حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14860

متغيرات الامن الخليجي ! واحتمالية انفراط العقد

متغيرات الامن الخليجي ! واحتمالية انفراط العقد

متغيرات الامن الخليجي !  واحتمالية انفراط العقد

29-10-2017 02:42 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

في فضاء جيوسياسي خليجي ترتطم الإرادات الخليجية بفعل تسارع الأحداث الأمنية والإقتصادية وبفعل تطور البيئة الهيكلية الداخلية للمجتمع الخليجي من جهة والهيكلة الإقليمية بفعل التوازنات الجديدة من جهة ثانية، وقد كان الطموح الواعد أن تتسلحّ الإرادات الخليجية لدول الخليج العربي برسم معالم لسياسة خارجية موحدة وعملة موحّدة وسياسة أمنية متقاربة ودبلوماسية تجابه تسارع الأحداث في الجوار والإقليم على حد السواء، غير أن الذي يحدث هو أن الدول الخليجية حاليا تعيش حالة من الإنكفاءات الجديدة بفعل رسم مقاربة أولوية الداخل على الخارج وذلك في ظل هشاشة البنية الداخلية لبعض الدول، فباستثناء الشراكة الإستراتيجية التي رسمتها السعودية والبحرين والاتفاقيات الخاصة بالتعاون المشترك فقد أبان الربيع العربي عن سياسات المحاور الجديدة. وقد أبرزت مسألة التعاطي مع قضايا الإرهاب والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) رؤى متباينة في فهم الدول الخليجية وآليات التحرك الإقليمي وظهرت سياسات جيوسياسية وجيواستراتيجية لم تكن بارزة بشكل جلي في السابق.
ومع سياسة التمدد الإيراني في شكل زحف ناعم تارة أو زحف صلب تارة أخرى، كحالة التحالف الصلب بين إيران وحزب الله وسوريا، وكذا الدور المتعاظم لإيران في الحالة اليمنية، أصبحت التساؤلات تطرح بشكل أكثر عمقاً: هل يمكن الحديث عن “يمننة” (نسبة إلى اليمن) الدول الخليجية التي تعيش فسيفساء اجتماعية وديمغرافية وبنيوية ؟ وإلى أي مدى يمكن أن تتصالح الإرادات الخليجية في رسم عقيدة أمنية مشتركة وسياسة خارجية متقاربة تجابه التهديدات الجديدة كتهديد الإرهاب الدولي وتهديد التنظيمات الدينية المسلحة وتهديد الصراع الهوياتي؟ وفوق ذلك كله إشكالية بناء المواطنة الخليجية؟
إلا أنه لا يزال أمام دول الخليج فرص للتكتّل والوحدة التي تفضي إلى كيان موحد في مواجهة أيّة تهديدات خارجية، ولا يوجد أمامها سبيل سوى تقوية مجلس التعاون الخليجي لبلوغ هذا الهدف، حيث تتسم الأوضاع الدولية في منطقة الشرق الأوسط بالتعقيد والتحوّل المستمرّ، وتخفي زخما متداخلا ومتراكما ومتناميا من التحديات والمخاطر والتهديدات المرتبطة بالأدوار والمصالح الأمريكية في منطقة الخليج .
ومن الطبيعيّ أن تتأثّر دول الخليج، بجميع الأزمات المحيطة بالمنطقة الخليجية ذات الأهمية الإستراتيجيّة، بدءاً بالصراع العربيّ – الإسرائيليّ، إلى الخلاف الغربيّ – الإيرانيّ حول البرنامج النوويّ لإيران، ونتائج التحوّلات التي فرضتها الثورات العربية في مصر وسوريا تحديداً، والحرب على الإرهاب والحملة الدولية للقضاء على تنظيمي القاعدة والدولة “داعش”، إضافة إلى تنامي الصراع الطائفيّ الشيعيّ – السنيّ، وتمثّلاته في البحرين والعراق وسوريا ولبنان، والأزمات المحتملة والمتكرّرة لتصدير النفط، وتقلبات أسعاره، نتيجة الحرب في ليبيا، وغيرها من الدول النفطية التي تعرف صراعات وأزمات سياسية.
هناك عجز في الناتج النهائيّ لسياسات دول الخليج العربيّ، عن تنفيذ خطة تنتهي بهم إلى ظهور “كيان جديد”، موحّد على الصعيد الاقتصاديّ، لا تؤثّر فيه التحولات السياسية الإقليمية، ويقف في مواجهتها ككتلة موحدة، وليس كدول متفرّقة، تعقد كلّ واحدة منها صفقات أو اتفاقات خارجية منفردة، مع القوى الدولية، فكلّما فرضت القضايا الإقليمية الشائكة تعطيل الحلم الخليجيّ بالوحدة الاقتصادية، تأكّد التهديد الخارجيّ للتجربة الوحدوية الخليجية، التي تتحرّك ببطء شديد في مقابل خطط خارجية لتفتيت الشرق الأوسط تتطلّب وعيا كبيرا وتنسيقا مستمرين من قبلها .
اليوم ومع استمرار وتعنت الاطراف الخليجية المتصارعة فقد باتت قطر تسعى لجلب كثير من العتاد والسلاح من اجل صد اي عدوان محتمل من اي جهة خاريجة عامة او خليجية خاصة فاخذت تدق مسامير قوية في نعش المجلس العتيد الذي كان في وقت قريب يحرك القوات من اجل لُحمة الصف الخليجي ، وراب الصدع اينما بدأت تسطحاته ، فبعد ان تباعدت جهود الامير الكويتي في حل الازمة التي اخذت تتعقد يوماً بعض يوم ، فأن التنبؤات تقترب من تحقيقها في انفراط العقد الخليجي الذي سعت الى نبشه ايران وامريكا من خلال تفاهمت من تحت الطاولة لفرط هذا العقد الذي مر عليه سنوات طوال كان سببا في التحام الصف الخليجي من اجل صد اي بُغاة قد يتربصوا فيها يوما .
العقد الخليجي اليوم اخذ يفقد بريقه ، ويتلاشى القه بعد ان نالت منه رياح الجفاء والقطيعىة واصبح وهجه يبهت يوماً بعد يوم ، وان المُعطيات تدل على ان هذا العقد اصبح انفراطه قاب قوسين او ادنى ، وربما يتاثر الامن الخليجي جراء هذه المتغيرات التي عصفت باعمدة البيت الخليجي الذي صمد طويلا في وجه العاتيات التي كان اخرها عاصفة الصحراء وكيف انضوت قوات الخليج تحت رمح واحد ، وان الوقت اصبح بعكس التيار وبعكس الرياح التي تجري بما لايشتهي البيت الخليجي .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14860
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم