حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17195

أبحر الغرب فينا

أبحر الغرب فينا

أبحر الغرب فينا

15-08-2017 09:11 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير رمضان
قال الفيلسوف الهندي طاغور "إذا جاءك غازٍ(معتد) من الخارج فابحث عندك عما دعاه لغزوك"..لقد أبحر الغرب فينا وتعمق بتاريخنا وفكرنا وديننا وأخذ يشوه هويتنا، فلم نعد نحن أصحاب حضارات وفتوحات، وكأننا لم نكن يوما. الإسلام اليوم يتعرض لهجمة شنيعة غير مبررة من دول الغرب حتى أصبح الإسلام فوبيا كذبة صنعها الإعلام الغربي لأهداف سياسية أكثر مما هي دينية،لقد أصبحنا محط اهتمام الغرب لدراسة وتداول أحوالنا وتفكيرنا وعن أحلامنا وتطلعاتنا. ثوراتنا العربية أصبحت تدهش الغرب حيث أصبح الغرب يعمد إلى دراستنا وتخصيص فرق عديدة من الباحثين والمحللين لمتابعة حالنا وأحوالنا وتحويلها إلى صورة نمطية معينة يصنعها الغرب من منظور استعماري وبعقلية استعلائية فوقية، فما زالت فكرة الاستعمار مستحكمة ولا زال الغرب يفسر أحوالنا من منظوره وليس منظورنا فنحن نتلقى منه ولا يتلقى منا، ينقلنا إلى شعوبه بمنظومة فكرية معدة مسبقا على الرؤيا الفوقية. ومن المؤسف عندما يعمد الغرب إلى توجيهنا بل وإلى تدريبنا على الطريقه الاكثر ملائمة في نضالنا حول التحرر تحت مسمى شرق أوسط جديد. وهو ما صدقه للأسف الكثيرون منا وأشادوا بصناع الثورات العربية أنهم من نخب الشباب، فما زال الغرب يحتلنا ويسيطر على مصائرنا فالشعوب العربية اليوم تنتفض على أنظمه صنعها ورعاها الغرب لحماية مصالحه الاستعمارية في المنطقة وهاهي الثورات تتواصل إلى أن تحولت منطقة الشرق الأوسط إلى ساحة للطائفية والكراهية والحروب والقتل وسفك الدماء تلون ربيعنا بلون الدم وأزيلت مدن عريقة عن بكرة أبيها وشردت النساء والأطفال أصبح قتلهم مباحًا وعرضهم مستباحًا. أليس الربيع العربي مؤامرة خارجية حبكها الحاقدون والكارهون وألقوا بها في هذه المنطقة فتقبلها العقل العربي الإسلامي وغرقت أوطاننا بالظلام وصراعاتنا أصبحت عربية -عربية بعيدة كل البعد عن إسرائيل. إن الغرب يغزونا غزوا فكريا فالغزو الفكري أخطر من الغزو العسكري فلا تحس به الامة ولا تستعد للوقوف في وجهة حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضه الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحب وتكره ما يريده عدوها أن تكره. استطاع الغرب أن يسيطر علينا ويزيل عنا معاني الاصالة والقوة. إنهم يسيطرون على مناهج التعليم ،ويعملون على إفساد المجتمع عن طريق المرأة وجعلها تتجاوز الحدود التي حددها الله لها والقضاء على الطهر والعفاف عن طريق إقناع المرأة أنها في المجتمع المسلم قد ظلمت. إنهم يعملون على توجيه المجتمع توجيها علمانيا لا يرتكز على الايمان بالله ورسوله وإنما يسير نحو الإلحاد ويدعو للفساد. إنهم يحاولون الاستيلاء على عقول المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية وجعلها الطريقة الفضلى في كل شيء. ونحن اليوم نأخذ من الاسلام قشوره ومسمياته ونسينا روح الإسلام،أهملنا كتاب الله وحرفنا سنته. أصبح المسلمون عارًا على الإسلام فإما إرهابي متشدد أو منحرف وأصبح الماسك على دينه كالقابض على الجمر. لقد حطموا روح الانتماء داخل شعوبنا من أجل السيطره على ثرواتنافنحن نغرق في مستنقع الغرب .أين علماء الأمة ومفكروها ومثقفوها من هذا الغزو الفكري وكما قال الشاعر غازي القصيبي رحمه الله"ياسيدي المخترع العظيم يامن صنعت بلسما قضى على مواجع الكهولة أما لديك بلسم يعيد الرجولة"


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17195
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم