حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31072

ارايتم كيف يكون الحب

ارايتم كيف يكون الحب

ارايتم كيف يكون الحب

11-12-2017 09:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
ما قبل الأربعاء كانت الصالونات السياسية والاجتماعية وحتى المنزلية والأسرية شغلها الشاغل الخبز ورفع الأسعار والنفط ، قبل ايام قليلة كان الاردنيون ينتظرون قرارات من العيار الثقيل ، سالت اقلام الكتاب تكتب عن الموازنة والعجز فيها ، قال الخطباء ما قالوا ، حتى من لم يبلغ الحلم منّا كان له رأي في الحكومة وفي النوّاب ، كانت عيوننا تشخص للدوار الرابع والعبدلي ، ننظر للرابع نظرة الحاقد وللعبدلي نظرة العاتب ، نحقد على حكومة استقوت علينا واستغلت حبنا للوطن وننظر للعبدلي عتباً لان من انبناهم ليدافعوا عنا خذلونا واصطفوا خلف صفوف من ينتزع منا حقوقاً هي لنا .
نعم هي ساعات فقط قبيل اعلان اللعين المتهور ترامب قراره نقل السفارة الامريكية الى القدس ، كنّا نرى جحافل الحكومة تتقدم الى قصعتنا لتأكل ما تبقى من فتات نعتاش عليها ، ننظر اليها نظرة المظلوم للظالم ، نظرة تتطاير شظاياها لهباّ عليهم لكنها برداً وسلاماً على الوطن ، لم نكن نخشى الموت لانفسنا ولكنَّا نخشى الاذى لاردنّا ، نرى كل مخططات الانقضاض علينا ولكن جلٌ استعدادنا كان دعائنا لحفظ امننا وحقن دمائنا .
قبل الأربعاء كانت مباراة بين فريقين اخوين تلهب مشاعر بَعضنا ويتمترس كثير من اللاعبين على وتر الخلاف خلفها ، نهتف هنا ونهتف هناك لدرجة ان يشعر المشاهد انّ حربّاً وشيكة ستقع ، كان قبل الأربعاء الكثير من اعدائنا يراهنون على وحدتنا ، يراهنون على حب الاردني لفلسطين والفلسطيني للأردن .
كل هذا وغيره الكثير كان يحدث حتى نهار الأربعاء ولكن ليل الأربعاء وتحديداً عندما اطلق ترامب خيبته وأعلن ان القدس يهودية وعاصمة لإسرائيل نسينا كل ما سبق الأربعاء ، تحول جميعنا من حملٍ وديع الى أسد كاسر ، نسينا الجوع ونسينا البرد والرياضة ، نعم يا سادة نسينا كل شئ فما حدث اعظم واجلّ ، نعم ما حدث كبير ، انها القدس ، القدس عشيقة عمان وربيبتها وأختها في الرضاعة ، القدس التي هي سكر شرابنا وملح طعامنا ، فما بين عمان والقدس اقرب مما بين عمان وإربد والزرقاء وباقي مدننا حتى البلقاء وان كانت المسافة قريبة لكن اشراقة القدس غير ، مآذن القدس تناجي مآذن عمان ، وإجراس القدس تحاكي أجراس الفحيص ، قبة الصخرة وقباب عمان شاهد على المحبة ، فكلها يرعاها الهاشميون من عمان .
لقد تجلت حقيقة الدم الواحد الذي يجري في عروقنا ، فتوأمة ابناء اربد وعجلون وجرش مع ابناء حيفا والناصرة وشمال فلسطين ، وأخوة الاردنيين في السلط مع اخوتهم في نابلس وأبناء الكرك مع ابناء الخليل ، وكل مدننا في الاردن واخواتها في فلسطين .
القدس تذكرنا ان معظم عشائر الاردن وفلسطين هي من نفس المنبت والاصل ، وهذه رسالة لكل من يتحدث عن المنابت والاصول ، ويكفيني فخراً ان من عشيرتي العبيدات الكثير ممن يسكنون مخيم البقعة ، ويكفيني فخراً ان الكثير من ابناء عمومتي في فلسطين سقطوا شهداء على ارضها ، ولمن لا يعرف فإن قرى في فلسطين معظم ابنائها من عشيرتي ، وانا متأكد ان معظم العشائر هنا وهناك كعشيرتي ، فكيف بعد هذا نتحدث عن المنابت والاصول ؟ وكيف بعد هذا لا ينسى الاردنيون الجوع والبرد عندما يتحالف على جزء من وطننا بني صهيون ؟!!
أفرأيتم كيف يكون الحب يا احبتي ؟!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 31072
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم