بقلم : هارون الصبيحي

ربما جنون
على مقعد خشبي في الحديقة تجلس امرأة تقرأ في كتاب، أريد أن أقول لها شيئاً، ربما هي ترغب بذلك، قد يكون حواراً عن متعة القراءة، أو عن الحياة، الحزن، الفرح، قد تكون هي التي كتبت عنها طيلة حياتي، هي تختلس النظر كالشمس من خلال الغيوم، هذا يكفي، سأغادر، لقد حصلت على نصيبي من الدفء لهذا اليوم.
* * *
شرف
الليل وحش يبتلع النهار ليذهب الناس إلى عالم آخر، تلك المرأة يقولون عنها بنت ليل، هي في الحقيقة من بنات أفكارهم.
* * *
تطور
عندما كنت في الشارع البارد قلت لها شيئاً، في غرفتنا الدافئة قلت لها شيئاً آخر، في الصباح قلت لها ما لم أقل، بعد أن ضاعت نقودي حاولت أن أقول لها أنني أحبها لكن الصورة لا تسمع.
* * *
خطبة
اشتعل جسده شوقاً، أغلقت في وجهه الأبواب، تعلم قذف النوافذ بالحجارة، على الزجاج المتناثر جلس القوم يستمعون للواعظ المفوه.
* * *
فروسية
رغبته نار تشعل حطب خياله، كلما نظر في مرآته أدرك سر حرمانه، قرأ عن بطولات عنترة العبسي، قرر أن يصبح فارساً مثله، انتهى أزعراً في زمن الزعران.
* * *
صراع
في أول يوم له بالمدرسة كان خائفاً، ربما كان حذراً، في اليوم الثاني كان شجاعاً، بعد شهر أصبح خائفاً و شجاعاً وحذراً.
* * *
طعم جديد
كان الحزن صغيراً، ربما كنت أجربه على سبيل التغيير، لا أعرف من منا كبر أولاً؟ تذكرت خبز جدتي وقصصها القصيرة، دفعت ثمن الوجبة الجاهزة ومشيت.
* * *
قارىء
النص طويل ومكرر، النقاط حائرة، الناقد لم ينظر في المرآة، جلست بين قوسين.
* * *
أدب
كلمات كثيرة، سطحية، ترهات، قلت لها: تعالي نشرب القهوة بين قوسين.
* * *
الكيس ثقيل
أدمى أصابعي
عندما وصلت
وجدته فارغاً من المحتوى
تماماً كتلك الرؤوس.
* * *
كلما تنهدت دخل طيف
غرفتي تمتلىء بالأطياف
في الخارج
لا أحد يحفل بي.
* * *
كل ليلة يجلس في غرفته وحيداً
يكتب عن الغد المشرق
عن حبيبة لم تظهر بعد
منذ خمسة عشر عاماً وهو يفعل هذا.
* * *
أنت تتواصل عن بعد
تفرح و تحزن عن بعد
تحبهم عن بعد
أنت رأئع عن بعد
في الحقيقة
أن البعد قد أدخلك في البعد.
* * *

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا