حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12638

نحو بناء برامج ناجعة لعلاج متطرفين عادوا من ساحات القتال

نحو بناء برامج ناجعة لعلاج متطرفين عادوا من ساحات القتال

نحو بناء برامج ناجعة لعلاج متطرفين عادوا من ساحات القتال

28-10-2017 09:13 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
ظهر العديد من البرامج التي تدعو الى معالجة التطرف والمُلتحقين بالجماعات الارهابية حول العالم عامة وفي الاردن خاصة ، وقد احتوت تلك البرامج على رؤيته دينه غير مبنية على اساس عقائدي صحيح ، اومن خلال ابواب استفزازية ، واساليب غير راجحة ربما تجعل الطرف المُغرر به يقاوم اية افكار تجعلة يتحول نحو مقاومة اية محاولات لاعادته الى حظيرة السلوك القويم ،او يتعاملون مع حالة التطرف عند الفرد كحالة نفسية او عقلية، او يحاولون ابعاد قيم المتطرف عن العنف بطرق مطبوخة بنظام السلق .
لقد حاول السياسيون والمُختصين في التنظيمات الارهابية والمتطرفة ايجاد حلول ناجعة ربما تؤثر في هولاء وتجعلهم يتنازلون عن بعض او جزء من الافكار المسمومة والمعتمة ويتحولوا الى سلك السلامة والسلوك القويم نوعاً ما بدون اية اجراءات قد تجعلهم يستشيطون منها غضباً ولا ينفكون من الافكار التي لوثت عقولهم وعشعشت فيها وربما لا يمكن هزيمتهم فكرياً احيانناً، ولا يمكن ان يؤثر على التحول الفكري لديهم ويجعلهم اكثر قوة في الفكر اكثر مما كانوا عليه جراء المجادلة التي قد تبدا بينهم وبين الاختصاصين والمعالجين الفكريين ، والتي ربما تتحول الى مناكفات واتهامات بالتكفير .
لقد اصبح هولاء الثلة يتمتعون بفكرية غير اعتيادية عن اقرانهم العاديين جراء ما مروا به من قتل وتدمير وتعذيب وانتهاك لحياة البشر اينما كانوا وحيث يتواجدون ومن هنا فمن الصعب ان يتم جدالهم امنياً من قبل رجال الامن او من يعملون في المؤسسات العقابية ، فهنا نوعية العلاج تخلتف اختلافاً كلياً عن باقي الجرائم التي ارتكبها الافراد فعلاج الفكر اصعب واقل نجاعة من علاج الجريمة والعود اليها ، لان سلوكيات المجرم ربما يتم تاهيلها بواسطة بعض من النظريات الجرمية التي ربما تعتمد على مبدأ علاج الداء بالداء ، او استخدام اساليب اكثر تطور واكثر تأثير في نفس المجرم وربما يتحول جراء ذلك الى مصلح اجتماعي ، في حين ان المتطرف من الصعب استمالة الى حظيرة السلوك القويم بشكل سريع ، بسبب الافكار التي ترسخت في فكره وطغت على الوجة الايجابي في حياته عن كل ما حوله .
من هنا لا بد من انتهاج اساليب اكثر نجاعة لتجذير السلوك الايجابي والقويم والدافعية الايجابية في نفوس هولاء المتطرفين والعائدين من ساحات القتال مع جماعات ارهابية ومن هذه الاساليب اسلوب الجسر والمتعلق بتمكين الفرد التائب والذي يشعر بالذنب لعبور جسر الامان من خلال تسليم نفسه بكل رضا وقناعة لأنه عائد الى رحم الوطن بكل ولاء وانتماء لينظم الى اسرته كما ولدته امه مُتخذين في ذلك مبدأ تسليم المتعاطي لنفسه الى مركز علاج الادمان بدون ان يكون هناك اي عقاب او تحويل الى المحاكم المُختصة او تقديمه الى اية محاكمات بحيث يخضع الى تقييم فكري وسلوكي ولعلاج نفسي وفكري يجعله فرد مُنتج ناجح تائباً الى الله وفياً للوطن ومُخلصاً له ، وهنا لا بد من طرق شتى من اجل الدخول الى شخصية الفرد وتحديد العومل التي تقود الى طريقة تفكيرة وتصميم خطة من اجل التعامل ومعرفة كيفية تأثير تلك الخطط على سلوكه وتحوله وهناك اسلوب السلم الذي ربما يمكن الشخص الذي يتردد في تسليم نفسه ويعود الى حيث كان عليه فرداً ، لا يمكن التغرير به ، ولا يقبل الانجرار الى اية جماعات تحاول ان يكون فرداً فيها او الانظواء تحت ظلامها ودجلها ، ويبدا ذلك من خلال التدرج في استمالته الى حيز الخير والايجابية ، وذلك بعد ان يتم فرز الافراد العائدين من القتال او الذين انتموا الى الجمعات الارهابية ، وتصنيفهم حسب سلوكياتهم وافكارهم ومدى استجابتهم للعودة الى حظيرة الوطن والحفاظ على السلم المجتمعي ونبذ كل الافكار المسمومة والطرق الملتوية التي يستخدمونها في النيل من الوطن والمواطن وممتلكات الوطن ، واية محاولات قد يسلكونها من اجل جذب اية افراد من اجل الالتحاق بهم وتسميم افكارهم وتلويث فكرهم ، ومن ثم يتم معالجتهم حسب كل منهم سواء فكريا او دينياً ،او اعادة غسل عقولهم التي عشعش فيها كثير من الافكار المسمومة ، وهذا يتم من خلال برامج يستخدم فيها وسائل اتصال مؤثرة بحضور الاهل او الاسرة او الابناء لتجعل منهم عنصر دافع لهم من اجل التحول الى الدافعية الايجابية والتفكير في اسرهم والشعور بالذنب المُفضي الى الاعتدال وسلوك طريق مستقيم وسلوك قويم ، وهناك مايسمى باسلوب الدوافع ، والذي يتمثل في بحث الدوافع التي جعلت من ذلك الفرد ينظم او يلتحق بتلك التنظيمات او تلك الجماعات المتطرفة ، وعند كل دافع لا بد من الوقوف والتحليل والبحث والدراسة ، ومعرفة السبب الاقوى والدافع الهام الذي جعله ينبهر به او نوعية وحجم الدافع الذي دفعه لذلك ، وان كان يحتاج الى علاج فلا بد من معالجته فوراً وبدون تردد او انتظار من اجل التاثير في نفسية الفرد وتسريع اعادته الى صفوف السلوك القويم والايجابية التي تعزز فيه روح الندم ، وفي نفس الوقت لا بد من وجود دوافع تساوي تلك الدوافع التي استمالته وهي دوافع تحتوي على استراتيجية الاعادة والتوطين ودمجه في المجتمع بدون اية انتقادات او وصمة ، وتحفيزه على الانتقال الى ايجاد مسارب خاصة لتاثير في الافراد الذين ربما يعانون من هوس الانتماء والالتحاق بالجماعات المتطرفة والارهابية .
اذن نحن اليوم امام طرق علاجية متعددة ان تم تحسينها وتطويرها وتطبيقها من خلال برامج كثيرة فاننا حتما سنكون اكثر استجابة لدمج كثير من الافراد التائبين والعائدين من ساحات القتال وممن التحقوا بجماعات متطرفة ارهابية ، وجدوا اخيرا انهم ليسوا على حق ومُنحرفين عن طريق الصواب والحق والعدالة ، فعادوا نادمين شاعرين بذنب عظيم لا يغفره لا الله ومن ثم قبول المجتمع اليهم ، وان تركناهم فان جماعات او تنظيمات او حركات اخرى ربما تستقطبهم ويكونوا اكثر شراسة من قبل بعد ان تنكر لهم المجتمع حينما عادوا اليه تائبين .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12638
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم