21-11-2017 09:53 AM
بقلم : يوسف عبدالرحمن حسين العثمان
بعد الاتكال على الله أبدأ مقالتي هذه بالسؤال : لماذا نركز دائماً على السلبيات ونغفل الإيجابيات ولماذا ننظر دائماً إلى الجزء الفارغ من الكأس؟ حتى وصلنا إلى حد أصبحنا نتمنى أن يقوم كاتب أو صحفي أو سياسي بذكر الإيجابيات والتركيز عليها ونشرها , لما لها من فضائل وآثار جميله على الأداء العام , ولنبني على تلك الإيجابيات ونعمقها كي تصبح ناموساً يهتدي به الناس وفي كافة مواقعهم , لأن هناك نور في نهاية النفق , وقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "الخير فيً وفي أمتي إلى يوم الدين " , فأي إنسان تعظم عنده الإيجابيات يستمر في تقديم كل ما هو جميل وخلاق , وتصبح هذه الإيجابيات من مكونات جسمه وأخلاقه , ولن يتنازل عنها بسهوله , وتصبح ديدنه في الشارع والعمل والجامعة والحارة والبيت , ويصبح كحامل المسك , إذا لم يعطرك تشتم منه رائحه طيبه.
لماذا نقوم بتوجيه النقد الجارح وغير البناء والمبني على الكذب والأوهام وبعيداً عن الحقائق , عندما يقوم مسؤول مشهود له بالكفاءة بإحالة بعض الموظفين على التقاعد أو إجراء تنقلات في مؤسسته مثلاً أو وزارته , نقوم بسن سيوفنا وأسلحتنا للتشهير به , فهل يريد هؤلاء أن يبقى الموظف على رأس عمله حتى يتوفاه الله؟! , أم يريدون أن يبقوا على الكراسي إلى ما لا نهاية وكأنها ورثه عن الأجداد؟ , وتراه يزمجر ويتوعد ويهدد ويدعي أنه موظف كفؤ ونظيف ويقول أنهم لا يريدون النظيف والكفؤ , وكأن الكفاءة والنزاهة تبدأ وتنتهي عنده.
فبعض الوزراء والمسؤولين يجوبون المملكة من شمالها إلى جنوبها من أجل مصلحة العمل والوطن , ويواصلون الليل بالنهار من أجل إنجاز المعاملات والمهمات , ومع ذلك لا نجد أحداً يكتب عن ذلك أو يشير إليه فيما البعض الآخر لا يعرف إلا مكتبه , ومع ذلك لم يتعرض له أحد لا من قريب ولا من بعيد , فهل التفاني بالعمل أصبح مدعاة للانتقاد واغتيال الشخصية؟ أم أنها ضريبه يدفعها كل مجتهد؟.
لماذا نجيش الجيوش الإعلامية والصحفية وبعض الأشخاص للتشهير بهذا المسؤول أو ذلك؟ , لأنه لم يأتي على هوانا ولم ينفذ رغباتنا , لماذا لا نفرق بين الشخصنة والمؤسسية ونقيس الأمور بمقياس شخصي؟ , أين نحن من عاداتنا وتقاليدنا وديننا الذي يحض على مكارم الأخلاق وعدم اغتيال الشخصية ويدعو إلى ترك الفتنه والنميمة والقيل والقال؟
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا