حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12117

تركيا وحلم الاتحاد

تركيا وحلم الاتحاد

تركيا وحلم الاتحاد

09-09-2017 01:02 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
من لم يقرأ التاريخ لن يعي من سير الأحداث شيئا ومن لم يحدق في ظلال الماضي لن يفهم الحاضر والمستقبل.

تركيا تلك الدولة التي عانت اقتصاديا ، وريثة السلطنة العثمانية ، التي ظهرت وحددت عقب الحرب العالمية الأولى بقليل أي في 1923 ، ظهرت هذه الدولة على ركام السلطنة لتثبت للعالم أن أحفاد السلطان سليم والسلطان عبد الحميد ما زالوا على الأرض ، ما هدت عزيمتهم ، ولا انتهت نهضتهم .

تعتبر تركيا تلك التي تقبع بين آسيا واوروبا دولة ذات إرث استعماري رهيب ، وعليه فهي في صناعة السياسة الخارجية ذات خبرة عميقة في خبايا المفاوضات والتفاهمات مع الدول .

ولأن تركيا سليلة السلطنة العثمانية تلك التي دام حكمها أربعة قرون ونيف ، فهي لا تطمح بأقل من الأفضل دوما ؛ فمنذ عام 1963 وقعت مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية انقرة التي كانت كخطوة اولية نحو المزيد ، وتقدمت بطلب الانضمام في 1987 ، وتلا ذلك اتفاقية جمركية عام 1995 ؛ لتبدأ المفاوضات بجهود حزب العدالة والتنمية ومحاولات أردوغان المتواصلة في عام 2005 ؛ وعندها رفض الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي رفضا قاطعا لفكرة انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي ، وتضاءلت وتيرة المفاوضات لتنشط مجددا في 22/10/2013 .

وتعتبر تركيا إحدى القوى الإقليمية الهامة وهي ذات الطموح الكبير الذي لا ينفك عن المحاولة في الدخول والانضمام للاتحاد الأوروبي ؛ ولمن لا يعرف نشأة الاتحاد الاوروبي ، فهو وحدة إقليمية بدأت كأفكار تطمح في خلق نوع من التكيف الإقليمي لتمتد إلى جوانب متعددة التجاري والاقتصادي والسياسي ؛ حيث تعود جذور هذا الاتحاد لجماعة الفحم والصلب الأوروبية التي انشئت في 18/4/1951 بين ست دول ولتحقيق التقارب بين فرنسا وألمانيا المتحاربتين وبقوة ، حيث خرجت هذه الدول من الحرب العالمية الثانية منهكة وبحاجة لصحوة إقتصادية مؤطرة بمعاهدة أو اتفاقية ، وتلا تلك الجماعة تطورا جديدا منبثقا عن اتفاقية روما 1958 تحت مسمى الجماعة الاقتصادية الاوروبية أو السوق الاوروبية المشتركة وانتهت الصيغة النهائية لنهضة الاتحاد الأوروبي بشكله المعاصر عقب معاهدة ماسترخت .

وفي الوقت الذي عانت فيه بريطانيا من قبول انضمامها في كل مرة تجري فيه المفاوضات ، حيث كانت فرنسا تؤكد على رفضها دخول بريطانيا ، وفي الوقت الذي انضمت فيه اسبانيا والبرتغال لحماية السواحل ولضمان سلامة دول الاتحاد ، وفي الوقت الذي انضمت فيه دول البلقان المتواضعة الامكانيات ؛ فإن عملية انضمام تركيا أصعب مما نتصور .

حيث تواجه تركيا العديد من العقبات في انضمامها لمضمار النادي الاوروبي وعلى الرغم من تسجيلها في المجلس الاوروبي إلا أن فكرة العضوية الكاملة تعتبر أمرا اقرب إلى المستحيل ، حيث تمتلك تركيا كثافة سكانية عالية ما يقارب 79مليون نسمة ، ونسبة وتناسب مع الاتحاد ككل الذي يشكل 504مليون نسمة ، فإن تركيا ما إن تنضم للإتحاد حتى تصبح ثاني أكبر دولة بعد ألمانيا ، الامر الذي يجعلها تمتلك قرارا قويا في كل أجهزة الاتحاد ، ولو حللنا العامل الديموغرافي لوجدنا أن أعلى نسبة بسكان تركيا هم من المسلمين ؛ الأمر الذي يخلق حالة من القلق لدى أوروبا التي تخشى من تزايد أعداد المسلمين في الوقت الذي تسعى فيه لإنقاص أعدادهم على أراضي القارة العجوز.

وبالإضافة إلى الكثافة السكانية والاسلاموفوبيا ، فإن قرب تركيا من مناطق الصراع الشرق أوسطية يجعل من أوروبا حذرة جدا وحريصة من فكرة اقتيادها لنقاط الصراع وإشراكها وتوريطها بالقضايا الإقليمية بشكل مباشر ، وعلاوة على كل ذلك فإن الازمة الكردية والشروط التي فرضت على تركيا لتطبيق النمط الديمقراطي الحقيقي على شكل الإصلاحات الدستورية والإجتماعية والإقتصادية ، بالإضافة أيضا إلى الأزمة القبرصية مع اليونان ، والخوف من تراجع نسبة الرفاهية لشعوب الاتحاد الاوروبي جراء دخول تركيا وهجرة الأتراك وارتفاع نسبة البطالة نتيجة تدفق العمالة التركية ، جميعها مخاوف أوروبية من انضمام تركيا .

ورغم كل ذلك فإن تركيا تمتلك أوراق ضغط كبيرة قد تنجح باستخدامها وقد لا تنجح ، فهي التي زودت الاتحاد الأوروبي بالمهاجرين الذين تم اختيارهم على أسس الهجرة المنتقاة ، وكما أن تركيا تمتلك خطوط نقل للقارة الأوروبية ، وهي التي تحمي جزءا كبيرا من الساحل الأوروبي عبر البحر الابيض المتوسط .

فهل سينجح أردوغان الذي نهض باقتصاد تركيا الغارق بالديون ؟؟! .. أم أن التعاونات لن تتعدى فكرة الاتفاقيات الجمركية وغيرها ؟؟!! ..
تركيا قوة لا يستهان بها ، والاتحاد الأوروبي يمتلك طابعا حضاريا واقتصاديا متكامل فهل سيستوعب الحضارة التركية بطابعها الإسلامي ..؟!!


Roshanalkaid11@gmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12117
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم