حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8398

ماذا يخسر الأردن لو .. بقلم الزميل ماجد القرعان

ماذا يخسر الأردن لو .. بقلم الزميل ماجد القرعان

ماذا يخسر الأردن لو  ..  بقلم الزميل ماجد القرعان

03-01-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -


            الذي يجري في قطاع غزة ليس عدوانا وما بدأه الصهاينة ونحن نودع العام الماضي ليس نزهة وإنما هي حرب إبادة " مع سبق الإعداد والإصرار " باشرتها القوة العسكرية الخامسة في العالم ضد مواطنين متشبثين بأرضهم ، الذين لم يكتفوا بإحتلالها وفرض الحصار الجائر على سكانها غير مدركين ان جريمتهم هي بداية نهاية هذا الكيان الذي لا يحترم العهود والمواثيق وبأنهم لن ينعموا أبدا بالأمن والاستقرار .

     بفعلتهم اللإنسانية كشف لنا الصهاينة أن   " السلام " الذي يدعون إليه هو مجرد سراب وأنهم كانوا يهادنون إلى أن يحين لهم الوقت المناسب ليواصلوا تحقيق هدفهم بإنشاء دولتهم الكبرى فجاء اختيارهم لوقت باتت فيه الأمة تعاني من ضعف ووهن وتشرذم وانقسامات فبدأوا بتصفية الجسد العربي   من " غزة هاشم " على قاعدة أكلتك يوم أكلت الثور الأبيض والنتيجة التي لم يحسبوها جيدا ولم يدركوها أنهم بجريمتهم النكراء فرضوا صحوة عربية شاملة ستؤتي أكلها طال الزمن أم قصر .

     ليس من باب الدفاع عن دور ومسيرة الأردن " نظاما وشعبا " تجاه مختلف قضايا الأمة ، فالتاريخ " الذي لا يرحم " يختزن صفحة بيضاء مشرفة لمواقف الأردنيين بقيادة الهاشميين حيث لم يسجل التاريخ عليهم موقف تخاذل واحد رغم محدودية مواردهم   لا بل أنهم رفضوا بعنف الاصطفاف في أي معسكر معادي للأمة العربية وحتى الإنسانية ودفعوا الثمن باهظا ، وأما بالنسبة للشعب الفلسطيني فقد كانوا وما زالوا وكما قال سيدنا حفظه الله للصحفيين يوم أطلق حملة التبرع بالدم لأهل غزة حيث كان أول المتبرعين   " لا يوجد من هو اقرب للشعب الفلسطيني من الشعب الأردني "

             ان ما دفع الأردن قبل   14 عاما إلى التوقيع على معاهدة وادي عربة والى إقامة علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان لم يكن من منطلق إيمان القيادة بحسن نواياهم بقدر ما كان ذلك "   خيار استراتيجي " فرضه واقع الأمة العربية حيث الصراعات والانقسامات والمزايدات التي ليس بقدرة الأردن مواجهتها رغم أن الدبلوماسية الأردنية قد حققت منها بعض المكاسب " أمام الرأي العالمي " والتي تمثلت في ترسيم حدود الأردن لإبعاد فكرة الوطن البديل الذي ما زال الكيان الصهيوني يسعى لتحقيقه .

     وعودة إلى جريمة غزة التي لم اسمع أقوى من ردة فعل جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله عليها حين قالت "   الصمت كفر... وما يحدث ليس فقط خرقا للقوانين الدولية ... لكنه أيضا تجاهل سافر لحقوق الإنسان.. ومأساة غزة لا يكفيها التعاطف والتنديد .. علينا أن نحشد كل طاقاتنا لان أهلنا في غزة بحاجة إلى المعونة... وبحاجة ان يشعروا أننا معهم....نحن لم ننس غزة.. فالخوف أن غزة ستنسانا "

     واضح ان الصهاينة مصرون على إكمال جريمتهم حيث لم يكتفوا بالغارات الجوية على مدار ثمانية أيام التي أدت حتى الان إلى استشهاد وجرح اكثر من 2800 مواطن اغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ والى تدمير البنية التحتية وتشريد الالاف بل اتبعت ذلك باجتياح ميداني مستخدمين كافة أنواع الأسلحة الفتاكة غير أبهين لمشاعر شعوب الأرض وجميع المواثيق والمعاهدات الدولية وحتى معاهدات السلام   التي وقعتها مع بعض جيرانها وكأني بهم يدفعون باتجاه إلغاء معاهدات السلام وقطع العلاقات الدبلوماسية على اعتبار أنها " غلطة كبرى " اقترفوها كون السلام والوئام ليس من سِبرهِم وقد اعتادوا على اقتراف الجرائم البشعة كابرا عن كابر ... وما دام هذه هو سِبرهُم ونهجهم .... ماذا يخسر الأردن لو أقدم على اتخاذ قرار بشأن علاقته التي فرضتها معاهدة وادي عربة كتجميدها أو الغائها أو تجميد العلاقات الدبلوماسية وحتى طرد سفيرهم من عمان .

     ندعو الله العلي القدير أن يخفف على أهل غزة وان يعينهم على مواجهة العدوان والذين في ثباتهم وصمودهم كسر لشوكة الأعداء الصهاينة واستنهاض للأمة لتفيق من سباتها وكلنا أمل أن لا ينسى أهل غزة أخوتهم الأردنيون الذين لم يمنّوا في يوم من الأيام فيما يقدمونه رغم ضيق اليد والإمكانات .

majedquraan@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8398
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-01-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم