حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16273

للنشر

للنشر

للنشر

14-10-2017 11:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.ميساء قرعان

أحبته صغيرة، أحبته ساذجة، أذهلها اختلافه عن بقية الفصول، كانت ترى في تعريته أوراق الشجر حقيقة من نوع آخر، وحين تمشي عليها بقدميها تشعر بسادية من نوع ما وإن تغلفت بالرومنسية، فها هي أوراق الربيع التي كان يستفزها اخضرارها وزيفها تتهاوى لترسم لوحة خريفية تملأ الشوارع وتتطاير مع رياح الخريف محدثة معزوفة ليست تعي إذا ما كانت نهاية أم بداية .
هي سيمفونية الحياة التي تأرجحنا بين موت وميلاد بين أمل وآلام، بين أحلام وكوابيس، بين توقع الاكثر مأساوية والأكثر مدعاة للفرح، لم تكن حينها كل الأشياء متشابهة، فبعض الأحداث جعلتنا أحياء أموات وبعضها أحيا فينا كائن ميت غير أن النهايات واحدة ، جميعها تتطاير نحوالنهاية، تشرين شهراستقبال اشيائنا الجميلة التي سنفتقدها،يخدعنا فيغدق في عطاياه ليغض أبصارنا عن انحيازه للموت، وما أن ينته من مهماته الجرمية يعود مطالبا بما منحنا إياه، رومنسي هذا المسمى تشرين حد الدموية والقتل بدم بارد، بارع في التبرير،إذ لا ربيعا منتظرا دون ارتكابه كل هذه المجازر، أو يهيء لنا أن جرائمه تحمينا من خسائر متوقعة
هولا يعرف وليس معنيا بأن يعرف كم الدم النازف من عيون أتعبها الانتظار، انتظار لا يشترط ولا يطالب بنهاية مكللة بفرح ..نهاية فقط، فبعض النهايات المؤلمة أقل قسوة من الانتظار الذي لا يمكن التنبؤ به،
تشرين: ما أشد قسوتك وأنت تتظاهر بأنك تحنوعلى الارض لتحفظ استقرار دورتها الطبيعية! ومن ذا الذي اوهمك بأن الأشجار كانت ستختنق لوأن ورقها بقي مكللا أغصانها؟ من ذا الذي أوهمك أن في اجتثاثها حماية لها، وهل تعرف بأن الأوراق التي ستحل مكانها لن تكون هي فلا تبالغ في تكرار كذبة هكذا هي الحياة أرجوك.
تشرين: ألا يخجلك بقاء بعض أنواع الاشجار عصية أمام أسلحتك فلا هي تتساقط ولا تعود لتورق وريقات مزيفة من جديد؟ فلا بداية ولا نهاية لاخضرارها، وليست موقوتة ولا مزيفة ولا هي خجلى في عودتها كما أوراق الربيع.
تشرين أيها الذي استنزفت من سنوات عمرنا ما يكفي لايهامنا بأن صوت الريح موسيقى وأن غيمك دفء وأن ما تفعله في اقتلاع كل لون أخضر، نحن كبرنا بما يكفي لنسمي الاشياء بمسمياتها ، خريف قاسي كاره لكل مظاهر الحياة ، خريف تبريري يخدع الابصار والحواس حتى يهيء لنا فيه أن الجمال يكمن في الجريمة، فصل يطغى على ما تبقى من غيره فصول حتى وان ذهب مع الريح، يخشاك المطر يا تشرين ، يخشى أن تستقطع قسوتك أياما واسابيع منه فيتسبب بقحط من نوع آخر ويخشى الربيع النتيجة إذ قد لا يأتي إذا ما واصلت قسوتك وطغيانك على بقية الفصول ويبقى الصيف مهددا بمداهمتك اياه فجأة فتقضي على كل مظاهر الفرح
اوراقك يا تشرين لم تشغل بالذهب بل بالموت شغلت وللموت تعمل وفي ظاهرها تتظاهر أنها تعمل لاستمرار الحياة
وأي حياة تلك وما كان أخضر يانعا في الامس أصبح يداس بالاقدام اليوم ؟؟ لا تحدثني عن محبتك للارض فمن يحب يصعب عليه أن يقتلع ولا تحدثني عن الدفء فالدفء المؤقت أكثر قسوة من برد لا يحتمل ..
تشرين: يا شهر الرومنسية كم رسالة كنت قد أعقت وصولها ورياحك لا تعرف اتجاه فوصلت في غير فصلها وغير أوانها ولم تزل المعشوقة تحتضر؟؟ وبعد هل أدركت كم هي الاميال التي تستطيع قسوتك أن تقطعها في ساعة خريفية؟
يتبع حتى تكتمل الرواية ....
Dr.maisaquran@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16273
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم