حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20558

زمن مضى

زمن مضى

زمن مضى

19-11-2017 09:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زهور السعودي
نتغنى بأُناس دُفنوا منذ زمن طويل . فبعضهم كان يجلس مجالس الرجال فلا أحدَ يقف أمامه بالسيف أو الرمح .. لو قارنّا شباب زمننا الآن فلا سيف ولا رمح ..فرجالنا هم للبارود قابضين بزناد سلاح قوي .. يا سادة كل منا بطل في زمانه .. إذًا لو واجهت هولاء الرجالَ ببعضهم فهل سيقف السيف الجبار في وجه البارود الفتاك. اذًا لا بد من أُنموذج آخر لعلنا نصل للحقيقة .. في زمن مضى كان الرجل لا يكرر طلبًا لامرأة أو ولد .. بل كلامه مطاع خوفا أكثر منه إحتراما وتقديرا .. والآن من هم شباب هذا الجيل؟ إنهم جيل النت فلا الأب لديه وقت للأطفال ..  ولا الأطفال مستعدين لسماع أوامر. يعتقدون أن حرية الرأي والرأي الآخر هي نافذتهم لأي حوار . فما يحيطهم ليس ببسيط من مقومات للحياة بكل مناحيها، بينما أصحاب زمن فائت ... ليس أمامهم سوى سماع الأب والاستماع له فلا مقوماتَ ولا حتى طفولة كان لها وجود .. والآن من بنظركم هو الجيل الاقوى؟ في حالاتٍ أخرى مثل الفروسيه التي لا يكون فارسها إلا رجلا معينا له صفات مختلفة . وفروسيتنا الآن هي بمجال سباق بنوع آخر، إنها فروسية السيارات والطائرات وغيرها من سباحة بالفضاء وسباق لتكنولوجيا لا نعرف إلى أين ستنتهي. هناك صفاتٌ نتغنى بها لجمالها وديمومتها مثل الكَرْم والعمل بالأرض من زراعةٍ وحراثةٍ وحلٍ لقضايا لا يحلها إلا الرجال. في زماننا هل إنتهت كل هذه الأمور؟ كلا فهو موجود والضيوف لا ينتهون وإن انتهى ما تملك من المال فالبنوك خير مُقرِضٍ لك. أما العمل بالأرض فاليوم استُخدمت أحدث الآلات والتِقنيات ووجود المهندسين وبإنتاج متميز .. فأينَ الاختلافُ؟ لا بد أنه بحل القضايا المستعصية اذًا .. لنسأل ما هي القضايا القديمه .. يا ترى هل هي فساد، أم سرقة بلد ، أم هتك عِرضٍ ، أم دمارٌ شاملٌ ، أم تهجيرٌ وتشريدٌ .. هذه الآن قضايانا فما كانت قضاياهم يا ترى؟ لماذا هذا التعنت عندما تطلب من احدهم أن يشاركك الحقيقة .. ولو رجعت للخلف لهذه الأيام الخوالي والجيل المغنى به فهل توافق أن ترجع لتعيش الماضي وتنسى الحاضر رغم صعوبته في العيش بالعكس سيعترض المستمع على الفور ويقول لكل أوان زمان، نعم هو كذلك فارحموا هذا الجيل إنه يعاني تكنولوجيا لا يعرف ماذا يستفيد وما يترك منها. عندما يجلس أطفالك ويطلبون أن تحدثهم عن أيامٍ ماضيةٍ .. إنهم يريدون أن يفرحوا بمعلومة أو يضحكوا لها ..  لا أن يستمعوا لأنهم يريدون النصيحة أو الاقتداء بهذا أو ذاك فحتى أنهم  لا يؤمنون بهكذا زمن يقولون أنه لا يعرف إلا الجفاء، ومع هذا وذاك فنحن نتوق للحديث عنه ليس لنتغنى به، لا بل لأنه يذكرنا بأُناس مواقفهم تعزز ما بداخلنا من حب لهم ودعاء بالرحمة .. إنه الاشتياق فقط فهم تحملوا صعوبة العيش فأصبحوا كالحجارة، مواقفهم لا تقبل النقد فهم عاشوا وماتوا رجالا .. وهذا الجيل الآن يريد كل شيء ولا يحقق إلا القليل،  وإن حقق الأكثر فيقول هل من مزيد .. ليس علينا إلا التوعية ولكن بأسلوب يجذب أطفالنا للاستفادة وهو ليس سهلا .. ولن ننسى ما فقدنا او ماذا نفتقر له في حياتنا إنها الطيبة التي فقدناها والطفولة البريئة، والصدق بالمعاملة ومراعاة الاهل والجار هذه من أعظم مظاهر الإنسانية التي فقدانها في ذاك الزمان ونحن بأمسِّ الحاجة لها الآن لتعليم أطفالنا، إنه ليس بزمن التخلف وصعوبة العيش والفقر المطقع بل هو يعني المحبة بين الناس .. لنقل لأطفالنا في الماضي كنا كلنا في مستوى واحد تقريبا .. لم يكن احد أفضل من الاخر .. فلا غيرةً تبعدنا عن بعضنا .. معيشتنا كانت بسيطة وواحدة تقريبا .. بيوتنا كلها لم يكن فيها ثلاجة أو غسالة أو تلفاز أو ايّ شيءٍ نُحسد عليه .. كان الرضى مالٍ قلوبنا أما الآن نتحارب لنكون افضل من البعض .. في الماضي كنا نتعاون على المعيشة مهما كانت ظروفنا .. فلا وجود لغلاء المهور ولا البطالة فالكل يعمل. كنا نتبادل الأطعمة لأننا نشعر ببعض ونعرف أوجاع بعض لأن حالتنا واحدة وأوجاعنا واحدة وهي ضيق العيش ..لكن كان تعاوننا يُسهِل كل أمورنا ويهونها .. كنا نشتكي همومنا لبعضنا البعض .. أما الآن فعيننا على الجار وكيف يعيش ولا نحاول أن نتقرب منه .. المباني والبيوت كثيرة والحياة أصبحت صعبة على الجميع لأنه لا يوجد قناعة لما قسمه الله لنا .. فكل منا يريد الدنيا كلها له .. حتى الأخوَّة نَسَوا انهم ناموا على فراش واحد وأكلوا من صحن واحد ومعاملة واحده فالكل يكره الكل. اعاننا الله وإياكم .
 هذا المقال كان ردًا على سؤال طفل لمعلمه .. أليس يا أستاذ نحن نجاهد بالعيش أو للبقاء احياء بكرامة أفضل ممن سبقونا في الوقت الذي آبائنا ينعتوننا بزماننا ويبجّلون الأجداد وكأننا عالة على وقتنا وزماننا هذا ...  


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20558
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم