بقلم : سهير رمضان
نعم هم اقترفوا جرائم واستحقوا عليها العقوبه بسلب حرياتهم ووضعهم خلف القضبان حسب القانون والشرع. القصاص واجب لمن يستحق العقاب قال تعالى "ولكم في القصاص حياة". سميت السجون بمراكز الاصلاح والتأهيل اي اعادة بناء السجناء جسديا وفكريا ليخرجوا بعد انقضاء مدة محكوميتهم مواطنين صالحين قادريين على المساهمه في بناء ونهضة المجتمع. تحت هذا المسمى "الاصلاح والتاهيل" يجب ان تندرج امور كثيره: حيث يجب أن يكون اصلاح وتأهيل فعلي لهؤلاء النزلاء وتقويم لاعوجاجهم والعمل على تعديل السلوك السلبي وتعزيز السلوك الايجابي والقضاء على السلوك السلبي لديهم . يجب على مراكز الإصلاح والتاهيل مساعدة هؤلاء النزلاء على اكتساب مهارات مهنيه وحرفيه تساعدهم على دخول معترك الحياة والاندماج في المجتمع من جديد. يجب على مراكز الإصلاح والتاهيل اخراج طاقات النزلاء الكامنه وتسخيرها بالاتجاه الصحيح ومساعدتهم على فهم ذواتهم من حيث تنمية قدراتهم ومواهبهم. يجب تدريبهم على تحمل المسؤولية الاجتماعية وزيادة احساسهم الذاتي. يجب اعطاء دورات تثقيفيه لاعادة تاهيلهم من جديد وكيفية اندماجهم في المجتمع كأفراد صالحين ومنتجين. على ادارة مراكز الإصلاح والتاهيل تخصيص ندوات دينيه تهدف إلى تعميق الوازع الديني في نفوس النزلاء وغرس الفضيله والقيم والاخلاق كما عليهم اعطاء محاضرات تتناول مفهوم المواطنه وواجبات الفرد تجاه المجتمع وحب الوطن والحفاظ على امنه وامانه. تقديم الرعايه الصحيه لهؤلاء المدمنين على المسكرات والمخدرات وعلاجهم علاج فعال وتوعيتهم بتقديم محاضرات تبين مخاطر المخدرات والادمان على حياة الشخص وكيف تهدد حياة الناس. يجب التركيز على تعليمهم احترام النظام والتعليمات والأنظمة الإداريه المعمول بها داخل مراكز الإصلاح والتاهيل كما يجب تاهيلهم على العمل ضمن روح الفريق والتعاون فيما بينهم. يجب احترام كرامتهم وانسانيتهم فما من إنسان يعيش على هذه الأرض إلا وكانت بدايته فطره سليمه..على افراد الامن العاملين في مراكز الإصلاح والتاهيل ان يكونوا قدوة حسنة لهؤلاء النزلاء بحسن الخلق واستخدام العبارات التي تشعرهم بانسانيتهم وكرامتهم. تقديم مكافآت ماليه او عينيه للنزلاء الذين اثبتوا أن سلوكهم قد تغير. هذا ما نتوقعه في مراكز الإصلاح والتاهيل ليكون الاسم فعليا وضمنيا وليست مجرد عنوان. ولكن ماذا ينتظرهم خارج قضبان السجون طالما كان الهدف من السجن هو العقاب وردع المجرم والحد من الجريمه لينعم المجتمع بالأمن والامان؟ وهذا سؤال اوجهه الى معالي وزير العدل ووزير الداخليه وعطوفة مدير الامن العام. ماذا بعد السجن؟ اليس علينا أن ننظر لهذا المخطيء على انه بشر يخطيء ويصيب وهل اذا أخطأ عليه ان يعاقب مدى الحياة وتكبله القيود الامنيه؟ قال رسول الله صل الله عليه وسلم "التاءب من الذنب كما لا ذنب له"، وقال رسول الله ( كل بن ادم خطاء وخير الخطائين التوابين ). لقد تاب هذا المخطيء وخرج من سجنه وشم راءحة الحريه ولا يريد العوده للخطأ مره اخرى إلا انه يجد عقابه خارج السجن فما زال القيد الامني يلاحقه ويمنعه من العمل والانخراط في المجتمع. انه يريد ان ينتج ويساعد في نهضة وطنه وكيف لا وهو خرج من مركز اصلاح وتاهيل. لقد ازال العقاب الخطيءه فكيف لهذا الشخص الذي عاهد نفسه ان يكون سويا منتجا محبا لوطنه قد وجد نفسه مكبل بالقيد الذي لا يرحمه كيفما وجه وجهه. كان في السجن نزيل وبعد السجن اصبح خريج سجون ومن اصحاب السوابق لا يستطيع أن يجد عملا لقد منعت القيود الامنيه الكثيريين من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي خصوصا أنها مرجع والوصول اليها متاح سواء لطالب الوظيفه،طالب الزواج أو من يريد السفر خارج البلاد. لقد اصبحت القيود الامنيه لصيقه لهم ، لماذا لا نطبق قول رسولنا الكريم(كل بني آدم خطأ وخير الخطائين التوابون ). معالي زير العدل ووزير الداخلية وعطوفة مدير الامن العام: الامور واضحه لكن الحلول مرفوضه،قيوده كبلته خارج السجن فالحاجه الى الإصلاح تتعدى حدود جدران السجن فاذا كان دخل السجن للتعاطي سيصبح تاجر مخدرات، واذا دخل السجن من اجل مشاجره سيصبح قاتل،واذا دخل السجن من اجل سرقه سيصبح مع عصابات السطو المسلح. ان الجريمه في تزايد مستمر كما ونوعا امنحوا الشباب فرصه ،فدائما نسمع ونقرأ عن جهود مراكز الإصلاح والتاهيل وما تقدمه من جهود وخدمات وتعليم مهن للسجناء والجهود المبذولة من اجل العمل على اصلاحهم واعادة تاهيلهم الاجتماعي ومساعدتهم في التخلي عن الجريمه والانحراف هذه الجهود تستحق مديرية الأمن العام عليها الشكر والتقدير ولكن اليس هذا مناقضا للواقع كيف يندمج في المجتمع وكيف نردعه عن الجريمه وكيف نساعده في تكوين اسره.

فهناك علاقه طرديه ما بين البطاله وتزايد الجريمه خصوصا مفهوم البطاله الناتج من عدم تمكن أفراد المجتمع من الحصول على عمل ثابت يكون مصدرا للدخل بالنسبة لهم وذلك في حال بحثهم وسعيهم في الحصول على العمل. فكلما زادت نسبة البطاله ارتفعت نسبة الجريمه حيث تعد جريمة السرقه من ابرز الجرائم المرتبطه بالبطاله. اليس القيود الامنيه تذهب جهودكم سدى؟ اليس الجريمه في تزايد مستمر؟اليس السجون تعج بالمجرمين؟ الاسباب معروفه والنتائج واضحه ولكن الحلول مرفوضه. فمن حق من تاب وفكر بالعدول عن السلوك السلبي ان ينخرط في المجتمع.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا