حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22500

أحلام عربية مفقودة

أحلام عربية مفقودة

أحلام عربية مفقودة

12-11-2017 03:46 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
تعيش الامة العربيّة بمكوناتها البشريّة والماديّة حالة من الإستنفار فشعوبها تعيش ما بين الوهم والحلم وثرواتها تكاد تكون بين الخطر والحظْر وحدودها ما بين متحرّكة عرضة للتغيير ام ثابتة لفترة ما ,وعقولها ما بين مشرّدة او مغيّبة وهيبتها ما بين مزوّرة او مبهدلة ,وعوائلها ما بين مشتّتة او مختلفة وشبابها ما بين هائم او واجم ونسائها ما بين محجّبة او محجّمة وصباياها ما بين مقلّدة اومغرّدة واطفالها ما بين جائع وضائع .
فهل لتلك الامة أحلام و أماني وهل هي ممكنة لشعوب نائمة وحكام غانمة غير تلك التي تأتي في المنام وتتبخّر عند بزوغ الشمس .
وهل أمّة تؤجّر مقدّراتها وتشحد قوت يومها وتأتمر من غيرها لها القدرة ان تبني احلاما حتّى في الهواء هي أمّة اقل من نصفها فاسد وماجن ولاه غير آبه بما يجري حوله واكثر من نصفها يحاول النوم بالجوع او يبحث في حاويات القمامة أويتظاهر من اجل المطالبة بالإصلاح نهارا والبعض يذهب شهيدا في سبيل ذلك
تلك أمّة تأكل دون تخطّيط وتشرب دون تنظّيم وتُخلّف دون تفكير وهكذا تكون استخدمت كافّة اعضائها دون هدف اساسي فلا الشعوب تفهم حكّامها ولا الحكّام قريبون من نبض شعوبهم على المستوى المحلّي وأمّا على المستوى الإقليمي والدولي فنحن لا نفهم الغير ولا نُفهم الغير من نحن وماذا نريد ويحرّكنا الغير كالدمى التي لا تعي شيئا .....
(فإنّها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور)صدق الله العظيم .
فكيف لهذه الأمة التي تحمل بيديها أعظم وأقدس كتاب على مرّ الأزمان ان لا يكون قرارها ليس بأيديها .
هل نحن مُخدّرين أم فاقدي الوعي أم لا مبالين لدرجة كمن يؤذي نفسه مستمتعا بما يفعل وأصبحنا بحاجة لأطباء نفسيين وعلاج الأعصاب .
هل هم الفاسدون من نهبوا البلاد العربيّة وخيراتها وأذلّونا وجعلونا على الحديدة نشحد لقمة العيش التي تُبقينا احياء فقط بلا كرامة .
أم نحن الذين صمتنا سنين ولم نتفوّه حتّى بكلمة اعتراض مما جعل من ندعوهم بالفاسدين أن يتطاولوا حتّى على الوظائف العليا والمسؤولين الكبار فأصبحوا هم الأكثريّة بالمال الذي يملكون وبالسلطة التي بها يحتمون وبالجاه الشعبي الذي به وعليه يُنافقون واصبحنا نحن الأغلبيّة الصامتة المنافقة التي لا تفعل سوى الإستنكار والتأفُّف ولا تعي سوى تعليق الخطايا على مشاجب الغير او إلصاقها بالمؤامرة وصانعي الفتن اننا من لا بصيرة له بعد ان فقدنا النظر القويم وبتنا في عرض البحر لا نستطيع العوم ولا مواجهة الأمواج العاتية المتلاطمة فينا ومن حولنا واصبح الكثير منّا لاجئين او مشرّدين او مُهجّرين .
لا نعرف ما كتب الله لنا ولا نعرف ما كتب اليهود والأمريكان في كتب المستقبل لنا فمصيرنا مجهول لنا ولكنّه معلوم لديهم فهم يقرؤون ونحن متلقّون هم منهم الفعل ونحن علينا ردُّ الفعل إن استطعنا اليه سبيلا .
المهم اننا عنيدون عناد الحجر الذي لا تلين قناته وبتنا لا نعرف طعم راحة الحياة في البيت ولا في المدرسة ولا في المجتمع ولا نعرف لا راحة البال ولا راحة الجسد بينما تملأعقولنا اساليب الخداع والحيلة لنستطيع تحصيل المزيد من المال الحلال أوالحرام لايهم فكلاهما سواء المهم ان اهل البيت لاهون امام تلفوناتهم الذكيّة التي تحوي ما تهواه العين من مناظر وما يلهي النفس والروح من قصص وحكايات مليئة بالحب والخيانة والقتل والأفراح والأحزان والغدر والثأر والإنتقام والألعاب التي تجعل كل من في البيت يأخذ ركنا يرى فيه مكانا منعزلا لمتابعة تلفونه الذكي وكذلك ربّة البيت والولد والبنت فكلّهم على نفس الوتيرة وقد تاتي لحظات يخبر احدهم الآخرين بخبر او طرفة او معلومة ما ولكنها لحظات قليلة جدا يتبادل بعضهم الكلام مع غيره .
نحن مقتنعون بل ومؤمنون انّ كل ما نحن به منذ عشرات العقود من السنين ما هو إلاّ نتيجة تخطيط الغير ممّن يريدون الشرّ بالعرب والمسلمين ونحن مستكينين للذل وفقط نحاول ان نجترّ تاريخ كلُّه وهم نحن اخترعناه وصدّقناه حتّى انّنا كرهنا انفسنا ونهبنا ثرواتنا بايدينا او ايدي وعقول الغير وبدل ان نتغيّر ايجابيّا قبلنا ان ينحطّ حالنا وما زال نحو الأسوأ .
احلامنا كانت سوادا واصبحت اكثر سوادا واصبحت الدماء اكثر جريانا والنفوس اكثر حقدا والضمائر اعمق خيانة ولكننا اصبحنا لا نستطيع الحلم باشياء جميلة لأنها لا يمكن ان تأتي من فراغ او من اكاذيب بل هي تكون انعكاسا لحياة حقيقيّة او افكار تأتي من راحة البال .
بات العرب بلا احلام واصبحنا نعشق الإسم فقط ونردِّده في اغانينا وفي اشعارنا ونحن نعلم ان لا وجود له في الواقع الذي نعيشه وحيث ان الأموات محرومين من الأحلام فكأننا نعيش امواتا بلا حراك وبلا تفكير وبلا احلام .
احمد محمود سعيد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22500
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-11-2017 03:46 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم