25-11-2017 01:50 PM
بقلم : ناصر جديع الخلفات
جميل ذلك الزمن الذي غادرنا فيه الطفيلة ...أرض المروءة والبطولة والعز والكبرياء. . . إلى ميادين الشرف، إلى صفوف قواتنا المسلحة الأردنية، ومن يومها وأنا التفت إلى ذلك المكان الشامخ فوق روابي عفرا ...عفرا التاريخ، بكرومها، ومياها وحماماتها، وكل ما تحوي، ولهذا المكان في خاطري مكان الروح من الجسد.
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل
يا عفرا..... تعجز الكلمات أن تعطيك ما تستحقين، فأنت الشعلة التي لا تنطفيء، وأنت القلب النابض الذي لا يتوقف، وأنت الشمس الساطعة التي لا تغيب، لك مني الفؤاد والهوى، فأنت الحبيبة وأنا العاشق.....وأنت الحقيبة وأنا المسافر..
فكم على ترابك سارت أقدامنا.... وعلى صخورك خطت أناملنا أول الحروف، وكبرنا وبقيت أنتِ، كما أنت... لتأخذنا الدروب، ويلفنا دولاب الزمن بعيداً عنك، وتبقين أنتِ في مكانكِ حسرةً في القلب، وموقعا للوجع.
يا عفرا التاريخ والبراق وفروة الجذامي وأبي زيد الهلالي... لقد مر الركب من أرضك، أو قريبا من أرضك وترابك، وتركوك على ما أنت عليه، أشبه بحال الوطن، تنظرين إلى زيارة مسؤول مشغول، أو إلى عابر سبيل مفتون مهموم، يتذكر أيام عزك، ومجدك، وساكنيك الذين طواهم الموت، وأبقانا كما طوانا البعد وأبقاك..
يا عفرا! ...عند كل الأمم الحية أصيلة النسب، وحتى اللمم، ينتهي بها المطاف إلى الحفاظ على تراثها وتاريخها وآثارها، إلا في بلدنا، فالكل مشغول وعن مصلحة الوطن كسول.
يا عفرا! ...هل تعلمين أن الفساد في وطني أصبح مهنة، وأن الخيانة أصبحت وطنية، وأن الوطن أصبح له لصوص، شبعوا وجاع الوطن، وثملوا بكؤوسهم، ومالت رؤوسهم و مال الوطن بأوزارهم، وحمل آثامهم....!!؟؟
يا عفرا... أتذكرين جيادنا التي كانت تسابق الريح، لقد ماتت الجياد، واستراح الريح.
يا عفرا، لك السلام ما دام في هذا الكون أنام..
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-11-2017 01:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |