حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16954

في كل شهورهم جوعى .. !!!

في كل شهورهم جوعى .. !!!

في كل شهورهم جوعى  ..  !!!

30-05-2017 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
بعض الناس ينطلقون بسلوكهم ويصدرون أحكامهم من خلال أحوالهم وأوضاعهم فقط ؛ فتراهم يعيشون لأنفسهم ولا يسألون عن أحوال وحاجات غيرهم ...

فخطواتهم المستقبلية وقناعاتهم الإنسانية تنطلق من حوائجهم وغرائزهم فقط ؛ فإن جاعوا أحسوا بآلآم الجوع وشعروا مع ملايين الجوعى ؛ وإن شبعوا ؛ فما عاد هناك جوعى .. !!! ... وإن افتقروا أحسوا بآلآم الفقر وشعروا بملايين الفقراء من حولهم ؛ وإن اغتنوا ؛ فلا فقراء ولا محتاجين حولهم ...!!! ... وإن تشردوا أحسوا بآلآم التشرد والضياع ، وشعروا بمعاناة اللاجئين من حولهم ... ؛ فإن حصلوا المساكن والمأوى ... فمشكلات التشرد واللحوء انتهت عندهم ... !!!

وهذه النظرة الضيقة تخلو من المشاعر الإنسانية وتكرس الأنانية والذاتية ، وأصحابها يخرجون بنظرة مختلة وبقناعات وأحكام خاطئة عن مجتمعهم وعن الحياة والناس من حولهم ...

ولكن المؤمن الحق لن يغفل عن معاناة ومآسي غيره ، وسيتذكر آلآم وحاجات اخوانه في سرآءه وضرآءه وفي كل أحواله ...
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا ، فنزل فيها ، فشرب ، ثم خرج ، فإذا بكلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ، ثم أمسكه بفيه حتى رقي ، فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له ، فقالوا : يا رسول الله ! وإن لنا في البهائم لأجرا ؟ فقال : " في كل ذات كبد رطبة أجر " ...

فبالرغم من إنتهاء معاناة هذا الرجل مع الضمأ والعطش ، أحس بمعاناة الكلب مع العطش ؛ فرق له قلبه وتحركت مشاعر الرحمة لديه ؛ فسقى الكلب ؛ وشكره الله له وغفر له ...

ورد في الحديث النبوي الشريف : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ... فالإيمان لن يكتمل بنائه عند كل من عاش ويعيش لنفسه ... والمؤمن الصادق لن يهنأ بإيمانه ؛ وفي عالمنا مليارات من البشر يتخطفهم الشيطان ؛ ويتخبطون في شركهم وكفرهم ويسجدون لليقر وللشجر وللحجر من دون الله ...

وحتى هدهد سليمان عليه السلام لم يرض للناس الكفر والشرك والضلالة ، وانفعل وأحس بالقهر والضجر عندما شاهد في سبأ ؛ قوما” يسجدون للشمس من دون الله ... !!!

نور الإيمان وصل إليك بجهود مريرة من غيرك ، فالواجب الإيماني والشرعي يحتم عليك بذل كل جهد لديك لتوصيل هذا النور الرباني للتائهبن والضالين حول هذا العالم ...

لا أدري ؛ كيف يهنأ بقصره ويرتاح بنومه من يرى ملايين الناس في الصحارى هائمين وفي العراء يبيتون .. ؟! لا أدري ؛ كيف يهنأ بطعامه وشرابه من يرى ملايين البشر وهم يتلوون جوعا من حوله .. ؟!

إننا في شهر رمضان المبارك ؛ وهو شهر الانتصارات ؛ على الشيطان وعلى النفس والهوى والكفر والشرك ؛ شهر المحية والتواصل والغفران ... وإن واجبك الإيماني يحتم عليك في هذا الشهر أن تتذكر جوع وحاجات غيرك ...

ورد في الحديث النبوي الشريف : ( أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا في الليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام ) ... وأنت تتناول وجبة إفطارك من بعد جوعك وضمئك ؛ تذكرك جيرانك ولا تغفل عن ملايبن الجوعى والمحتاجين الذين من حولك ...

وإياك والعيش ضمن ذاتك ونفسك ؛... حطم قيود النفس وتجاوز الأهواء ، وانطلق بإبمانك وبعقلك وبقلبك ؛ وتذكر اخوانك المظلومين والمحرومين والجوعى في كل أنحاء هذا العالم ... تذكر الفقراء والمساكين والمشردين في العراء ؛ فإن كان جوعك في شهر رمضان فقط ؛ فأخوان لك في كل الشهور جوعى ...


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16954
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم