حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21436

مبدعون : السيرة الذاتية أقصر الطرق لدخول عالم الرواية

مبدعون : السيرة الذاتية أقصر الطرق لدخول عالم الرواية

مبدعون : السيرة الذاتية أقصر الطرق لدخول عالم الرواية

03-01-2018 08:19 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - بات من الملاحظ وبشكل لافت للنظر في المشهد الروائي العربي، أن بعض الشعراء المكرّسين الذين اتجهوا لكتابة الرواية، كانت بداياتهم بكتابة الرواية «السيرة الذاتية». عن أهمية كتابة الشاعر للرواية السيرة، وحضورها في المشهد الثقافي الإبداعي، حاورنا بعض بعض المشتغلين بالنقد والرواية، فكانت هذه الرؤى.

الشاعر والناقد مهدي نصير
يرى الشاعر والناقد مهدي نصير، أن ظاهرة انتقال الكثير من الشعراء من كتابة الشعر إلى كتابة الرواية يمكن قراءتها من أكثر من زاوية، أولها انتشار الرواية وانتشار جوائزها وأشكال تكريمها بما يمنح الشاعر فرصةً لوصول صوته ورؤيته عبر هذه السردية التي بدأت تتمدَّد لتهضم الكثير من السرديات الأخرى المجاورة لها والحاملة معها القدرة على التأثير على العقل الجمعي العربي واتجاهاته.
ثانيها قدرة هذا الشكل الروائي الفضفاضة على حمل الكثير من الرؤية الشعرية دون التقيد بالشكل الشعري ومحدداته، فنحن نقرأ رواية امجد ناصر الأولى «حيث لا تسقط الأمطار»، ورواية جلال برجس الأولى «مقصلة الحالم»، ورواية أحمد أبو سليم الأولى «الحاسة صفر»، ورواية عباس بيضون ورواياتٍ كثيرةً صدرت لشعراء لهم حضورٌ شعريٌّ نقرأها كأنها قصيدةٌ طويلةٌ بثوب رواية، بعض هؤلاء الشعراء بما امتلك من مهارةٍ وتجارب استطاع الخروج من الأنا والسيرة الذاتية الشعرية في أعماله اللاحقة وبعضهم بقي أسير الرؤية الشعرية للرواية.
وربما يمكننا قراءة المشهد من خلال اقتراب الفنون السردية من بعضها بحيث دخل السرد والحدث والمكان والحوار لبنية القصيدة الحداثية كذلك دخلت الرؤية الشعرية الذاتية لبنية الرواية العربية المعاصرة وهذا يقرِّب ما بين النمطين السرديين الشِّعر والرواية.
ويمكننا أيضاً قراءتها من خلال ضيق الشعراء بهامشية الشعر الحداثي في المشهد الشعري الرسمي لصالح الشعر الكلاسيكي الذي يصعب على شاعر الحداثة التعبير بأدواتٍ كلاسيكيةٍ عن واقعٍ معاصرٍ مرتبكٍ مليءٍ بالدم والخوف والايقاعات المنكسرة .
الروائي قاسم توفيق
الفن ضرورة، وآه لو كنت أعرف لماذا. هذا ما يقوله «جان كوكتو». نشأت الفن واستمراره ضرورة إنسانية للحفاظ على وجودها، وهي مرهونة بالتطور كحالة لازمة. ومعنى تطورها لا ينفيه تغير صورها وأشكالها.
ما أعتقد به، أن الشعر قد خُلق مع بداية وعي البشر، وكان وسيلة لمحاكاة العالم بشقيه الأرضي والسماوي، فهو بتقديري بدأ ملحمياً، لكنه تطور وتغيرت أشكاله إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم. إن الهم الأعظم للشعر من بداياته كان يتمثل بالرغبة في إعادة الوحدة المفقودة، والانسجام مع العالم، ومع ما فرضته الحضارة الحديثة صار لا بد من وسيلة لتطور وسائل وأشكال الفنون، فكانت الرواية ثمرة هذا التطور، ونتاج الثورة الصناعية، والحضارة الحديثة فيما بعد.
كان من الطبيعي أن تطغى الرواية على الفنون، وأن تستحوذ على المشهد العام للفن. بعيداً عن هذا الجزء من التنظير الذي ذهبت إليه لكي أجيب على سؤالك، فأني أرى في سطو الرواية فعل إبداعي عام، لا يخص فئة من المبدعين والفنانين، لذلك ترك تأثيره على جميع أشكال الفنون السبعة، وصانعيها. تفسير علمي عام يمكن ان يكون صحيحاً، لكنه بالفعل الخاص وعلى صعيد المشهد الثقافي العربي فإنه غير ذلك.
مع قناعتي بأن كل إنسان راوٍ بطبيعته، إلا أن ما يحرك الرواية في الوقت الحاضر هو مماراسات رأسمالية استهلاكية، أكثر من كونها فنية إبداعية، فالجوائز، والبروبوغندا الرخيصة، الكسب المادي هي ما خدشت جمال تطور الرواية وخلتها سلعة أكثر منها قيمة. لذلك هجم عليه الجميع، وكان للشعراء الدور الأكبر، فهم يملكون مقومات الكتابة والإبداع والفن.
من خلال هذا التوجه، نجد أن أقصر الطرق وأسهلها للدخول إلى عالم الرواية هي السيرة الخاصة، والذاتية، مع التأكيد أن غالبية البدايات، عند معظم كتاب الرواية من غير الشعراء تكون من هذا المصدر، فالسير الذاتية، وإن كانت مقحلة وجافة على مستوى الذات، لا بد وأنها خصبة على المستوى العام، وهذه ذخيرة الشاعر بالأساس، مبينا أن السؤال الأهم يكمن في الإجابة على الجدوى من هذا التحول، وإن لم يكن من ضمن متطلباتك صديقي العزيز، فأني أقول إن في هذه الممارسة شكل من الانصياع لسلطة القمع، والإسفاف التي تحارب الفن، والتفكير، والإبداع بكل صورهم، ويشبه إلى حد بعيد دور الناشرين الذين يطبعون الكتب الهابطة، والمفسدة للذوق، والمشوه للجمال، من اجل الكسب المادي وحسب.
الأديب حسن ناجي:
منابر الإبداع الكتابي كثيرة، والشاعر حين يترجم إحساسه بقصيدة هو قادر على ترجمة هذا الإحساس بقالب إبداعي آخر، ويميل بعض الشعراء إلى فكرة التخصص بالكتابة الشعرية دون ممارسة أي مجال من مجالات الإبداع وهو يعلم أن ذاته الشعرية أقدر على توصيل ما يريد من ذواته الإبداعية المتعددة من مقال أو رواية أو خاطرة أو مسرحية، وهنا يكون الشاعر قد اختار ما يجيده من فنون الكتابة.
الذاكرة البشرية تحتفظ بأسماء كثير من الشعراء في العصور السابقة أخلصوا لمشروعهم الشعري، ولم يفكروا في اقتحام ميدان آخر من ميادين الإبداع، والملاحظ قديماً وحديثاً أننا لم نعرف روائياً قد أصبح شاعراً ولا توجد محاولات من هذا القبيل وإن كان عند بعضهم القدرة على التكثيف الذي تحتاجه القصيدة .
اليوم، ومع تعدد وسائل الإعلام، وطغيان الصورة على الكلمة نسمع ونقرأ عن شعراء مالوا إلى ميدان جديد هو ميدان الرواية تحديداً وليس القصة القصيرة مثلاً، وهذا الميل له دوافعه عند الشاعر نفسه، وقد يتميز شاعر عن آخر في الميدانين ولا يكون الإبداع هنا على حساب ميدان قديم هو الشعر، وأظن أن الرغبة في تسويق العمل الروائي تلفزيونياً هو دافع من دوافع كثيرة عند الشاعر، ومع هذا فأنا لا أعيب على الشاعر ميله إلى كتابة الرواية، لكن العيب كل العيب في فشله هنا أو هناك، فالشاعر الذي يخوض تجربة الكتابة الدرامية من خلال عمل روائي عليه الإجادة في هذا المجال حتى لا يقع في مطب التراجع إبداعياً حتى في الشعر.
مارس الكثير من الشعراء العرب فن المقال في الصحف والمجلات ذات الاهتمام الخاص بالثقافة وهذا أمر عادي، لكن ما نراه ونسمعه هو ظاهرة العزوف أحياناً عن الشعر إلى الرواية، وأنا كمسرحي أقول إن الشعر مسكون بالدراما ويمكن للشاعر أن يكتب الرواية؛ ولكن ليس كل شاعر فالأمر بحاجة إلى انتباه وتروٍ.الدستور


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21436

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم