حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16348

الطفل ضحية أم جاني ؟؟

الطفل ضحية أم جاني ؟؟

الطفل ضحية أم جاني ؟؟

23-04-2017 09:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

ينظر إلى الأحداث دائما من خلال زاوية واحدة هي أنهم مخالفين للقانون ويهددون الأمن العام. ذلك لأنه لا يتم رؤية الصورة الكلية. وهي صورة الأولاد والبنات الذين هم بحاجة إلى تفهم ومساعدة والذين هم في أغلب الأحيان ضحايا للعنف وعدم العدالة الاجتماعية والذين إذا ما تم إعطاءهم الفرصة يمكن أن يحيون حياة بناءة. ولا بد من أهمية النظر إلى تصرف الأحداث وسلوكهم غير المتفق مع القواعد والقيم الاجتماعية العامة على أنه في كثير من الأحيان جزء من عملية النضج والنمو، ويميل إلى الزوال التلقائي، لدى معظم الأفراد بالانتقال إلى مرحلة البلوغ. كما أنه من المهم الوعي على أن وصم الحدث بأنه منحرف أو جانح أو مُعرض للجنوح كثيراً ما يساهم في رأي أكثرية الخبراء في نشوء نمط ثابت من السلوك المُستهجن عند الحدث. وتدور فكرة قضاء الأحداث حول أهمية إجراءات الوقاية لمنع جنوح الأحداث والتعامل مع الطفل على اعتبار أنه ضحية وليس جاني وتشدد على عدم تجريم الأطفال. وان تكون كافة الإجراءات المتخذة موجهة لحماية الطفل وتأهيله ،لا لعقابه وترويعه من خلال اجراءات تجعله اكثر عدوانية وعنف .
أن الضحية يتحول إلى جاني في ظل تطبيق القانون الحرفي بدون مراعاة عمر وظروف الطفل وصياغة قوانين تأخذ بالاعتبار مظهر الجرم دون المضمون. والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا هو: هل حققت قوانين الأحداث هذا الهدف؟ وهل تأخذ في الاعتبار عمر وظروف الطفل ومضمون القضية بدلا من الأخذ بمظهر الجرم والتأكد من دواعي وهدف الجُرم وكيفية الارتكاب وما هي العناصر الدافعة على ارتكاب ذلك الجُرم ؟
من هنا اصبح هناك تغيير في مفاهيم الجريمة خاصة ان الطفل او الحدث في كافة القوانين والانظمة لا يتم تجريمة كما يُجرم العاقل البالغ الراشد لعدم توافر عناصر الجريمة التي تتوافر في الافراد الراشدين والقادرين على التفكير والاصرار ،والترصد وقبلها التخطيط والتفكير ، وقد اخذت بعض الاسر تتخذ من الطفل او الحدث اداة لتنفيذ الجريمة التي يخططون لها من اجل غسل العار ،او الثأر او النيل من احد افراد الاسرة وان مهما اقترف ذلك الطفل او الحدث لن يؤثر في تجريمه والحكم عليه وان القانون في صالحهم ، وهم في هذه الفعلة يفتكرون انهم قد غسلوا العار وإبيض الشرف وحققوا ما يصبون اليه باقل الاحكام واقل التكاليف .
ويتم النظر إلى أطفال الشوارع ايضاًعلى أنهم ضحايا لظروفهم وعدم تجريمهم وأن تبذل الدولة جهودا مضاعفة لحماية أطفال الشوارع وتوفير التعليم والرعاية الصحية لهم بما في ذلك خدمة حقيقية للإرشاد النفسي للذين يتعرضون للاعتداءات. وقد اصبح القلق يلاحق الاسرة بشأن الأطفال ضحايا جرائم الاستغلال الجنسي والذين يتم وصمهم وتهميشهم اجتماعيا وربما يتم تحميلهم المسؤولية ويتم محاكمتهم ووضعهم في مراكز الرعاية وحرمانهم من حريتهم حيث ان كثير منهم لا يلجا الى تقديم الشكوى خوفا على سمعة في حين ذلك يؤثر عليه سلبا فيما بعد حيث يتكون لديه شعور بأن حق من حقوقه قد اُهدر وبالتالي سوف ينتقم في كبره لذلك الفعل ومن هنا يتحول ذلك الطفل الى مجرم في كبره .
ومن هنا فإن التغييرات التي اخذت تظهر كل يوم وتحمل في طياتها الكثير من السلوكيات الي قد تُحمل الاطفال والاحداث ما لا طاقة لهم به جراء سلوكيات الاسرة والمجتمع الذي اصبح يُحتم عليهم الكثير من الاعباء من اجل تنفيذ اجندات خاصة تتعلق بالاسرة والمجتمع وهي في مجملها خارجة عن نطاق الانسانية والطفولة التي تتسم باالبراءة ،ولا يمكن ان تقترف اي ذنب كان الا اذا كانت البيئة جاذبة لاعمال غير انسانية تعكس السلوكيات والدافعية غير الايجابية لدى الاسرة والافراد .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16348
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم