حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 36057

يا رُمحنا .. الموت ما همك .

يا رُمحنا .. الموت ما همك .

يا رُمحنا  ..  الموت ما همك .

01-12-2016 10:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
خمسٌ وأربعون عاماً مضت على استشهادكَ يا سيدي ، خمسٌ وأربعون عاماً مضت على ملحمةٍ كنتَ بطلها ، خمسٌ وأربعون عاماً مضتْ ودموعُ الحزنِ تنهمرُ ألماً على فِراقِ شخصكَ في يومٍ بكينا فيه كما لم نبكِ أبداً . يا سيد الشهداء .. نحن لم نبكيك شخصاً ؛ فالموتُ حقٌّ .. وكلنا زائلون ، وإنَّما بكيناكَ رمزاً عظيماً ، رمزاً لكل القيم النبيلةِ والمبادئِ الفاضلةِ والخِصال الحميدهْ ، بكيناكَ رمزاً فريداً للصمودِ والتحدي والثباتِ والنصرِ والصبرِ والرجولةِ والبطولةِ والوطنيهْ ، بكيناكَ رمزاً للتضحية والفداءِ والإباءِ ونكرانِ الذاتِ ، بكيناكَ رمزاً لِلشموخِ والعزةِ والكرامةِ والشجاعةِ والإقدامِ والعزيمةِ والإصرارِ والشرفْ .

قتلوكَ يا سيدي ، ولم يدركوا أن بموتكَ .. قد رفعوا شأنـكَ إلى عليين ، وبأنهم قد خَطُّوا حروف َإسمكَ بِذهبٍ في سجـلاتِ البطولةِ والشرفِ .. فَبقيتَ - كما أنتَ دائماً - علماً ورايهْ ، وظللتَ نبراساً وقدوةً وسيفاً ومجداً وصيتاً وذِكراً وصورةً حلوةً .. وذكرىً جميلةً خَلَّدها التاريخْ ، قتلوكَ بالأمسِ .. ففقدناكَ اليومَ يا جبلَ العروبة والوطنيهْ ، فقدناكَ اليومَ وأنتَ رَجُلُ الحقِّ في زمن الباطل والنذالةِ والكذبْ .

سيدي : أيها البطلُ الراحلُ المقيمُ بين شِغافِ القلبِ وحنايا الرُّوحِ .. وأَلَقِ الذاكرهْ ، يَعُزُّ على الأردنيين والشرفاءِ ذكرى رحيلِكْ ، يَعُزُّ علينا الغيابُ يا أجملَ الشهداءِ وأغلى الرجالْ ، كيفَ لِلأقلامِ أنْ تصفَ موتَكَ المكلَّلَ بالكبرياءْ ؟!! ، كيفَ لنا أن نَرثيكَ وكُلُّ المراثي عاجزةٌ لا تستطيعُ البوحْ ؟! ، سلامٌ عليكَ وعلى نفسكَ التي أبتِ الانحناءَ في زمانٍ لم يَعُدْ به غيرُ البغاءِ و الرذيلةِ والابتلاءْ ، سلامٌ عليكَ أيها الشجاعْ .. سلامٌ عليكَ أيها البطلُ العنيدْ ، سلامٌ عليكَ يا صاحبَ الشموخِ والكبرياءْ ، سلامٌ عليكَ يا حبيبَ قلوبِ الشُّرفاءْ ، سلام على الذي صان المبادئ ، سلامٌ على صاحبَ النخوةِ والرجولهْ ، سلامٌ على صاحب الكرامةِ الذي لم يخضعَ ولم يركعَ ولم يرضَ الذُلَّ والهوانْ ، سلامٌ على سيفِنا ورُمحَنا الذي لم يخفْ يوماً مِنَ الموتْ .

رحمكَ اللهُ يا وصفي ، رحمكَ اللهُ يا رجلَ الوطنْ ، ستبقَ سِراجاً في ذاكرةِ الأردنيينَ ، وحيَّاً في قلوب المخلصينَ الشُّرفاءِ ، وستظلُّ المثلَ الأعلى .. وذلكَ الفارِس الذي لنْ يتكرَّرْ .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 36057
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم