إستقر به المقام مسؤولا عن جميع شؤون الحركة والنقل والمواصلات للسفارات الخليجية ووفودها الخاصة من دولها الأم.
وفي أحدى الزيارات لأحد ملوك السعودية الراحلين للولايات المتحدة الأميركية، إذ رافقه في ذلك الوقت أكثر من 120 شخصا، كان أسطول البهلوان لايكفي لتأمين التنقلات الخاصة بربع هذا الوفد الضخم، فما كان من السفير السعودي إلا أن أبلغه أن يتحرك لتأمين مواصلات الوفد بسقف مالي مفتوح.
وهو ما تصرف بشأنه البهلوان، حيث أعجب رئيس التشريفات الملكية السعودي وقتذاك بحسن تصرف البهلوان فمنحه مبلغا ماليا ضخما كشكر خاص من الملك السعودي الراحل، وهو المبلغ الذي لم يكن يتخيله البهلوان الذي أصبح يلقب بملك الليموزين في أميركا، إذ أن حكاية إنقاذه لزيارة الملك السعودي كانت على ألسنة كل القيادات والزعامات في المنطقة الخليجية، حتى أصبح معتمدا لدى كل الزعامات العربية والإسلامية الزائرة للولايات المتحدة، حتى حصل اللقاء الأول بين إبراهيم البهلوان والراحل الملك حسين بن طلال في منزل الحسين، بعد أن سمع الأخير عنه كثيرا.
 يتبع في الحلقة الثانية
 نشر بالاتفاق


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 307566
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-03-2012 01:21 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم