حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 48617

هاشم الخالدي يكتب لسرايا: سقط الرفاعي عندما علا صوت الشعب

هاشم الخالدي يكتب لسرايا: سقط الرفاعي عندما علا صوت الشعب

هاشم الخالدي يكتب لسرايا: سقط الرفاعي عندما علا صوت الشعب

01-02-2011 11:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله الذي قدرني أن أحمل قلمي في أوج قوة رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي وأن أقول له في وجهه " لا"، فقد أوغل هذا الرجل في ظلم الشعب حين استباح وظائفنا لصالح أبناء الذوات وفتح ملفات الشخصنة والمصالح الشركاتية تحت عنوان مكافحة الفساد، ليتبين فيما بعد أنها فتحت لمكافحة كل من يقف في وجه حكومة دبي كابيتال.

 

قلت له لا ... وكانت الضغوط أنذاك تتوالى فوق رأسي وأذكر ان أحد المقربين منه زارني في مكتبي قائلاً ما حرفه " دولة الرئيس زعلان منك .." أجبته حين ذلك بالقول "ينفلق" الوطن أكبر من سمير الرفاعي وما اقترفه من ذنوب وآثام بحق الشعب الأردني لا يمكن أن يغتفر.

 

رحل سمير الرفاعي .. وسيعيش وحيداً في منزله الفاخر أو في أحد مكاتب دبي كابيتال اياها بعد ان خسر جُل أصدقاءه ومعظم الأردنيين الذين كانوا يحبونه.

 

رحل سمير الرفاعي بعد أن هللنا بقدومه، حيث شكل حكومته الاولى لأننا خدعنا به حين اعتقدنا بأنه "أبو الحريات الصحفية" وبأنه نصير الديمقراطية والفقراء، ولم نك نعلم أن الملعقة الذهبية التي ولدت معه يوم (1 يوليو – 1966) قد فعلت فعلها به وأنسته الوعود والعهود والفقر والفقراء الذين أجزم أنه لا يعرف سحنتهم وأننا فقط نعرفهم لأنهم ... "منا".

 

الآن ... نتنفس الصعداء بعد سقوط هذه الحكومة التي أعتقد رئيسها أنه مخلد فأمر "جلاديه" بالبحث في ملفاتي وإحالتي ذات يوم إلى محكمة أمن الدولة، ولما لم يفلح أوعز لمدير الامن العام بمعاقبتي قضائياً ثم أرسل من ينبش ملفي في الإدعاء العام، وحين أسقط بين يديه أرسل من يفاوض فلم يجد سوى كلمة "ان الشعب أغلى عندي من كل مناصب الدنيا وأموالها".

 

اسمحوا لي، فلن أقول هنا "سقط الطاغية" .. لأن سمير الرفاعي ليس طاغية بحكم أن هذا المصطلح يطلق على الزعماء الذين يملكون ناصية شعبهم ويقودونهم بالحديد والنار، وهذا السمير لم يكن له أن يملك ناصية اردني ليقودها بالحديد والنار فهو أضعف من ذلك بكثير.

 

قبل يومين حضر لي موفد اخر من دولته وجلسنا لساعات نتحاور حول الهجمة الشرسة التي يقول دولته أن سرايا تقودها ضده، وحين ألمح لي الموفد أن دولته ومن باب حسن النوايا رفض فتح ملفي لم أتمالك نفسي من الغضب، وصرخت بوجهه قائلاً " أبلغ من أرسلوك بأنني نظيف ولا يوجد لي ملفات وأنا اتحدى بذلك إلا إذا كان دولته يريد تلفيق تهم "من إياها" لي وحينها لن أسكت وهو يعلم أنني حين أتكلم لن يوقفني شيء".

 

هكذا هو .. يمسك العصا والجزرة لكل من يقول له لا، لكن غلطة سمير الكبرى أنه لم يدرك حين جلس على مكتبه في الدوار الرابع أنه أصبح رئيساً للوزراء ولم يعد رئيسا تنفيذياً لشركةً دبي كابيتال.

 

لذلك فقد تخبط الأخ في كثير من القرارات حين انتقم من الوزير السابق ذو السمعة الطيبة عادل القضاة وانتقم في ذات الان من غريم دبي كابيتال ومنافسها الاقوى على عطاء المصفاة رجل الاعمال خالد شاهين الذي نكل به وكاد الأخير أن يلفظ أنفاسه قهراً من ظلم سمير الرفاعي.

 

ماذا تريدون أن أقول ... هل تريدون أن أخنع مصدقاً كلام وزير العدل السابق هشام التل الذي حاول إرهابنا قبل ايام حين صرح بأن ملف البورصة وأموالها لدى القضاء في أمن الدولة.

 

هل تريدون ان نسكت على أموال البورصة التي لم يتم توزيعها في حكومة الرفاعي سوى مرة واحدة يتيمة أم أن هنالك تلميحات بالإعدام السياسي لكل من يثير هذه القضية ... إذن هأنذا أثيرها ... تعالوا فأعدموني.

 

قد يقول قائل ... بأنني أكتب ما أكتب بعد ان أقيل الرفاعي من منصبه، وأقول لمن يعتقد ذلك بأن هذا المقال هو الاقل قساوة على سمير الرفاعي لأنني لا أحب أن انتقد المسؤولين السابقين بحكم أن الوهن والضعف الذي يشعرون به بعد مغادرتهم كرسي الدوار الرابع  هو شيء يبعث على  الشفقة، لكنني كنت أكتب عن الرجل وهو في اوج سلطته التي لم تمسني بحمد الله ورضا والدي وانتصارا لآلام وأوجاع الأردنيين الذين أصابهم سمير الرفاعي في كبد.

 

ليعلم سمير الرفاعي ... أن خصومتنا كانت خصومة رجال وانني حين زرت والده الحكيم زيد الرفاعي في منزله بعد اسبوعين من تشكيل سمير الرفاعي للحكومة أبلغته أنني لن أقف مع هذه الحكومة التي ارتكبت ابشع المجازر بحق زملائي الصحفيين الذين اخترع لنا دولته أنذاك مؤامرة مدونة السلوك، ثم أوغل في قتلنا حين حجب المواقع الالكترونية عن مؤسسات الدولة وزاد في نحرنا حين أقر بنوداً قاتلة للحريات الصحفية في قانون جرائم أنظمة المعلومات التي أباحت اقتحام مقرات مكاتبنا والحجز على أموالنا المنقولة وغير المنقولة.

 

كانت السكين على حد الرقبة، وكنا وعدد كبير من الزملاء الأحرار أمام خيارين ... إما ان نجبن فننافق، واما أن نستل أقلامنا فندخل مع حكومة الرفاعي في صراع بقاء عنوانه " إما أن نكون أو لا نكون".

تخيلوا .. انني اعلمت ابنتي الصغرى فرح التي لم يتجاوز عمرها الاشهر الثلاث بالحرب الدائرة بيني وبين الرئيس السابق واذكر ان الدمعه كادت تفر من عيني ذات يوم عندما تخيلت ان هذا السمير قد ينتصر على الحق فلا تجد " فرح" من يشتري لها الحليب ، لكنها حين ابتسمت في وجهي دون ان تعلم لماذا... ادركت ان ابتسامة هذه الطفله البريئه تؤشر لنصر قادم .

 

دخلنا المعركة ... استخدمنا كل أخلاقيات المهنة وكتبنا نبض الشارع الذي انتفض على الارض أمام الرئاسة وفي جل محافظاتنا الابية وحتى على " الفيس بوك" الذي أطلق مجموعة من شبابنا الأردنيين الأحرار حملة " اخجل يا رفاعي وارحل".

 

وها هو يرحل بعد أن حاول قتلنا سياسياً وترهيبنا أمنياً وإغراءنا مالياً وسحلنا اقتصادياً ... فلم يفلح.

 

ها هو يغادر اليوم وهو يعلم أنه أصبح الاكثر كرهاً بين الشعب الاردني ولا أظنني أبالغ أن اسم هذا الرجل أصبح عنواناً لقمع الحريات ودفن الطبقة الوسطى وازدراء الطبقة الفقيرة من خلال استثناءها من الوظائف العامة والعمل على تكريس تعيين أبناء الذوات وتوريث المناصب وشخصنة الفساد وتحويل الدولة إلى شركة خاصة.

 

رسالة أخيرة أقولها لك ... أنا حزين عليك لأنك أصبحت وحيداً ... وستبقى.

 

الكاتب: مؤسس موقع سرايا

رئيس اتحاد المواقع الالكترونية

Hashem7002@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 48617
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-02-2011 11:37 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم