حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 48594

هاشم الخالدي يكتب : لماذا نتهم بالرشوه

هاشم الخالدي يكتب : لماذا نتهم بالرشوه

هاشم الخالدي يكتب : لماذا نتهم بالرشوه

17-09-2011 02:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

استفزتني صباح اليوم مكالمه هاتفيه مع صديق قال لي بان بعض الاهالي في منطقته يقولون بان سرايا قد تكون تلقت رشوه مقدارها خمسون دينارا- تخيلوا- مقابل شطب تقرير نشر ضد متصرف منطقته.

 

لم اتمالك نفسي من الغضب واعلمته بان من يرفض رشاوى بعشرات الالاف مقابل السكوت على فساد الاغذيه والشحنات الفاسده المكدسه في العقبه لا يمكن ان يقبل على نفسه الرشوه مهما صغر او كبر حجمها لان المبدأ هو المبدأ اما تلك الاتهامات فانها تدعو للاحباط في زمن كثرت فيه المغالطات وقل فيه الاعتراف بصحافه شريفه.

 

اعادتني تلك المكالمه الى ما قبل 6 اعوام تقريبا عندما استدعيت لمقابلة العميد في المخابرات فوزي المعايطه اذ لم اكد ادخل مكتبه حتى انفجر ضاحكا قائلا ما حرفه : انتو وسط صحفي غريب.

 

دفعني الفضول لمزيد من التفسير فقال لي متسائلا: انتا مشتري سياره بي ام اكس فايف:

اجبت : نعم قال : تخيل بان مئات من الهواتف انهالت علي من صحفيين اكدوا لي ان هذه السياره هديه لهاشم الخالدي من رجل الاعمال خالد شاهين.

 

صمت فجأه اذ ان اسم خالد شاهين في ذلك الوقت لم يكن معروفا كهذه الايام فسألت العميد المعايطه عن الرجل فقال لي : هذا وكيل شركة بي ام في الاردن .

 

تابع قائلا : نحن نعرف تماما انك استبدلت سيارتك القديمه بالسياره الجديده وانك دفعت الفرق من حر مالك وانك اشتريت السياره من معرض البلوره في وادي صقره لكن هذا الوسط لا يرحم.

لا اخفيكم فقد انتابتني في تلك اللحظات غصه كبيره لكن الرجل حاول تخفيف حدة توتري بعد ان اقسمت امامه ان اكتب مقالا في الموضوع اتيح لاي كان ان يكشف عن كل قرش يدخل حسابي.

 

انتهت القصه في وقتها لكنها شكلت لي معلومه مهمه بان الوسط الصحفي والسياسي لا يستوعب وجود صحفي ثري ولا يقتنع بان صحفيا ما فتح الله له ابواب الرزق بالحلال.

قبل اكثر من شهر كتبت مقالا اشرت فيه ضمن حديث عن دائرة اراضي شمال عمان وطريقة تعاملهم مع المواطنين الى انني صادفت دولة رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت في دائرة الاراضي بحكم انني كنت اسير بمعاملة شراء منزل جديد في منطقة شفا بدران ، لكنني وبمحض الصدفه كنت اشرف على تعليقات المقال واستفزني تعليق لاحد المواطنين يقول : كم قبضت لحتى تقدر تشتري هيك فيلا يا هاشم الخالدي ؟؟

 

اصدقكم القول : بالرغم من انني اشتعلت غضبا الا انني اكتفيت في تلك اللحظه بان اكرر مقولة " حسبي الله ونعم الوكيل " وادركت ان المجتمع الاردني او المجتمعات العربيه تعتقد ان دخل الصحفي بشكل عام متدني ولا يمكن لصحفي ان يتملك ثروه الا اذا كان قلبه وعقله وحساباته مهيئه للقبض والرشوه من المسؤولين سيما واننا نتحدث عن مجتمع نميمه يمكن لاي سياسي ان يدفع مقابل درء فضيحه او مقابل فتح ملف فضيحه لاحد خصومه .

 

هؤلاء المواطنين الذين اعتادوا صرف مثل هذه التهم لا يدركون ان شخصا بسيطا مثلي ادرك منذ سنوات ان الصحفي ذي المدخول المتواضع يمكن ان يفتن بالمال قليله وكثيره ، لذلك ادركت ان الصحفي الذي يمتلك المال الحلال يمكن ان يكون اكثر قوه في قلمه وان لا تأخذه في الحق لومه لائم غير عابئ بكل ما يعرض عليه من رشاوى ، لذلك اجتهدت منذ سنوات عديده على زيادة مدخولي الشهري وعملت ليل نهار على ذلك بعد ان تكون لدي مبلغ متواضع قمت باستثماره في بيع وشراء الاراضي وقمت بعد ذلك بدخول قطاع الاستثمار في الاسهم عن طريق شركة شعاع التي كنت اتواجد فيها يوميا برفقه وسيط مالي " حريف" يدعى امير الجنيدي " منذ العاشره صباحا وحتى الثانيه عشر ظهرا وهو موعد اغلاق السوق المالي حيث كنت اشتري اسهم في تعمير والوسائط العالميه والوطنيه للكوابل وغيرها من عشرات الشركات التي لا اعرف اسمها بحكم انني سلمت ادارة الاسهم لذلك لوسيط ثم انتقلت الى شركة في شارع المدينه المنوره قمت من خلالها بشراء كميات كبيره من اسهم شركتي الكهرباء والحديد – حسب نصائح احد خبراء الاسهم-

 

وبالفعل تضاعف سعر السهم الى الثلث وقمت بيع الاسهم وسط استغراب المضاربين من اختياري لهذه الاسهم وبيعها قبل انخفاضها رغم انني حديث العهد بشراء الاسهم .

 

والسر في القضيه ببساطه انني استطعت تكوين صداقه مع وسيط مالي كان وكيلا لاثنين من كبار المساهمين في البورصه وبعشرات الملايين حيث كان هؤلاء يتحكمون باسعار الاسهم فهم يستطيعون رفع سعر اي سهم يقومون بشراءه بكميات كبيره ، وهكذا طلبت من الوسيط شراء كميه من الاسهم التي يضارب بها هؤلاء وبيعها حين يبيعون بعد ارتفاع سعر السهم لان عرض اسهمهم للبيع كان سيساهم بالتاكد بانخفاض السعر فكنت اسابق الدقائق كي ابيع اسهمي قبل ان يبدء هؤلاء بعرض الاسهم للبيع خوفا من انهيار سعر السهم .. .

 

هذه هي المساله بكل بساطه فليس لدي ما اخفيه واعتقد ان التجاره هي بالنهايه مال حلال وغير مشبوه.

 

في احد الايام عرض علي صديق ان استثمر بشراء الشقق والسيارات وبالفعل قمت بذلك ورزقني الله مبلغا محترما من هذه التجاره مكنني من شراء بعض الاراضي التي ارتفع سعرها الان الى ارقام خياليه فهل اكون بذلك مرتشيا؟؟؟؟

 

للاسف بعض ممن يطلقون على انفسهم صحفيون او اشباه الصحفيون في العالم العربي يكرسون جل وقتهم وتفكيرهم البحث عن مصادر تمويل مشبوهه لمعرفه من يدفع ومن يمكن ان يدفع ولذلك تراهم يتسابقون على القبض في الوقت الذي اعتقد انهم لو كرسوا نصف ما يهدرونه من وقت البحث باستثمار ما يملكون في عالم التجاره لكفاهم الله شر الرشوه وشر بيع الضمير .

 

اللهم اعذنا من الحرام وابعدنا عن اهله انك سميع مجيب .

 

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

 

Hashem7002@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 48594
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-09-2011 02:27 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم