حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21185

الأكراد وكركوك

الأكراد وكركوك

الأكراد وكركوك

18-10-2017 08:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
الأكراد هم شعوب يعيشون في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا
وقدّرت الإحصاءات عام2012 عدد الكرد بـ 27,380,000 نسمة، 56% في تركيا، و%16 في إيران، و%15 في العراق، و6% في سوريا ويوجد اعداد قليلة في امريكا وكندا واستراليا ودول اوروبيّة واسيويّة اخرى عديده .
وحيث ان معظم الأكراد (93%) موجودون في تركيا وايران والعراق وسوريا وقد اجرى السياسيون الأكراد إستفتاءا بين الأكراد في منطقة الحكم الذاتي في العراق عام2017بالرغم من الرفض المطلق لذلك في كل من تركيا والعراق وايران وهددت بإتخاذ اجراءات عقابية ضد منطقة الحكم الذاتي اولها تجميد الرحلات الجويّة العالمية من والى مطاري اربيل والسليمانيّة في انتظار عقوبات اخرى ما لم يتراجع الأكراد عن الإستفتاء والغاء نتائجه وتداعيات ذلك الإستقتاء وتجلّى هذا الخلاف بين كردستان والحكومة المركزيّة في بغداد عند تشييع جثمان الرئيس الكردي للجمهورية العراقية الأسبق حيث لُفّ الجثمان بالعلم الكردستاني وحطت الطائرة بالجثمان في مطار السليمانية ودفن في مراسم رسمية كردية بل وبدأت مناوشات بين القوات العراقية وبين قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان.
ومما لا شك فيه أن الغالبية العظمى من الشعب الكردي (80%) مسلمون على مذهب أهل السنة والجماعة وتحديدا مذهب الإمام الشافعي، وهذا ما انعكس بجلاء على البنية الذهنية والفكرية لهذا الشعب وما ترتب على ذلك من عادات وتقاليد وأفق تاريخي وممارسات حياتية.
ويرجح العديد من الباحثين ان العداء التاريخي الذي نشأ بين الكرد والشيعة على خلفية أن أعظم قائد كردي في التاريخ الإسلامي وهو صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية قد قضى على أكبر دولة شيعية في التاريخ الإسلامي (الفاطمية – العبيدية) وأرجع مصر حاضرة هذه الدولة إلى حظيرة الخلافة العباسية السنية.
يشكل كرد تركيا 56% من مجموع الكرد في العالم, وعددهم 15,016,000 نسمة (20% من مجموع سكان تركيا). يعيش معظمهم في الجنوب الشرقي لتركيا,بعد سقوط الخلافة العثمانية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تبنى مصطفى كمال أتاتورك نهجا سياسيا يتمحور حول إلزام الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة والثقافة التركية وكانت من نتائج هذه السياسة منع الأقليات العرقية في تركيا ومنهم الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية والتعليمية والثقافية ومنع الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية عملا جنائيا حتى عام 1991, ولقد قوبلت محاولات مصطفى كمال أتاتورك بمسح الانتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقرر الأكراد والأقليات الأخرى بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للأكراد والأقليات الأخرى، على أن تبدأ الانتفاضة في يوم العيد القومي الكردي عيد نوروز 21 آذار 1925. ثم أنتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وبلغ عدد الأكراد المنتفضين حوالي 600،000 إلى جانب حوالي 100،000 من الشركس والعرب والأرمن وفرضوا حصارا على مدينة ديار بكر ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة وفي منتصف نيسان 1925 تم اعتقال سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة ونفذ حكم الإعدام فيه في 30 ايار 1925.
بعد انتكاسة ثورة سعيد بيران شنت الحكومة التركية حملة اعتقالات وتصفيات واسعة في المناطق الكردية في تركيا وحسب مذكرات جواهر لال نهرو عن اعترافات حكومة أنقرة، فقد بلغ عدد القتلى الأكراد في تلك الأحداث مليوناً ونصف مليون, ولقد استمرت الحكومات التركية المتعاقبة على نفس النهج وكان مجرد تلفظ كلمة أكراد يعتبر عملا جنائيا إذ كان يطلق على الأكراد مصطلح "شعب شرق الأناضول" ولكن الاهتمام العالمي بأكراد تركيا ازداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات مما حدى برئيس الوزراء التركي آنذاك توركت أوزال ولأول مرة أن يستعمل رسميا كلمة الأكراد لوصف الشعب الكردي في تركيا وفي عام 1991 رفع أوزال الحظر الكلي باستعمال اللغة الكردية واستبدله بحظر جزئي.
أثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسبب في تشريد مئات الآلاف من الأكراد من ديارهم.
في عام 1991 تم انتخاب ليلى زانا في البرلمان التركي وكانت أول سيدة كردية في كردستان تصل إلى هذا المنصب ولكنه وبعد 3 سنوات أي في عام 1994 حكم عليها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة "إلقاء خطابات انفصالية" كما تم اختطاف زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان واودع السجن في تركيا وما زال حتى الآن سجينا.
يشكل كرد إيران 16% من مجموع الكرد في العالمة وعددهم 4,398,000 نسمة (حوالي 6% من مجموع سكان إيران), يعيش معظمهم في غرب وشمال غرب إيران,بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979 اجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا أن روح الله الخميني منع قاسملوا من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخيين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالأضافة إلى البعد القومي لكون أغلبية أكراد إيران من السنة,في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الأيرانية بأمر من الرئيس الأيراني أبو الحسن بني ‌صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد وسنندج وباوه ومريوان.
ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية والثقافية، ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية.
اندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية والأكراد من عام 1979 حتى 1982 وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي "كومه له" وتعني بالعربية "المجموعة" طرفين رئيسيين في الصراع ولكن وبحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين, كانت قوات الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالی مسؤولين عن اعتقال وإعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من أعضاء الحزبين المذكورين أو المتعاطفين مع الحزبين, أثناء حرب الخليج الأولى تمركز أعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وكانوا مدعومين من العراق وتم أثناء الصراع المسلح بين أكراد إيران والحكومة الإيرانية تدمير ما يقارب 271 قرية كردية
بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان اسمه عبد الله رمضان ‌زاده وقام بتعيين بعض السنة والأكراد في مناصب حكومية رفيعة ، وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 وتلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الإيرانيين.
في 9 تموز 2005 تم قتل الناشط الكردي شوان قدري من قبل قوات الأمن الإيرانية في مدينة مهاباد وحسب بعض الدعايات فإن قدري تم قتله عن طريق سحله في الشوارع، أدت عملية قتل قدري إلى موجة عارمة من أعمال العنف لمدة 6 أسابيع في المدن الكردية، مهاباد وسنندج وغيرها,في عام 2005 تم اختطاف 4 من الشرطة الأيرانية من قبل حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي تأسس عام2004 ويعتقد أن لهذا الحزب صلة بحزب العمال الكردستاني وقام ذلك الحزب المسلح الجديد بقتل 120 من الشرطة الإيرانية خلال 6 أشهر من تشكيله .
يشكل كرد العراق 15% من مجموع الكرد في العالم. وعددهم 3,916,000 نسمة (حوالي 12% من مجموع سكان العراق). ولقد دُمِجوا مع تكوين دولة العراق في سنة 1923 بموجب اتفاقية سايكس بيكو، ويستوطن الأكراد في العراق الحدود الشمالية والشمالية الشرقية للجمهورية, ويشكل الأكراد الأغلبية السكانية في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية مع نسبة ثلث محافظة كركوك وكذلك لهم تواجد في محافظتي نينوى وديالى بنسبة 10% لكلتيهما وتعتبر مسألة أكراد العراق الأكثر جدلاً والأكثر تعقيداً في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى، وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي وديني.
وفي مقابلة مع المرحوم جلال الطالباني رئيس العراق الأسبق كردي القومية أجراه تلفاز هيئة الإذاعة البريطانية يوم 8 نيسان 2006حيث صرح بأن فكرة انفصال أكراد العراق عن جمهورية العراق أمر غير وارد وغير عملي، لكون أكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد، وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق,ولقد تم استعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم وقطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد ودمشق وطهران وأنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة.
يشكل كرد سوريا 6% من مجموع الكرد في العالم وعددهم 1,661,000 نسمة (حوالي 8% من مجموع سكان سوريا). يعيش معظمهم في شمال شرقي البلاد وخاصة في مدينة الحسكة والقامشلي بالإضافة إلى تواجدهم بأعداد أقل في مناطق أخرى من سوريا مثل مناطق عفرين وكوباني (عين العرب) بمحافظة حلب.
وكانت الأحزاب الكردية غير مرخصة قانونيا في سوريا ولكن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي يمارس نشاطه منذ عام 1957 "على الرغم من ظروفه الصعبة في العقود السابقة"، إلا أن الحزب يعمل حاليا بشيء من العلنية شأن غيره من الأحزاب الكردية و"حسب الظروف" تغض السلطة النظر عن نشاطه أحيانا وتحاول منعها تارة أخرى.
وقال الرئيس السوري في إحدى خطاباته "أن القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري" ، وفي عام 2005 اصدرت محكمة أمن الدولة في سوريا حكما بالسجن عامين ونصف عام على أربعة أكراد بتهمة "الانتماء إلى تنظيم سري واقتطاع جزء من أراضي البلاد وضمها إلى دولة أجنبية", وكان الأربعة ينتمون إلى حزب الاتحاد الديموقراطي، وهو حزب كردي محظور في سوريا.
في عام 1962 أعلنت الحكومة السورية إن مليونا من الأكراد الساكنين في سوريا ليسوا مواطنيين سوريين بسبب عدم توفر بيانات عن أجدادهم في الإحصاءات وسجلات النفوس العثمانية قبيل عام 1920. كان إحصاء عام 1962 لمنطقة الحسكة مثيرا للجدل فهدف الحكومة المعلن كان "التعرف على المهاجرين الغير قانونيين من تركيا إلى شمال شرق سوريا" وكان على الشخص أن يمتلك وثائق تبين إنه كان يعيش في سوريا منذ عام 1945 على أقل تقدير ولكن الأكراد اعتبروها سياسة منظمة لما اسموه محاولة لتعريب المنطقة, ويزعم البعض بان الحكومة السورية بدأت في السبعينيات وعلى يد الرئيس السوري السابق ما أسموه سياسة التعريب ومن الأمثلة على هذه السياسة منع الأكراد من تسمية حديثي الولادة بأسماء كردية ومنع إطلاق أسماء كردية على المحلات التجارية.
في 12 آذار 2004 وأثناء مباراة لكرة القدم في ملعب القامشلي التابعة لمدينة الحسكة نشب صراع بين مشجعين أكراد لفريق القامشلي ومؤيدين عرب للفريق الضيف من دير الزور وقتل في ذلك اليوم13 شخصا, وانتشرت أعمال العنف إلى مناطق مجاورة ووصلت إلى حلب ودمشق العاصمة وتمت حملة اعتقالات في المنطقة واستنادا إلى منظمة العفو الدولية فإنه تم اعتقال ما يقارب 2000 شخص كانوا من الأكراد وكان من بينهم نساء وأطفال ، وتم فصل العديد من الطلاب الأكراد من الجامعات وفي عام 2008 قتل 3 أولاد اثناء اشعالهم النار حسب تقاليد احتفال عيد يسمى عيد النوروز حيث قامت الشرطة المسلحة بأطلاق النار عشوائيا.
في 7 نيسان عام 2011 أصدر الرئيس السوري مرسوم رئاسي قضى بمنح الجنسية العربية السورية للمسجلين كأجانب في سجلات الحسكة.
وحاليا لا ندري هل يتّجه الأكراد لتحقيق حلم راودهم طويلا بوضع يدهم بيد الإسرائيليّون لصنع دولتهم ام انّهم متّجهون لقتل حلم تكالبت ضدّه جميع دول الجوار وهذا ما يحصل الآن بتحالف تركيا والعراق وايران وسوريا ضدّ استقلال الأكراد في دولة ذات سيادة كاملة حيث وضع الجيش العراقي يده ثانية على كركوك لما لهذه المنطقة من اهميّة اقتصاديّة لوجود ابار النفط فيها ووجود تعدُّد للقوميات ففيها العرب والتركمان والكرد وغيرهم واصبحت كركوك ما بين اطماع ومصالح دول حرّة كايران وتركيا وغير حرة كالعراق وسوريا في نفس الوقت الذي حقق فيه الأكراد حكما ذاتيا وبات ممسوكا من دول لا يمكن القبول باستقلاله واصبحت بين الحرِّ والممسوك.
وتشكِّل كركوك درسا قاسيا للأكراد بشكل مباشر ولغيرهم ممّن يطالبون بالإنفصال عن اوطانهم الأصيلة بشكل عام ومفهوما عالميا جديدا لحريّة الشعوب وهو ان حريّة الشعوب مرتبطة بشكل مباشر برضى الدول الكبرى وان الشعوب التي تريد ان تكون حريّتها بين ايديها يجب ان تعمل اولا على بناء قوّتها وتوازن علاقاتها مع الغير وان تحافظ على وحدتها الوطنيّة لتحقيق مكاسب لجميع قوميّاتها واصولها ضمن الوطن الواحد .
اللهم احفظ وطننا ارضا وشعبا وجيشا وقيادة وعزِّز وحدته الوطنية تحت قيادته المظفّرة .

ambanr@hotmail.com










لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21185
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم