حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17076

خذوا الخبز واشربوا الماء .. واتركوا لنا لوطن

خذوا الخبز واشربوا الماء .. واتركوا لنا لوطن

خذوا الخبز واشربوا الماء    ..  واتركوا لنا لوطن

06-11-2017 11:00 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
قبل اكثر من خمسين عاماً كان الاردن من الدول التي تزرع القمح وتصدره الى دول اخرى ،وكانت سهوله شمالا وجنوباً تعج بسنابل الخير والحصادين ، يومها كان الحداء والرثاء وطنياً خالصاً ،وكان وصفي يحث كل اردني على الزراعة والانتاج ويرفض الاستيراد، والاستبداد وينبذ الاستعباد ،وكانت ابجدياته ان يأكل كل اردني من ما يزرع وينتج ويصنع ، بالرغم من قلة الموارد ، في حين كانت التنمية هي هم كل مسؤول ، فلم يكن جيب المواطن هو النبع الذي تشرب منه الحكومات ،ولم يكن جيب المواطن هو البنك المركزي الذي يتكأ علية ميزان المدفوعات ، او هو العكاز الذي تقف عليه اعمدة الكيان الحكومي ، بل كان هو عماد التنمية والنمو ، وكان مصدر كل سلطة .
غادر وصفي وغيره من الاحرار الابرار بوطنهم والقابضين على الجمر من اجل رفاه وسعادة المواطن ، لا سلخه ونحره من الخبز ،الى الماء ،الى الهواء ، وتمزيق جيبه البالي اصلاً ، واجباره على الاتجاه الى البنوك والصناديق للاستدانة والتسليف ، لتكون محطته التالية السجن ، والتشريد والاتجاه الى اتخاذ مسارب ملتوية، وانحرافية اخرى انفاً عنه ناهيك عن محاصرته فكرياً جراء ما يُثقل كاهله من امور اصبحت خارجة عن ارداته ، من اجل استفزازه وتحويله الى عدو للحكومة او الوطن ، وربما كان التحاق بعض من الافراد بجماعات ارهابية ومتطرفة جراء ما تفعله الحكومات المتعاقبة والمتتالية بالمواطن والتنكيل به ، وان دراسات اُجريت حول ذلك اثبتت ان تصرفات وسلوكيات الحكومة كانت وراء التحاقهم بتلك الجماعات .
اليوم وبعد ان اعدت الحكومة العُدة من اجل نهب قوت المواطن الضعيف والفقيروالمتمثل في رغيف الخبز ، فأن المواطن وان كان فقيرااو ضعيفاً لن ينجر الى تصرفات وسلوكيات الحكومة، ولن يتثيرة او تستفزه تلك الاجراءات ، وهذا ليس من باب ضعف المواطن او جهله بحقوقه وواجبات الحكومة تجاهه ، بل من باب قوة المواطن وحنكته التي تفوق تفكير الحكومات ومن في فلكهها ، لان المواطن اصبح اكثر اهتماماً بوطنه ، الوطن ذلك العش الذي يؤيه ويضمه حينما تغيب شمسه ويبزغ قمره ، فهو الملاذ الامن الذي يقيه من برد الشتاء وزمهريره ، وهو الذي يضمه من لهيب الحر ، وجور الزمان ، فلن يكون لهولاء الضعفاء والفقراء والمعوزين غير هذا التراب الذي نافحوا من اجله وضحوا بدمائهم وارواحهم خوفاً عليه من العاديات ، واسكنوه عيونهم واغمضوا عليه الجفون ، فكل بلاد الدنيا لن تساوي ذرة من هذا التراب في حين البعض فرط فيه وتركه من اجل بضع دريهمات وكانوا فيها من الزاهدين ، فكثير من البلاد لفظت مواطنيها واصبحو بلا ماوى ولا ملجا من باب ان ارضهم ليست غاليه على ارواحهم ، فتركوها ليبحثوا عن غيرها فلم يجدوا .
الخبز اليوم ،والماء تنازلوا عنها الضعفاء لان امنهم اهم من اي شي اخرى يمكن الحصول عليه ، فالقران الكريم اعتبرالامن عنصر وعامل هام مقابل الاطعام والجوع والامن عنصر حياتي هام لا يمكن ان يتم التفريط فيه او الاستغناء عنه باي حجة او حاجة لانه اسا س البناء والنماء ،والتنمية والاستقرار، فبدونه لا يمكن ان تنعم الدول والافراد بالعيش ،ولا يمكن ان يكون هناك اي اساس لاي دولة كانت ككائن حي ، ومن هنا اصبح هم المواطن الاردني ان يكون امننا ًفي سربه ومُعافى في جسده وعنده قوت يومه فقط ،لا ان يملك الخبز والماء كله ، فعنده الوطن اهم من اي شي اخر قد يملكه ، لان الاشياء ان ضاعت وفًقدت يمكن تعويضها واستبدالها باشياء اخرى ،لكن الوطن ان ضاع ،فلا وطن قد يعوضنا عنه .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17076
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم