حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15050

هل سيوقع رؤساء وزراء ووزراء سابقون واعيان ونواب وشخصيات سياسية على "وثيقة" عدم ترؤس الجاهات .. ؟

هل سيوقع رؤساء وزراء ووزراء سابقون واعيان ونواب وشخصيات سياسية على "وثيقة" عدم ترؤس الجاهات .. ؟

هل سيوقع رؤساء وزراء ووزراء سابقون واعيان ونواب وشخصيات سياسية على "وثيقة" عدم ترؤس الجاهات ..  ؟

23-10-2017 01:40 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - عصام مبيضين - تثار التساؤلات حول ان كنا سنشهد في الفترة القادمة انتهاء ظاهرة الجاهات التي يتراسها روساء وزراء ووزراء سابقون واعيان وشخصيات سياسية معروفة عبر التوقيع والالتزام في وثيقة ، حيث اطلقت شخصية سياسية معروفة في موقع المسؤولية وثيقة لرفض رجالات الدولة حضور المناسبات والجاهات التي يدعى إليها وستكون الوثيقة ، يوقع عليها ويتبناها، رجالات الدولة وممثلي القوى الوطنية والاجتماعية المختلفة، ومن اجل الابتعاد عن الممارسات السلبية والاستعراضية التي بدأت تغزو مجتمعنا وبخاصة الممارسات المتعلقة بحفلات الاعراس والخطوبة .

و بينما يتمنى خبراء نجاح الوثيقة في كبح التصرفات الاستعراضية والافراح الخيالية التى تثير الحنق والعتب لدى شرائح واسعة في ظل ظروف اقتصادية صعبة جدا ، خاصة وقد أصبحت الموضة الدارجة عقد عائلات اتفاق "جنتلمان" بين عائلة العريس وعائلة العروس على تحديد رئيس وزراء أو جنرالات سابقين على الأقل، احدهما يطلب يد العروس والثاني يوافق على الطلب، ويتخلل ذلك إلقاء خطب عصماء يليها توزيع الكنافة وزجاجات العصير. وبسبب كثرة الطلب على المسؤولين الكبار انتقلت موضة الجاهات إلى النواب والأعيان والوزراء والشيوخ، وفق مصادر متابعة للعديد من الجاهات، لتجري تحت خيام خمس نجوم أو في القصور والفلل والفنادق والقاعات الفخمة التي تتسع عددا كبيرا من الضيوف والفضوليين.

وتبدأ طقوس الجاهات باستقبالها بالتهليل والترحيب مع بدء اصطفاف سيارات الجيب والشبح والمرسيدس ذات اللوحات الحمراء التي تدل على مكانة أعضاء الجاهة ووجود رسميين منهم، ومن الواجب -بالتالي- إكرامهم والاستجابة لطلباتهم.

وبات يعد حضور النخبة أحد معالم نجاح أي طلب لأي عروس، رغم أن الأطراف متفقة على كافة التفاصيل من ذهب ومهر وأثاث، لكن تبقى الجاهة أمراً برتوكوليا، تكتسب زخمها من المنافسة بين أهل العريس والعروس، بحجم ومستوى ومرتبة من يحضر على رأس جاهته، وتمكن كل طرف من استقطابه أمام الطرف الآخر، في استعراض قوة و"شوفة حال"
في الأثناء تصب القهوة بالهيل وتوضع الفناجين على الطاولات، فيما تشرئب العيون إلى المتحدث الرئيس الذي لا يرد في العادة الجاهة الكريمة مهما كان الأمر.

وعادة ما يجري اختيار المشاركين في الجاهات المهمة والسياسية منها بعناية فائقة، بحيث تشكل توليفة متجانسة من المسؤولين والشيوخ والوجهاء والأقرباء والانسباء، ولا بد من تطعيمها ببعض الوجوه المعروفة خارج نطاق العشيرة، بحيث تظهر 'هيبتها' في الشكل النهائي مما يدعو إلى احترام الطرف الآخر لها .

ويشير وزير سابق الى أن ما يثير الاستغراب أن رؤساء وزراء وديوان ملكي وجنرالات سابقين وأعيانا ونوابا صارت تمارس الجاهات السياسية تحت الأضواء لأجل هذا النوع من الظهور أمام الجميع والكاميرات، اذ تنشر سلسلة صور في بعض المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي في نطاق إثبات الذات، والتذكير لعل الذكرى تنفع أمام صناع القرار.

ويضيف الوزير أن اغلب الجاهات تكون لأبناء طبقة واحدة تستأجر قاعات الفنادق الفخمة وتعد الخيام الخمس نجوم وتتكبد التكاليف الأخرى الباهظة بينما العرسان الفقراء يشعرون بالحسرة والنقص والألم، وهذا لا يجوز لأن فيه تقسيما للمجتمع، وترسيخا للفوارق .

وأضاف أن انشغال رؤساء الوزارات بتصدر الجاهات يكون أحيانا لمجرد الظهور في نطاق إجباري للنخبة للتفاعل مع رغبات المجتمع والأصدقاء والمعارف أو المتقاعدين الذين ينساهم الجميع ولا يتمتعون بأي دور ولا يشاركون في حلقات "البزنس"، الأمر الذي يدفعهم الى المشاركة في المناسبة الاجتماعية كــ"طقس" للوجود والاستعراض، ورغم أن بعض الأوساط تعتبر حضور سياسيين كبار شكلا من أشكال الفراغ عند النخبة الأردنية، وهو مظهر كلاسيكي اجتماعي محض وغير حقيقي في كثير من الأحيان.

وأشار الى أن أيام التقاعد الطويلة والملل وغياب المشهد وعدم الاهتمام واختفاء الأضواء، وهروب وسائل الإعلام عنهم وعدم وجود دور حقيقي للسياسيين الكبار في عمق المجتمع والقرار يجعل حضورهم لمثل هذه المناسبات من أنماط التسلية، وكم هو مؤسف ان تحتفل دولة بأسرها من رؤساء حكومات ووزراء واعيان ونواب وإعلاميين ووجهاء وشاغلي المناصب الرفيعة بالتحرك في موكب مهيب لخطبة فتاة .

بعض الوجهاء يشيرونالى أن حضور رؤساء الوزراء في هذه الجاهات تعبيرٌ عن دلائل تعزيز وحدة المجتمع واللقاء والحوار والمشاورة، مما يساند فكرة الانصهار في المجتمع والوحدة الوطنية .

ويشير سياسيون الى أن لا وجود لمشكلة إلا ولها (حل)، ما دام الأردنيون بحكم موروثهم يعتمدون على الجاهات في حل مشاكل وقضايا حوادث الدهس والقتل والمشاجرات، وقضايا العرض والأفراح


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






* يمنع إعادة النشر دون إذن خطي مسبق من إدارة سرايا
طباعة
  • المشاهدات: 15050

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم