حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17936

نجم العطاء .. لمسة وطن

نجم العطاء .. لمسة وطن

نجم العطاء  ..  لمسة وطن

18-10-2017 08:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زهور السعودي
لم أشعر يوماً بمثل ما شعرت به في هذا الموقف، انها الثقة بالنفس، فأنا أعترف به فهو شعور يلازمني عندما يكون معي  رفيقي وزوجي (خالد محارب السعودي ) الداعم والمساند لي الذي لا ينفك عن بث حياة متجدده في روحي دفعاً لي لتقديم نماذج مبدعة من صور العطاء الانساني، لكن هناك سبباً أخراً جعلني لا أجد في هذا الموقف مكاناً للرهبة، إنه موقف التكريم بحد ذاته، فأنا كنت بمعية نخبة من نجوم العطاء في وطني إجتمعت لتلتقي تحت عنوان بصمة ولاء من فرسان العطاء لعام 2017 وبمبادرة كريمة من سعادة الدكتور محمد ابو جازية، صاحب السجل المعروف في إطلاق مبادرات الخير والعطاء على مستوى الوطن.
بينما كنت حاضرة أترقب شرارة بدء فعاليات هذه الحدث، كانت عيناي تجول بالحضور وتمعن بهم النظر، هناك من كنت أشبه عليه، وهناك من شعرت أن وجهه مألوف، الأمر الذي جعلني اتساءل؟ يا ترى؟ ماذا فعل هذا؟ وماذا أعطى ذاك ليستحق كل منهم التكريم؟ إنها أسئلة كثيرة دارت في ذهني وبالنفس لم يقطع حبلها الا صوت السلام الملكي يعلن بدء الحفل تبعه إنصات لأيات قصيرة من الذكر الحكيم، اطل عريف الحفل والكل ينتظر دور من سيقف تالياً خلف الميكرفون، أزعم أن الكل تمنى لو أن له مجموعة أعين وليس اثنتين فقط، لئلا تفوته لقطة أو لحظة، بعدها ببرهة، ظهر راعي الحفل الكريم، أشهد أنه شخصية مرموقة وطنية يحق أن ترفع لها القبعات، تحدث الراعي بكل ثقة وإندفاع والإبتسامة لا تفارق محياه، وقد وجه خطابه لكل سكان البلد والوطن وليس للحضور فحسب، وتغنى صاحب الرعاية بعاصمتنا الحبيبة عمان وشذاها وتاريخها ودورها الريادي على مستوى الأمة، كانت عمان رمز العروبة، ورمز الاسلام، فأبدع معالية في الوصف والتأثير للدرجة التي تشجعني أن أقول أن ما قاله وذكره يحتاج مني لمقال أخر منفصل، ثم أعطيت الكلمة لمنظم الحفل الذي إستحق من الحضور كل احترام وتقدير، ثم لقامة أخرى من أبناء الوطن الذي بدوره أخذنا في جولة أخرى رسخت حبنا لهذا الوطن ولولائنا المطلق لقيادته الحكيمة، صدقوني، لم نشعر بمرور الوقت، وكنا نصفق بين الفينة والأخرى دون أن ننتبه، كانت الكلمات تعبر وتتحدث بلسان الحاضرين حتماً.
وعندما وصل عريف الحفل بنا الى فقرة التكريم، بدأت القاعة تضيىء مع الاعلان المتتالي عن إسم الشخص المكرّم، وكان منظم الحفل الدكتور ابو جازية يشرح بشكل مقتضب بصمة عطاء الشخص المكرم، وهنا عدت أتساءل كطفلة، الست مبتدئة بأعمالي التطوعية المتواضعة أمام هذه النخب العملاقة؟ وجاء المشهد ليجيب لوحده عن تساؤلي هذا، فالعطاء لا يقاس بالحجم أو الشكل، بل بمقدار عشق تراب هذا الوطن، وما أعظمك يا وطني، فها هي جنباتك تضم أناساً مخلصين كثر، أناس رهنت أنفسها لعمل الخير، سخرت تطوعها لوجه الله لا بهدف التفاخر والظهور، لم يعيقها مكان أو زمان أو روتين، وجاء دوري بالتكريم، صعدت المنصة بحياء أمام عظمة عطاء غيري، لكن ما أن أطلقت من منصة التكريم ملخصاً سريعاً لمبادرتي القادمة، لفحة وكف وطاقية لكل طالب محتاج، حتى ضجت القاعة بالتصفيق والثناء، وأبدى بعضهم رغبته بتقديم المساعدة دون معرفة نطاق مبادرتي الجغرافي، نعم، هذه هي الروح التي نريدها، وبهذا العمل نرتقي على مستوى الوطن، فأنا وجدت بأن جميع المكرمين قد إستحقوا فعلاً أن يكونوا نجوم عطاء ساطعة في ذلك الحفل، لأني وجدت فيهم طعم الولاء والانتماء الحقيقي، وكيف لا؟ ونحن الأجيال المولودة على حب هذا الوطن.
ما أود قوله في هذه المناسبة الغالية على قلبي، أن هذا الحفل بالنسبة لي سيقى ليس حفلا ًعادياً، فهو بحق تجمع عفوي شبابي لقامات وطنية نذرت نفسها بروح لا تكل ولا تمل للبذل والعطاء، يكفي أنها لم تكن تنتظر التكريم، وربما لهذا أختيرت وكرمت، حتى اني سمعت بعضهم يقول، إنتظروني السنة القادمة، سأحضر مرة أخرى لأشارك بتكريم نجوم عطاء جدد، فمن أين لهؤلاء هذه الثقة؟ اليس لأن العطاء لا حدود ولا زمان له، وطالما هناك نشامى في هذا الوطن، نشامى تمتلك الحياة والأمل والطاقة العالية، فستبقى الفرصة متاحة لخلق قامات وهامات أخرى تقدم وتعطي وتبذل وتنشر المحبة بين الناس، وهذا برأي هو الإنجاز الفعلي.
إنتهى الحفل ومر التكريم بعجالة لم نحس بها، لكن لا زالت الروح تستذكر وتهيم بتلك اللحظات الثمينة، لحظات سمت على الوجدان، لدرجة أنها خلقت عندي حالة من الفرح والسعادة ستظل غامرة بي وبزملائي المكرمين لفترة طويلة من الوقت، نعم، إنتهى الحفل، بعد أن التقيت بأناس أعتبرتهم أسرتي الجديدة، ودعنا بعضنا البعض وكاننا على موعد جديد بعد فترة، ودعنا بعضنا ولسان حالنا يقول، شكراً لك يا صاحب المبادرة الطيب، لأنك نجحت بحنكتك وإدارة تنظيمك المميز بأن تجمع كل هذه النخب والنجوم في مكان وزمان واحد، وختاما، سنبقى ذخراً لك يا أردن الخير والعطاء عشتم وعاش أردننا الغالي تحت قيادته الهاشمية الحكيمة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17936
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم