حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
  • الصفحة الرئيسية
  • كُتاب سرايا
  • مؤتمر " الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين " .. مسرحية إسرائيلية يبحث تحويل الأردن إلى دولة فلسط hينية .. دلالات توقيت عقد هذه المسرحية وعن موقف الحكومة الاردنية منه؟!
طباعة
  • المشاهدات: 34163

مؤتمر " الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين " .. مسرحية إسرائيلية يبحث تحويل الأردن إلى دولة فلسط hينية .. دلالات توقيت عقد هذه المسرحية وعن موقف الحكومة الاردنية منه؟!

مؤتمر " الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين " .. مسرحية إسرائيلية يبحث تحويل الأردن إلى دولة فلسط hينية .. دلالات توقيت عقد هذه المسرحية وعن موقف الحكومة الاردنية منه؟!

مؤتمر " الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين "  ..  مسرحية إسرائيلية يبحث تحويل الأردن إلى دولة فلسط hينية  ..  دلالات توقيت عقد هذه المسرحية وعن موقف الحكومة الاردنية منه؟!

19-10-2017 07:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
تابعت الأوساط الأردنية، المؤتمر " المسرحية " الذي دعا إليه ما يسمى "المركز الدولي اليهودي الإسلامي للحوار”، تحت عنوان “مؤتمر الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين”، بمركز “ تراث الإرهابي مناحيم بيغن " والذي عقد مؤخرا بتاريخ 17 أكتوبر / تشرين اول 2017 في القدس المحتلة ، وتناوله الكثير من الكتاب والسياسيين والنواب الأردنيين ولكن من غير التعرض الى ما هدف اليه مؤتمر النخاسة هذا ، وكانت تتركز كلها في محتواها على الشجب والاستنكار ومن غير التعرض الى مخاطر هذا الطرح الذي تدعمه وتقوم عليه دولة الكيان الصهيوني الغاصب ، والذي بغير هذا الدعم لا تقوى هذه الثلة الساقطة على المجاهرة او حتى على المضي قدما بالإعلان والترويج له...

وعليه فقد رأينا في مقالنا هذا تسليط الضوء على تبعيات هذا الحدث " وان كان صغيرا في قيمته " ، ولكن بالتقديم لبعض الاحداث التي عصفت في منطقتنا العربية وتدحرجها الى حيث نحن اليوم من مخاضات امتنا العربية منذ الحرب العالمية الأولى الى يومنا هذا وما اصطلح على تسميته بمشروع الشرق الاوسط الجديد أو الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة الامريكية لمجموعة الدول الصناعية الثمان عام 2004 م هو الخطة العملية التي تبنتها هذه الدول لترجمة المشروع الصهيوني لتقسيم المنطقة العربية الاسلامية، وقد أعلنت الولايات المتحدة هذا المشروع على الاشهاد حيث جاءت تصريحات رئيسة مجلس الامن القومي آنذاك كوندليزا رايس بما اسمته الفوضى الخلاقة وتسريبات المخابرات الامريكية لخرائط الشرق الاوسط الجديد بمثابة التكملة العملية لذلك المشروع الذي نشهد ترجمته على أرض الواقع اليوم، وفي وقت لا نقلل من رغبة الشعوب وإرادتها في الحرية والانعتاق من الانظمة المستبدة...

ولكن ما يحدث اليوم في العديد من الدول العربية هو ترجمة حرفية للدعوات والمخططات الصهيونية التي انطلقت منذ بدايات تأسيس هذا الكيان على أرض فلسطين باعتبارها قاعدة عنصرية استعمارية غربية لإعاقة تقدم أمتنا العربية ووحدتها عندما أعلن المستشرق الصهيوني ( برنارد لويس ) مخطط التفتيت باستخدام الاقليات والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عندما دعا الى اضافة أكثر من 30 كياناً انفصالياً على أساس ديني ومذهبي وعرقي (أثني) بالإضافة الى التجزئة التي قامت بها اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م وبنص عبارات هذا المستشرق الصهيوني حيث يقول " إن الصورة الجغرافية للمنطقة لا تعكس حقيقة الصراع، فما هو على السطح يتناقض مع ما هو في العمق "، وهو ترجمة واقعية لنظرية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، التي نراها تتجسد امامنا حروبا، ودولا فاشلة، وتهجيرا، وتقسيمات طائفية ، وما يحدث اليوم في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وما حدث في السودان ليس سوى جزء من هذه المؤامرة الكبرى على بلادنا العربية .... فهل نتعظ؟

في البدء كان وعد بلفور عام 1917، تلاه الاحتلال البريطاني لفلسطين، الذي سرعان ما تحول الى نظام الانتداب عليها فالاحتلال سبق الانتداب، ووعد بلفور سبقهما معا، مما يؤكد الصلة العميقة بين وعد بلفور والاحتلال الذي استظل بالوعد من جهة، ومن جهة أخرى الانتداب الذي اكسب الاحتلال ومعه الوعد، مكانتهما السياسية والقانونية ببعد الشرعية الدولية، ومنبعها عصبة الأمم المتحدة.

الأصل في هذا الثالوث (الوعد، فالاحتلال، ومن ثم الانتداب) هو وعد بلفور القاضي " بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين “. صك الانتداب تبنى هذا الوعد كاملا بنصه " على ان تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ (وعد بلفور) لصالح إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين “، فقامت بريطانيا بالمهمة على أكمل وجه، ما ان وطأت اقدام جنودها ارض فلسطين، دولة محتلة، ومن تم دولة منتدبة. صك الانتداب حول وعد بلفور الى التزام اممي. وكما تجاهل وعد بلفور الفلسطينيين، أصحاب البلد الأصليين، وأنكر وجودهم، فانحدر بالتعريف عنهم ـ بالإنكار ـ الى مستوى «الطوائف غير اليهودية المقيمة الان في فلسطين»، اتى صك الانتداب في امتداد هذا الانكار ليستخدم نفس الصيغة، وأحيانا ليلطفها بصيغة " فئات الأهالي الأخرى "، لكنه ابدا لم يشر الى الفلسطينيين ، ونختصر القصة ... وبهذا يكون صك الانتداب ـ في امتداد وعد بلفور ، بالتوافق معه وتفصيلا لفحواه قد اعترف والتزم بالأركان الثلاثة التي تقوم عليها الدولة بمفهومها الحديث :الأرض(فلسطين)، الشعب (اليهودي)، الحكومة (ونواتها الوكالة اليهودية)،بينما حجب هذا الحق عن شعب فلسطين ،من بوابة انكار وجوده كشعب وبحقه في تقرير المصير ، وتلت تبعيات ذلك من تهجير للفلسطينيين عند قيام دولة الاحتلال في العام 1948 ، وما تلاها من آثار حرب حزيران 1967 ، وكان الأردن هو المستضيف الأكبر للأخوة الفلسطينيين والذين أتوا بين أهلهم واخوانهم الشرق أردنيين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم بموجب الدستور الضامن لحقوق الأردنيين من شتى اصولهم ومنابتهم...

ويستمر المسلسل الصهيوني الاحتلالي الغاشم دوما بطمعه وجشعة ضد الأردن الذي وقع معه اتفاقية سلام ضمنت للكيان الصهيوني ثاني اعتراف عربي – بعد اتفاقية كامب ديفد - بوجود دولة الاحتلال على ثرى فلسطين التاريخية، وغير بعيد عن ذلك حادثة السفارة الصهيونية الأخيرة في عمّان والتي اقدم احد جبناء اركان سفارتهم على قتل اثنين من الأردنيين وبدم بارد ، وكيف استقبل " النتن " القاتل على انه قادم من معركة قد حقق فيها انتصارا ، ولم تتخذ سلطات العدو الغاصب اية نوايا نحو التحقيق مع القاتل للحظة الماثلة الان ، وفي هذا الإطار يسعى اليمين الإسرائيلي المتطرف والذي يتبناه الإرهابي " النتن ياهو “، إلى "الإعلان عن حكومة الظل الأردنية برئاسة ما يسمي نفسه بالمعارض الهزيل " مضر زهران "، كما ان المثير في موضوع المسرحية الهزلية هو طرح الأوساط اليمنية الإسرائيلية من جديد خيار الأردن كوطن بديل للفلسطينيين باعتبار أن مشاركة شخصيات أردنية هزليه هو غطاء للترويج للوطن البديل...

لقد تصدرت مواضيع هذه المسرحية عناوين الصحف والمواقع الالكترونية العربية على اعتبار انه حدث فيه ترويج لرؤى وأفكار استعماريه حاقدة صهيونية لم تقف عند حدود ولا جغرافيا او تاريخ، وفي هذا السياق فقد تحدث خلال جلسات المؤتمر أعضاء من الكنيست الإسرائيلي وصحافيون وسياسيون أميركيون وأوروبيون ومتحدثون باسم المستوطنين، بالإضافة إلى عدد من العرب الفلسطينيين من الأردن، فقد القى الكاتب الصهيوني المقيم في أمريكا مارتن شيرمان كلمته تحت عنوان “هل تحتاج إسرائيل لأن تكون يهودية حتى تبقى؟ إسرائيل كدولة قومية لليهود. ضرورات أساسية للبقاء ... وتحدث الباحث الإسرائيلي، والمحاضر في جامعة بار إيلان، إيدي كوهين، تحت عنوان “ملك الأردن عدو لإسرائيل، نظام الأردن مصدر المشكلة”، بينما ناقشت الكاتبة راشيل أفراهام موضوع “ماذا يُبقي حدود إسرائيل مع الأردن آمنة؟ من يتحكم في جيش ومخابرات الأردن؟”. في حين تحدث المدعو سامر لبدة عن موضوع “هل ستدعم دول الخليج التغيير في الأردن؟ رؤية للأردن كصانعة سلام إقليمي.

وما دام الحديث مستمرا عن مشاركة ما يسمى بالمعارضة الأردنية المزعومة ، وبخاصة هذا العاق الجاحد المدعو مضر زهران، - نأتي على ذكره ليس لأهميته الوازنة – لا بل لتعريته واظهاره على تفاهته وسقوط اهليته وهو الذي يصف نفسه باللاجئ السياسي الفلسطيني-الأردني، وهو الذي يجاهر دومًا بعداوته للدولة الاردنية، هذا الناكر للجميل كان ذات يوما موظفًا رفيعًا في السلك الدبلوماسي الأردني، ويركز دائمًا على أنّ الدولة الاردنية هي خالية من الأصول الشرق أردنيين، -  ويجاهر في جهله وتخلفه الفكري بالادعاء أنه يُمنع للأردنيين من أصل فلسطيني الالتحاق بالتعليم العالي، أوْ أيّ وظيفة حكومية أوْ حتى الحصول على الرعاية الصحية ، ونقول له يا نكره " وهنا لا نميز بين أي من كان على ارضنا الأردنية المباركة " وبعلم القاصي والداني كم هي المواقع التي وصل اليها إخواننا المهاجرين الأردنيين من أصول فلسطينية بدءً من رؤساء الحكومات الى الوزراء والامناء العامون وتمثيل الأردن في المحافل الدولية ، مذكرا إياه هذا الناكر للجميل وكما اسلفت بانه كان ذات يوم يعمل في السلك الدبلوماسي الأردني ... كما ويجاهر دوما وفي حديثة الدائم لوسائل الاعلام الأجنبية والتي هي في الغالب دائما ما تكون إسرائيلية، مواصلا حقده على بلادنا وولعه بإسرائيل بأنّ الأردن هو الدولة الفلسطينيّة التي يجب عليها أنّ تعيش بسلام مع جارته إسرائيل الديمقراطية وعلى الفلسطينيين أنْ يعتبروا الأردن هويتهم ووطنهم البديل والى الابد...

وأخيرا وليس اخرا فإذا كان أعضاء في البرلمان الإسرائيلي وعلى شاكلة عضو الكنيست يهودا جليك عندما يتحدث بأن " الأردن هي فلسطين.. الحل الوحيد " ورافي إسرائيلي (هل ستسمح الدول العربية للأردن بأن تصبح فلسطين؟ هل ستسهل الولايات المتحدة الأمر؟). وامام هذا المشهد الهزلي المسرحي ورغم خطورة من يقف خلفة، وهنا نتساءل عن دلالات توقيت الإعلان عن هذا المؤتمر وعن موقف حكومة بلادنا منه، ومع علمنا باليقين بأن الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يرفض تماماً التفريط بالتراب الفلسطيني على حساب الأمن الوطني الأردني ولا يقف عند هذا الحد بل تقف خلفة الشعوب العربية كلها بغض النظر عن موقف حكومات هذه الدول المرتهنة لدول القرار العالمي...

ختاما مطلوب من الدولة الأردنية بكافة مؤسساتها - حكومة ونوابا ومجتمع مدني - بأن تتنبه الى مثل هذه الطروحات وان تحصن الجبهة الداخلية من خلال النقاش الحر وتكافؤ الفرص والتخفيف عن المواطنين في معيشتهم وتدعيم العمل الحزبي ومحاولة تنشيط العمل السياسي بدعم الأحزاب وخاصة الوسطية ووقف مسلسل قيام الأحزاب بحل نفسها كما حدث وما قد يحث خلال الأيام القادمة الامر الذي يمثل خطرا على المشهد السياسي في بلادنا وبخلاف ذلك نجعل من هكذا مسرحيات ومؤتمرات الحاضن الذي يتهافت ويلجأ اليه الضعفاء من المتعطلين الذين فقدوا قوتهم وبالتالي انعدام حسهم الوطني والأخلاقي..

عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر، وعاش الأردن قويا عزيزا منيعا بقيادة الحكيمة وشعبه الرصين بوحدة الوطنية وعلى امتداد مساحة الوطن... اللهم آمين.

السلام عليكم،

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub@aol.com

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 34163
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم