حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 36284

الوطن لا يموت

الوطن لا يموت

  الوطن  لا يموت

13-12-2017 09:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماجد سليمان دودين
قرأت في عينيْها ما يقرأه شاعر مرهف الإحساس في عيني طفلٍ طاهرٍ بريء... انطبعت صورتها في سويداء قلبي كما تنطبع في ذهن الفنان صورة حملٍ وديعٍ يتنقّل بهدوء وحريّةٍ بين الأنوار في قطعة أرضٍ ربيعيّة...
شعرت أنها ستكون عزائي بعد مشوار غربةٍ وحرمان... وأملي بعد رحلة ألمٍ ونسيان...إنّها زهرة متميزة من أزهارِ هذا الوجود. لكنّ الأشواك الأثيمة تحيط بالزهرة تحاول خنقها ووأد الحريّة من حياتها...
يجب أنْ أحرّر الزهرة من سجون الأشواك... وأقتلع جذور الأشواك مهْما عَظُمَ الثمن... يجب أن تنمو الوردة وهي تتنسّم أكسجين الحرية... إنّ حريتي جزءٌ من حريّتها... وحريتها جزء من حريتي... وهل للحياة أدنى قيمةٍ بغيرِ حريّة؟
قلت لنفسي: إنّ من حق القمر أنْ يلثُم النجمة... شرعت أنسج خيوط الحب بإحكام... وبدقةٍ أصنع الوسام الذي أحْلم أنْ أعلّقه على صدرها الحنون ليرمز إلى الحب الذي يخرج من القلب ليستقر في القلب... كلنا ندرك أنَّ ما يخرج من اللسان يتلاشى قبل أن يصل الآذان...
أصبحت أرى الدنيا صورة لعينيها...
ودون أنْ تدري رسمتها من الذاكرة...
إنّها بقعةٌ مقدسة وقطعة رائعة ولوحة نادرة حتى أن ريشتي خجلت أنْ تعرف طريقها إلى الألوان...
بحبي لها وُلِدْتُ من جديد وغدوت أحمل قلب طفلٍ وأفكار رجل...
الكلمات تتجمع على شفتي بالملايين تخجل أنْ تنطلق لتعبّر عنها لأن الوصول إلى جوهرها لا يكون بالكلمات... الصمت لغة ناطقة بغير حروفٍ أو كلمات...
لغة روحية قادرة على إفراز المشاعر والأحاسيس الإنسانية وترجمة الأفكار والمصطلحات... إنها لغة تسمو على لغة الصراخ والأصوات.
إنني أعيش غيبوبة جميلة لا أودّ أن أفيق منها... لم أعد أذكر هل تطلع الشمس كعادتها أمْ أنّ جبينها المتوهج الشامخ قد ألهاني عن التفكير بتوهج الشمس؟
أخيراً قررت أنْ أمدّ إليها ذات اليد التي رسمتها...
اليد التي دونت الشعر عنها...
اليد التي أدمتها الأشواك لإنقاذها...
اليد التي حلمت أن تعلق الوسام الروحي على صدرها...
اليد التي داعبت بحنان خصلات شعرها...
اليد التي على الوفاء عاهدتها...
اليد التي جنت وقطفت دوماً من عطائها وخيراتها
مددت يدي إليها فأنا معتاد على حنانها... انتظرت قدومها لكنها لم تأت... بدأ القلب يرتجف...
خيّم سكون رهيب أشبه بسكون الموت... وإذا بي أسمع صوتاً نشازا منكراً: "أعِدْ يدكَ لن تجدها... لقد ماتت...
إنها زهرة ذبُلت... ولن تعود... لن ترجع...
صرخت: "لا...لا... مليون لا...لئن ماتت في عُرفكم فهي في عرفي لم تمت ولن تموت... إنها صورة حية نابضة تسكن القلب... تسكن العقل... تسكن الضمير.. تسكن الروح.. لئن رثيتموها بالكلمات والاحتفالات والمسرحيات فهي عندي لم تمت ولن أسمع الرثاء فيها ولن اعترف بموتها لأنها الحق والحق لا يموت.. لأنها الخير والخير لا يموت...لأنها العدل والعدل لا يموت.. لأنها وطني ووطني لن يموت"


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 36284
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم