حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,17 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12958

آفاق عملية السلام المسدودة من أبواب ونوافذ صفقة القرن

آفاق عملية السلام المسدودة من أبواب ونوافذ صفقة القرن

 آفاق عملية السلام المسدودة من أبواب ونوافذ صفقة القرن

11-09-2017 08:40 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عمر الرداد
صفقة القرن ، التي تم الحديث عنها في الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي ،دون توضيح ملامحها، الا في إطار تسريبات مبهمة عامة ، تتضمن العودة لما كانت عليه المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، الى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967،دون اية إشارة لحدود الرابع من حزيران ، ربما جاءت في سياقات حملة العلاقات العامة لإدارة الرئيس ترامب ،خاصة وان الرئيس ترامب في زيارته لإسرائيل والسلطة الفلسطينية ، بعد مشاركته في قمم الرياض أواخر مايو الماضي ،لم يطرح ملامح لاية مبادرة أمريكية ، باستثناء الدعوة للتفاوض بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو.
ورغم تراجع الرئيس الأمريكي لاحقا عن وعوده” مؤقتا” بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس،في إطار ضغوط على الجانب الفلسطيني، الا ان زيارة الوفد الأمريكي برئاسة كوشنير الى تل أبيب ورام الله ثم عمان ، ومن بعدها الى عواصم خليجية كشفت ملامح صفقة القرن الموعودة في إطارات: تعاون امني فلسطيني مع إسرائيل ،دعم اقتصادي للفلسطينيين في إطار حصصهم المتفق عليها من الضرائب وتطبيع مع الدول العربية ، وهو ما ينفي ان الزيارة كانت استطلاعية للوقوف على مطالب الإطراف المعنية لتقريب وجهات النظر، وكان لافتا ان لا ياتي كوشنير على ذكر الدولة الفلسطينية خلال لقاءاته.
عمليا يبدو ان ليس الإدارة الأمريكية ما تقدمه خارج هذا السياق ،والذي يستند الى ترجمة المبادرة العربية للسلام بالمقلوب، والتعامل مع النتيجة وليس شرطها ، اذ اشترطت المبادرة العربية الانسحاب الإسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران مقابل تطبيع عربي وإسلامي شامل معها ،وربما اوحت التطورات في المنطقة ، خاصة بعد الربيع العربي ومخرجاته بإضعاف تيار الممانعة وإرهاصات هزيمة الإرهاب الأصولي ، ومالأت التفكيك والتشظي العربية والإسلامية،ان هناك إمكانية للمضي في خطة التطبيع العربي مع إسرائيل قبل الانسحاب،لكن هبة الأقصى وفرت في الوقت ذاته إجابة على اية حلول لا تستجيب للمطالب العربية والفلسطينية ،وفي ظل انحياز مسبق من الإدارة الأمريكية لإسرائيل ، فان السيناريو الأبرز والأكثر واقعية في المدى المنظور هو استمرار جمود عملية السلام .
هذا الجمود تعززه قراءات الوضع الحالي لدى الحكومة الإسرائيلية والقيادة الفلسطينية ،ففي العقل الإسرائيلي تشكل القضية الفلسطينية قضية مؤجلة، يمكن التعامل معها في إطار إدارة الأزمة وليس حلها،لذا تتخذ إسرائيل بين الفينة والأخرى قرارات ذات ارتباط بإدارة الحياة اليومية للفلسطينيين ، وتبدو تنازلات لكنها تبقى في إطار سلطة الاحتلال ، ولا تقترب من الثوابت الإسرائيلية ، كقضية الاستيطان مثلا،او إغلاق بوابات الأقصى وفتحها لاحقا ،او إجراءات التنقل بين مناطق الضفة الغربية والقدس وكلها مع بقاء الاحتلال، هذا بالإضافة لتصاعد الاتجاهات اليمينية في إسرائيل، والتي تسيطر على الحكم بقيادة نتنياهو.
القيادة الإسرائيلية مشغولة اليوم بملفات احتمالات الحرب القادمة مع غزة والتهديد الذي تمثله إيران وحزب الله على هامش الحلول المطروحة في سوريا ومناطق خفض التوتر،ودراسة سيناريوهات الحرب القادمة مع حزب الله ، في ظل إسناد ودعم إيراني أصبح حقيقة على الأرض في سوريا ،من خلال قواعد ومصانع عسكرية ،وفق التصور الإسرائيلي ،فيما تتطلع لمواصلة التطبيع مع دول عربية ، خارج معاهدات السلام تحت عنوان مواجهة التهديد “المشترك” الذي تمثله إيران ، والذي ربما يسهم استمرار أزمة قطر مع جيرانها في تحقيق “نجاحات” على صعيد هذا التطبيع.
من جانبها تبدو القيادة الفلسطينية غارقة في مستنقع خلافاتها الداخلية ،بين هواجس البحث عن خليفة للرئيس عباس،والتهديد القادم لها ،من قطاع غزة باتفاق خصومها ( العقيد محمد دخلان وحركة حماس) بدعم من جهات ذات تأثير واسع ممثلة بالإمارات العربية ومصر(الدعم الإماراتي المصري لاتفاق دخلان حماس في غزة مرتبط بحماس وغزة أكثر من كونه ضد عباس)،هذه القيادة غير قادرة حاليا على اتخاذ مواقف جادة خارج هذا الإطار ، وهي كما إسرائيل تتعامل مع قضيتها في سياق إدارة الأزمة وانتزاع مكاسب ومواقف تعزز مواقفها إمام خصومها، وربما كانت هبة الأقصى شاهدا كيف تسابقت حركة فتح مع خصومها لاختطاف “انتصار” إعادة فتح بوابات الأقصى ،بالتزامن مع تسابق عربي وإسلامي كان موازيا.
القوى الدولية الفاعلة ، وخاصة أمريكا وروسيا وأوروبا ،هي الأخرى مشغولة بملفات ذات أهمية اكبر بالنسبة لها من القضية الفلسطينية ،بدءا من تهديدات كوريا الشمالية باستخدام الصواريخ النووية ، والصراع الأمريكي الروسي في آسيا الوسطى وغيرها ، والصراع الأمريكي الاقتصادي مع الصين ، فيما أوروبا تلملم جراحها بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد ، في ظل أزمات اقتصادية متنامية ، وكل ذلك يجعل عملية السلام هدفا مؤجلا ،أقصى ما يمكن تقديمه لا يتعدى إطفاء حرائق كلما تأججت بين إسرائيل والفلسطينيين ، في إطار توافق دولي يتضمن استمرارية الوضع القائم، رغم تسريبات حول قمة بين نتنياهو وعباس في واشنطن بإشراف الرئيس ترامب.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12958
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم